هل استنجدت المجموعة الفرنسية ”كازينو” بالملياردير بلخياط لإنقاذها من الإفلاس؟

دخل رجل الأعمال المغربي ووزير الشباب والرياضة الأسبق، منصف بلخياط، في شراكة مع مجموعة ”كازينو” الفرنسية المتخصصة في مجال المواد الغذائية، التي تمر بأزمة مالية خانقة، حيث أعلنت السنة الماضية عن خسارة كبيرة بلغت 5.7 مليار يورو.

وأعلنت المجموعة التي يستحوذ عليها الملياردير التشيكي دانييل كريتينسكي، اليوم الإثنين 26 ماي الجاري، عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع المجموعة المغربية ”H&S Invest Holding”، التي يملكها الملياردير منصف بلخياط.

وتهدف هذه الشراكة، وفق بيان للشركة، إلى افتتاح 210 متجراً لعلامتي “فرانبري” و”مونوبري” في المغرب بحلول سنة 2035.

وجاءت الخسارة الفادحة المقدرة بمليارات اليوروهات التي منيت بها المجموعة الفرنسية، نتيجة للصعوبات بالجملة التي واجهتها متاجرها الكبرى ومحلات السوبر ماركت، والتي قامت ببيع معظمها للمنافسين قرابة سنتين.

وتأتي الخسارة الضخمة في وقت حساس، حيث حصلت المجموعة على موافقة المحكمة التجارية في باريس على خطة إنقاذ تتضمن شطب ديون هائلة والاستحواذ عليها من قبل ائتلاف مشترين بقيادة الملياردير التشيكي دانييل كريتينسكي.

تعاني المجموعة، التي تضررت أيضاً من تراجع قيمة متاجرها “مونوبري” و”فرانبريكس”، من أزمة مالية عميقة دفعتها للدخول في إجراءات حماية سريعة في أواخر أكتوبر  من سنة 2024، بعد أن أصبحت غير قادرة على سداد ديونها.

وتشمل خطة الإنقاذ إعادة هيكلة الديون بهدف شطب حوالي 5 مليارات يورو، بالإضافة إلى ضخ 1.2 مليار يورو من رأس المال الجديد، منها أكثر من 900 مليون يورو من ائتلاف المشترين الذي يضم المليارديرين دانييل كريتينسكي ومارك لادريت دي لاشاريير، بالإضافة إلى صندوق الاستثمار” Attestor”.

في محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، باعت “كازينو” أصولاً بقيمة 1.4 مليار يورو خلال سنة 2023، بما في ذلك حصتها في شركة التجزئة البرازيلية  “Assai”، و1.7 مليار يورو منذ بداية سنة 2024، شملت 288 متجراً لمنافسيها مثل “إنترمارشيه” و”أوشان” و”كارفور”. وأعلنت المجموعة عن تحقيق رقم أعمال (باستثناء الضرائب) بلغ أقل بقليل من 9 مليارات يورو خلال 2024، بانخفاض قدره 4.7%. للمقارنة، كانت خسارتها الصافية في سنة 2022 تبلغ 316 مليون يورو.

أوضحت “كازينو”، أنه “نظرًا لعملية بيع” المتاجر الكبيرة، فإن آفاقها المالية “أصبحت قديمة”، وأنها “لن تنشر أي توقعات جديدة منذ 2024”. هذه التطورات تثير تساؤلات حول مستقبل المجموعة التي كانت توظف 50 ألف شخص في فرنسا حتى نهاية 2022 تحت علامات تجارية معروفة.

وفقاً لشروط زيادات رأس المال، تعرض المساهمون في الشركة، وعلى رأسهم جان شارل ناعوري، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “كازينو” لتخفيض كبير في رأس المال.

ومن المقرر أن يمثل ناعوري أمام المحكمة الجنائية في باريس من 1 إلى 16 أكتوبر بتهمة التلاعب المنظم في سوق الأوراق المالية والفساد الخاص النشط. ويشتبه في أنه دفع أموالاً طائلة إلى صحفي للتأثير بشكل مصطنع على سعر سهم الموزع بين عامي 2018 و2019.

وسيتم محاكمة ثلاثة من كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين بالمجموعة الفرنسية بنفس الجرائم، في حين سيتعين على مدير الاتصالات السابق أيضًا الإجابة عن قضية التداول من الداخل. من جانبه، يواجه نيكولا ميغيه محاكمة بتهمة الفساد الخاص السلبي وغسل الأموال والتداول من الداخل.

وقررت المجموعة يوم 27 مارس 2024، القيام بعملية هيكلة مالية جذرية، ما وضعها وموظفيها أمام تحديات غير مسبوقة، وسط مخاوف من خطة اجتماعية قد تؤثر على العديد من العاملين.

منصف بلخياط يزعم أن تخلق العلامتين التجاريتين التابعتين للمجموعة الفرنسية، بعد الشراكة  “أكثر من 1000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة” في المغرب. وأكد بلخياط أن “بحلول سنة 2030، نهدف إلى خلق أكثر من 1000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة في جميع أنحاء المملكة من خلال نشر علامتي فرانبري ومونوبري”.

فيماو صفت مجموعة ”كازينو”، التي تمتلك أيضاً العلامة التجارية “Vival” وموقع المبيعات عبر الإنترنت ” “CDiscount”، هذه الشراكة بأنها “خطوة حاسمة في استراتيجية التوسع الدولية الجديدة لمجموعة كازينو، والتي تعتمد على الامتياز لتعزيز الوجود الدولي لعلاماتها التجارية الشهيرة”.

من جانبه، صرح الرئيس التنفيذي الجديد لمجموعة كازينو، فيليب بالاتزي، أن “هذه الشراكة تتوافق بشكل كامل مع استراتيجيتنا الدولية للتنمية من خلال الامتياز”. وأضاف بالاتزي أن “بفضل الجذور المحلية والقوة التشغيلية التي تتمتع بها  ”H&S Invest Holding”، سنتمكن من نشر شبكة سريعة من المتاجر المحلية عالية الأداء، بما يتماشى مع أنماط الاستهلاك المتغيرة للمغاربة”.

تتواجد مجموعة كازينو حالياً في حوالي عشرين دولة، وهي شريكة لـ 472 متجراً مرخصاً خارج فرنسا، وهو ما يمثل 3.5% من حجم مبيعاتها في سنة 2024. ورغم انخفاض مبيعاتها (باستثناء الضرائب) بنسبة 5% في الربع الأول من عام 2025 لتصل إلى 2 مليار يورو، فإن المجموعة تقول إنها عازمة على تعزيز تواجدها الدولي، وتعتبر السوق المغربية نقطة انطلاق واعدة.