2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الفيلق الإفريقي يعوض قوات فاغنر بدول الساحل (شقير)

أسئلة كثيرة طرحها موضوع إعلان مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة الانسحاب من مالي بعد قتالها الجماعات المتطرفة لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة.
وأكدت فاغنر إعادة جميع المراكز الإقليمية في البلاد إلى سيطرة المجلس العسكري المالي وطرد القوات المتمردة واغتيال قاداتها.
وطرح موضوع انسحاب المجوعة المسلحة الروسية من الغرب الافريقي، أسئلة عدة عن مستقبل التواجد العسكري الروسي بالمنطقة، والوضع الأمني الذي سيُخيم عليها مستقبلأ.
محمد شقير، الخبير في الجماعات المسلحة وفي القضايا الجيوستراتيجية، يرى أن “الفيلق الافريقي التابع لروسيا سيُعوض أي انسحاب لقوات فاغنر، إذ من غير المرجح أن تنسحب روسيا من المنطقة بعدما ضمنت موطئ قدم في القارة السمراء التي أصبحت منطقة تجاذب بين قوى إقليمية ودولية”.

وأشار شقير إلى أن النزاع في مالي أحدث نوع من اختلاف الرؤى بين روسيا وحليفتها الجزائر، حيث أن “التواجد الروسي على حدود الجزائر مع مالي أدى بنظام الجارة الشرقية إلى ابرام اتفاقيات عسكرية مع الولايات المتحدة، ودعم الحركات الانفصالية التي تواجه السلطات المالية، في حين نجد روسيا في المقابل متمسكة بموقعها من خلال مساندة الأنظمة الجديدة لدول الساحل خاصة بعد الانسحاب العسكري لفرنسا من المنطقة، ولن تتخلى أبدا عن هذا”.
وحول مستقبل المنطقة بعد انسحاب الكتيبة المسلحة الروسية الخاصة، يرى ذات الخبير في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “روسيا وبعدما شرعنت الوجود العسكري بالمنطقة من خلال إبرام اتفاقيات عسكرية مع الأنظمة الحاكمة في هذه الدول، فإنها قد تستخدم الفيلق الافريقي التابع لها كتنظيم عسكري قانوني لتعويض قوات الفاغنر في تدعيم وجودها ومواصلة تمددها في المنطقة كورقة أساسية في مواجهة دول الحلف الأطلسي التي تحاربها على الجبهة الأوربية من خلال دعمها لاوكرانيا في حربها مع روسيا”.
وفيما يخص موقع المغرب في كل هذه التحولات الراهنة، شدد ذات الخبير في القضايا الجيوستراتيجية، على أن “ما يهم المغرب هو ترسيخ الاستقرار في دول الساحل واحتواء أو القضاء على الحركات والتنظيمات المتطرفة والمصلحة خاصة خلايا داعش التي اتخذت من هذه المنطقة معقلا رئيسيا بعد إجلاءها من منطقة بلاد الرافدين”، مضيفا في ذات الصدد بأن “المغرب سيسعى للمساهمة في استقرار المنطقة من خلال مبادرته الاطلسية التي تشكل آلية لفتح الباب أمام صادرات ومنتجات هذه الدول الحبيسة”.