2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مكاوي يفكك خلفيات تنظيم الجيش الجزائري ملتقى لـ”مكافحة الإرهاب”

نظم الجيش الجزائري، أول امس الأربعاء 7 ماي الجاري، ما أسماه الملتقى الدولي لجيوسياسية الإرهاب في ظل التحولات العالمية، بحضور خبراء دوليين.
وجاء استنفار الجيش الجزائري لأجهزته، في سياق التحركات الدولية والدعوات التي أطلقتها منظمات حقوقية وشخصيات أمريكية، على رأسها جو ولسون السيناتور الأمريكي، لتصنيف البوليساريو كجماعة إرهابية، ما يعطي لهذه التحركات أكثر من دلالة.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والمحلل السياسي، عبد الرحمان مكاوي، أن “عقيدة الجيش الوطني الشعبي الجزائري تقوم على دعامتين أساسيتين تعكسان المخاطر التي تواجه الدولة والمجتمع في البلد الجار، حيث تتمثل الدعامة الأولى في الخطر الداخلي والخطر الخارجي، حيث يُصوَّر العدو الوهمي التقليدي على أنه قد يكون المغرب أو فرنسا أو إسرائيل، وانضمت مؤخراً دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه القائمة”.

وشدد مكاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “هذا التصور يهدف إلى توحيد المجتمع الجزائري المكون من شعوب وقبائل متنافرة ومتضاربة، سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب، حيث يلجأ الجيش الجزائري إلى اختلاق أزمات وظواهر إرهابية لتحقيق هذا التوحيد، كما حدث في ستينيات القرن الماضي في منطقة القبائل، وفي تسعينيات القرن الماضي ضد الجبهة الإسلامية للإنقاذ، والآن ضد المعارضة في الغرب”.
وبذلك، يسترسل مكاوي “يتم صهر هذه الشعوب المتناقضة وحثها على التلاحم حول منقذ واحد، وهو الجيش الوطني الشعبي، الذي تُعزى إليه مهمة ضمان استمرارية الدولة والحفاظ على وحدة المجتمع، أما العدو التقليدي (الخارجي)، فيُستخدم كخطر دائم لتحقيق الغاية نفسها، أي جعل المجتمع يلتف حول الجيش والنظام العسكري”.
ويرى المتحدث أنه “من الغريب أن يُنظَّم مؤتمر حول الإرهاب من قبل قادة الجيش، في حين أن القانون الجزائري، وتحديداً قانون الوئام المدني، يمنع أي مواطن جزائري من مناقشة “العشرية السوداء والحمراء “، كي لا تظهر الحقائق المروعة والدموية التي تورط فيها الجيش الوطني الشعبي، والتي تشمل مقتل 250 ألف مواطن جزائري.، تهجير مليون شخص، اختفاء 20 ألف مفقود، اغتصاب 8 آلاف امرأة، وخسائر مالية تقدر بـ 5 مليارات دولار”.
وتساءل “كيف يُسمح لقائد الأركان الجزائرية، الفريق السعيد شنقريحة الوزير المنتدب للدفاع الوطني، بالمشاركة في مؤتمر حول مكافحة الإرهاب والتباهي بأن الجزائر “مدرسة في مقاومة الإرهاب”، بينما يُحظر على المؤرخين والباحثين الجزائريين، حتى المستقلين منهم في الغرب، كشف جرائم الجيش خلال تلك الفترة، والتي كان شنقريحة نفسه طرفاً فيها”.
وأوضح “هذا الملتقى جاء أيضا لمحاولة إبراز الدور الذي تلعبه الجزائر في مواجهة الإرهاب داخلياً وخارجياً، وإرسال رسالة واضحة إلى النواب البرلمانيين الأمريكيين والفرنسيين الذين يناقشون تصنيف “البوليساريو” كتنظيم إرهابي، هذا التصنيف يستند إلى معطيات ملموسة، منها تورط البوليساريو في اختطاف البحارة الإسبان وقتلهم، اختفاء آلاف الموريتانيين، اغتصاب آلاف الفتيات في المخيمات، ترحيل الأطفال إلى كوبا بتواطئ مع الحزب الشيوعي الإسباني، تجنيد الأطفال وتسليحهم، دعم الإرهاب في منطقة الساحل بأشكاله كافة، التورط في قضايا التهريب والهجرة غير الشرعية”.
كما يهدف هذا الملتقى، يضيف المكاوي “للدفاع غير المباشر عن البوليساريو، حيث يحاول صناع القرار في الجزائر الدفاع عن البوليساريو بوصفها “حركة تحريرية” ضد المغرب، رغم أن الأدلة المتزايدة تُظهر جرائمها ضد الإنسانية وجرائم الحرب، فالبوليساريو ليست حركة تحرير وطني، بل ميليشيا لا تملك قرار الحرب أو السلم”.
ونبه إلى أن هذا التحرك يهدف أيضا إلى “الحملة الإعلامية المضادة، حيث هناك مخاوف كبيرة من تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، مما دفع المخابرات الجزائرية ووسائل الإعلام التابعة للجيش الوطني الشعبي إلى شن حملة علاقات عامة مكثفة من أمريكا اللاتينية، خاصة فنزويلا، إلى لبنان، وعبر منصات التواصل الاجتماعي العالمية، حيث تعمل على تحسين صورة البوليساريو دولياً”.
وخلص إلى أن “الهدف الحقيقي للملتقى هو جزء من حملة مسبقة لعرقلة أي قرار محتمل من الكونغرس الأمريكي أو الأمم المتحدة، مثل مجلس الأمن، يُصنِّف البوليساريو كمنظمة إرهابية”.
فضح شطحات الجزائر التي تهدف الى تلميع صورتها من خلال تنظيم لقاءات صورية لمكافحة الارهاب يتطلب تهيئ ملفات قوية تدين النظام، كما يتطلب طرق الابواب المعنية بمحاسبة الانظمة الشمولية على افعالها الاجرامية وفي الوقت والزمن المناسبين، لا الاقتصار على الاعلام وحشد المحللين من هنا وهناك، فالوقت تمين، والفرص المناسبة قد تصبح .ظائعة في زمن غير زمانها.