2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

سلط معهد تطوير المجتمعات البشرية (IDUHS) الإسباني، في تقرير نشره الإثنين 19 ماي الجاري، الضوء على دعم كوريا الجنوبية لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وأصدر المعهد تقريرا في الموضوع بعنوان “محور الرباط-سيول: اتفاق استراتيجي جديد حول الصحراء ذو تأثير عالمي”، والذي اعتبر أن “العلاقات بين البلدين شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي اعتماد الجانبين استراتيجية أرحب بهدف توسيع نفوذهما في مناطق جغرافية رئيسية”.
وقال المعهد في تقريره إنه “في سياق التحولات الجيوسياسية المتسارعة، اتخذت المغرب وكوريا الجنوبية خطوة حاسمة نحو تحالف استراتيجي أعمق، حيث يشكل دعم سيول الرسمي لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء تحولا كبيرا في السياسة الخارجية لكوريا الجنوبية ويعزز مكانة الرباط كشريك رئيسي في أفريقيا”.
وشدد التقرير على أن “هذا النهج الدبلوماسي الجديد لا يعمل على تعزيز الشرعية الدولية للمغرب فحسب، بل يفتح أيضا آفاقا جديدة في الإطار الجيواقتصادي الأفروآسيوي”.
ونبه إلى أن “القرار الذي اتخذته سيول مؤخرا بالتعبير رسميا عن دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء، الذي قدمته الرباط للأمم المتحدة في عام 2007، يمثل تحولا كبيرا في موقف كوريا الجنوبية التقليدي المحايد بشأن هذا النزاع، إذ ولا يمثل هذا الدعم نقطة تحول في الدبلوماسية الثنائية فحسب، بل إنه يقدم أيضاً متغيرات جديدة في المشهد الجيوسياسي الأفريقي الآسيوي، مع عواقب محتملة على المديين المتوسط والطويل”.
وشدد التقرير على أن “اعتراف كوريا الجنوبية بهذه المبادرة، على الرغم من صياغته باللغة الدبلوماسية المعتادة المتمثلة في “الأخذ علماً” بالخطة والترحيب بالجهود “الجدية والموثوقة” التي تبذلها الرباط، يمثل تأييداً سياسياً ضمنياً يكسر المسافة المتساوية السابقة”.
ويرى التقرير أنه “بناء على هذه الخطوة، اختارت كوريا الجنوبية، إحدى القوى الاقتصادية والتكنولوجية الرائدة في شرق آسيا، أن تتماشى بشكل أكثر صراحة مع النهج الذي تروج له الأمم المتحدة لحل النزاعات، وخاصة المعايير التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 1754، والذي يدعو إلى حل تفاوضي وواقعي”.
وفسر المعهد هذا التغيير في الموقف بـ”سياق إعادة تشكيل التحالفات العالمية، إذ أن كوريا الجنوبية، التي تدرك المنافسة الجيوسياسية المتزايدة في أفريقيا بين اللاعبين التقليديين (فرنسا والولايات المتحدة) واللاعبين الناشئين (الصين وتركيا وروسيا)، تسعى إلى تعزيز حضورها في القارة من خلال تعزيز العلاقات مع الشركاء الذين تعتبرهم مستقرين واستباقيين وموقعين جيوسياسيين”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن “المغرب يلبي كل هذه المعايير، فهو بلد يتمتع بالاستقرار المؤسسي، ونموذج للدبلوماسية النشطة في أفريقيا والعالم العربي، ومنصة لوجستية رئيسية بفضل قربه من أوروبا وامتداده إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.
وخلص إلى أنه “من منظور جيوسياسي، ينبغي تفسير هذا التحول الدبلوماسي من جانب سيول باعتباره جزءاً من البراغماتية الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي”، معتبرا أن “استبعاد جبهة البوليساريو من المنتدى الكوري الأفريقي الأخير الذي عقد في سيول في عام 2024، بمثابة إشارة واضحة أرسلتها الحكومة الكورية الجنوبية، فهي ملتزمة بالتعاون مع الجهات الفاعلة المعترف بها ورفض الأطراف التي تولد التشرذم أو عدم اليقين الإقليمي”.