لماذا وإلى أين ؟

تحقيق يكشف ”فخ روسي” لاستدراج مغاربة للقتال ضد أوكرانيا

كشفت تحقيق أجراه موقع ”إيكوال تايمز” تفاصيل مثيرة حول ظاهرة استدراج الشباب العربي، بمن فيهم طلاب مغاربة، للقتال في صفوف الجيش الروسي على الجبهة الأوكرانية، وذلك عبر وعود مغرية بالعمل أو الجنسية، أو تحت وطأة التهديد والابتزاز.

وأفاد التحقيق بأن حاجة روسيا المتزايدة للجنود، دفعها إلى ”استدراج” طلاب من المغرب  ومن دول أفريقية أخرى، بحسب شهادات حصرية ومعلومات أكدتها سلطات دول مثل توغو.

 يصف طالب طب في جامعة كازان الروسية الوضع لـ “إيكوال تايمز” بقوله: “لقد تم إغراء العديد من الطلاب العرب بالعروض المغرية التي قدمها الجيش الروسي.” ويكشف عن “نظام تجنيد تتناوب فيه السلطات الروسية بين الحوافز المالية والتهديدات لتجنيد الشباب الأجانب”.

كانت روسيا وجهة مفضلة للطلاب العرب، خاصة مع تقديرات سنة 2023 التي تشير إلى وجود أكثر من 32 ألف طالب عربي في هذا البلد.

ومع الأزمة الاقتصادية في بلدانهم، وتصاعد تكاليف المعيشة في روسيا جراء الحرب، جعلت دفع الرسوم الدراسية والنفقات اليومية تحدياً كبيراً. ومنذ سنة 2023، شددت موسكو القواعد، حيث أصبحت تُلزم الطلاب بسداد الرسوم كاملةً في بداية العام الدراسي، بعد أن كانت تدفع على أقساط. هذه السياسات، بحسب الطالب، أدت إلى وقوع الطلاب في ضائقة مالية، مما يجعلهم عرضة لـ”الفخ الروسي”.

ويوضح الطالب: “تُلقي الشرطة القبض على الطلاب الذين يواجهون ضائقة مالية. ويُهدّد من لا يستطيع السداد بالاعتقال والترحيل من قِبل الشرطة.” ويضيف: “لإقناعهم، أخبرتهم الشرطة أنهم سيُمنحون مناصب إدارية.”

لكن وعود “المناصب الإدارية” ليست سوى واجهة لحقيقة مرعبة. فبعد “معسكر تدريبي قصير لمدة ثلاثة أسابيع”، يتم إرسال هؤلاء الشباب مباشرة إلى جبهات القتال ضد القوات الأوكرانية. وفق تقرير الموقع البلجيكي.

ويؤكد الطالب: “فقدتُ صديقاً قُتل في انفجار، وجُرح آخر وأُعيد إلى الجبهة قبل أن يتعافى تماماً.” ويضيف: “أعرف طلاباً مغاربة وسوريين وأفارقة انضموا أيضاً إلى القوات الروسية، وقد آمنوا بهذا العرض.”

لا يقتصر التجنيد على الاستغلال المباشر للطلاب، بل يمتد إلى المنصات الرقمية. تشن موسكو حملة تجنيد واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كشفت تقارير إعلامية في أبريل الماضي عن انضمام صينيين للجيش الروسي بعد التواصل عبر تطبيق تيك توك.

قناة “صادق روسيا” (صديق روسيا) على تطبيق تلغرام تستهدف المتحدثين باللغة العربية، وتقدم وعوداً مالية مغرية تتراوح بين 8  آلاف دولار إلى 30 ألف دولار كمكافأة توقيع، وإجازة مدفوعة الأجر بعد ستة أشهر من الخدمة، والحصول على جواز سفر روسي خلال ستة أشهر، والاندماج في ألوية النخبة. كما تنشر القناة مقاطع فيديو وصوراً لأفراد من المغرب ومصر ودول عربية أخرى، يُقدمون على أنهم وقعوا عقوداً مع الجيش الروسي “لمحاربة النازية”، ويظهر في بعضها مرتزقة يشجعون مواطنيهم على الانضمام.

لمواجهة هذه الظاهرة، قررت الحكومة المصرية في نهاية فبراير 2025 فرض موافقة أمنية مسبقة على أي سفر لمواطنيها إلى روسيا، كما أعلنت وزارة داخلية البلد سحب الجنسية المصرية من كل من انضم للقوات الروسية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x