دعم كينيا للحكم الذاتي بالصحراء بداية نحو إنهاء علاقاتها مع الكيان الوهمي (الفاتحي)

اعتبرت جمهورية كينيا، الإثنين 26 ماي 2025، المقترح المغربي للحكم الذاتي “بمثابة المقاربة المستدامة الوحيدة لتسوية قضية الصحراء”، معربة عن “تقديرها للتوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها الملك محمد السادس لدعم هذا المخطط”.

وجاء هذا الموقف الكيني في بيان مشترك صدر عقب لقاء جرى، أمس الاثنين بالرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، والوزير الأول، وزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين بجمهورية كينيا، موساليا مودافادي.

وشدد المسؤولان على “الإشراف الحصري للأمم المتحدة على العملية السياسية الأممية، وجددا دعمهما لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لا سيما القرار 2756 (2024)”.

موقف كينيا الجديد يأتي بعدما كان رئيس البلاد وليام روتو، أعلن، عبر تغريدة له في شتنبر 2022، أن بلاده قررت العدول عن اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي، قبل أن يتم سحب التغريدة فيما بعد.

الخبير في العلاقات الدولية ومدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية، عبد الفتاح الفاتحي، يرى أن “كينيا تعرضت لضغوط سياسية وأمنية استدعت منها التراجع عن قرار تعليق علاقاتها مع الكيان الوهمي، إلا أن حاجتها في بناء علاقات متميزة مع المغرب للاستفادة من خبراته في المشاريع التنموية والاقتصادية، ولاسيما بناء شراكات تكامل اقتصادي بين الدول الأفريقية، استدعى منها أن تدعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حل واقعي وجد واقعي”.

وشدد الفاتحي، في تصريح لجريدة “آشكاين” الرقمية، على أن “جزء من العقيدة السياسية لدولة كينيا لايزال رهينة لمواقف بلدهم التاريخية، والتي كانت تدعم أطروحة جبهة البوليساريو”.

ويرى الفاتحي أن “الدعم لصالح مبادرة الحكم الذاتي يعد بداية نحو إنهاء العلاقات مع الكيان الوهمي”، مشيرا إلى أن “وجود موقف كينيا هكذا، يعكس بحق أنها أبقت على العلاقات مع البوليساريو ترضية لأطراف داخل وخارج كينيا لاتزال موالية للأطروحة الإنفصالية”

وخلص الفاتحي إلى انه “مهما يكن فإنا اليوم بصدد تطور هائل في شرق أفريقيا، حيث نجحنا في اختراقها، ما سترتب عنه مستقبلا إقدام كينيا على إنهاء علاقاتها مع البوليساريو”.