لماذا وإلى أين ؟

الغالي يبرز خلفيات إجراء موريتانيا تغييرات واسعة في هيالكها خارجيتها

أجرت وزارة الخارجية الموريتانية  تغييرات واسعة في مسؤوليات المستشارين في عدد كبير من القنصليات والسفارات لدى الدول الت تربطها معها علاقات دبلوماسية.

وشملت هذه التغييرات، وفق بلاغ نقلته منابر ووكالات عن الخارجية الموريتانية، مستشارين وقناصلة عامين بكل من المغرب وتونس والجزائر.

وهمت التغييرات المتعلقة بالمغرب، شخصين، حيث تم تعيين محمد مولود المعلوم، قنصلا عاما من الدرجة الثانية في الدار البيضاء، خلفًا لمحمد مولود محمد سالم، ومحمد المختار ديدي، قنصلا عاما من الدرجة الثانية في الدار البيضاء.  

وفيما يتعلق بالجزائر فقد تم إحداث تغييرات في 3 مناصب، حيث عين الننين سيدي محمد، مستشارا أول في الجزائر، خلفًا لمحمد حمودي الطلبة، والشيخ محمد الناجي، مستشارا أول في الجزائر، خلفًا لمحمد المصطفى شعيب، فيما عين محمد الأمين عبد الله بيدي، مستشارا أول في الجزائر، خلفًا لآمنة اشريف أحمد، بينما همت التغييرات في تونس مصبا واحدا عينت فيه أم المؤمنين عبداوه مكيّ، سكرتيرا ثانيا في تونس، خلفًا للعالم حمزة.

وتأتي هذه التغييرات في وقت تشهد فيه العلاقات الموريتانية المغربية أوجها، في ظل التوتر الإقليمي الحاصل في جوارها، خاصة ما تشهده المنطقة من تصعيد بين مالي والجزائر وهو ما يعطي لهذه التغييرات أكثر من دلالة.

محمد الغالي ـــ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، محمد الغالي أن “هذه المسؤوليات لها أدوار مركبة ومتعددة المهام، منها جمع المعطيات وتيسير مجموعة من المهام الإدارية التي تتعلق بالمصالح القومية لأي بلد”.

وأوضح الغالي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “موريتانيا مقبلة على رهانات جيوسياسية كبرى، منها البدء في استغلال الإمكانيات النفطية الأحفورية التي تتوفر عليها موريتانيا، والأكيد أن منظورها للعلاقات الدولية وكيفية التعامل مع مصالحها سيختلف عن سابقه”.

وأكد أنه “في إطار التوازنات العامة فإن موريتانيا تريد تغيير هؤلاء المستشارين والقناصلة بمواصفات تماشى مع الموقع الجديد لدولة موريتانيا، وهذا لا يغير من التحول والتقدم الذي تعرفه العلاقات الموريتانية المغربية، التي  تحاول ان تحافظ على وتيرة العمل، وتطوره، بمعنى تحافظ على التراكمات الحالية التي حققتها مع المملكة المغربية”.

وشدد على أن “تغيير هؤلاء المسؤولين الموريتانيين قد يكون نتيجة عدم مسايرتهم لبعض التحولات ولم يكونوا في مستوى تزويد الدولة بالمعطيات والمعلومات اللازمة، لمجاراة هذه الدول”.

وأبرز أن موريتانيا “تحاول الحفاظ على التراكمات التي تحققت مع المملكة وتسير بإيقاع يجعل هذه العلاقات يكون في مستوى  أكثر جدية بالنظر إلى المبادرات المغربية التي تشكل موريتانيا فيه دورا وتموقعا أساسيا، خاصة أنبوب نيجريا المغرب الذي يعبر موريتانيا، والمبادرة الأطلسية التي تهدف إلى فك العزلة عن بوركينافاسو ومالي والنيجر”.

وخلص إلى أن “هذا يسير في اتجاه خروج موريتانيا من التقوقع من الحياد السلبي إلى الإيجابي بما يجعلها قادرة على حسن التفاعل مع الدول، ومنها المملكة المغربية، التي تربطها معها مصالح جيوسياسية أكثر استشرافا وصلابة ومتانة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x