لماذا وإلى أين ؟

ضحايا البوليساريو الإسبان يطالبون تصنيفها منظمة إرهابية

مازالت الأصوات الداعية إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية تتعالى، حيث انضاف لهذه الأصوات ضحايا البوليساريو المنضوون تحت لواء الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب المعروفة اختصارا بـ”أكافيت”، التي تضم أقارب أكثر من 300 من ضحايا إرهاب “البوليساريو”.

واعتبر ضحايا البوليساريو أن “الإدارة الأمريكية لديها بفرصة تاريخية من أجل إعلان البوليساريو منظمة إرهابية، ليس فقط لتحالفها مع إيران أو حزب الله، بل لجرائمها ضد مواطني إسبانيا، حليفها الرئيسي على الدوام”.

وترى الجمعية في بلاغ لها أنه “لا ينبغي أن تكون الدعوات الدولية الأخيرة لإدراج جبهة البوليساريو على قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية مجرد حافز، بل يجب أن تكون واجبًا أخلاقيًا”، مؤكدة على “ضرورة ربط هذا التصنيف بالماضي الدموي للجبهة الإنفصالية ضد المواطنين الإسبان بشكل قاطع ودون تردد”.

وذكرت الجمعية بما تعرض له المواطنون الإسبان من هجوم إرهابي من طرف البوليساريو، مشيرة إلى أنه “بين سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، خلال ما أُطلق عليه “العقد الأسود”، ارتكبت الجماعة حوالي 300 هجوم موثق ضد عمال وصيادي فوس بوكراع من جزر الكناري والأندلس وغاليسيا وبلاد الباسك”.

وأكدت “أكافيت” أن “هذه الجرائم تكشف عن سابقة تاريخية واضحة للإرهاب، لدرجة أن الولايات المتحدة لا تستطيع تجاهلها عند تقييم تصنيفها كجماعة إرهابية”، منبهة إلى أن  “هذا التصنيف سيكون غير مفهوم دون تضمين الأعمال الإجرامية التي شكلت ذلك العقد الأسود”.

“إبراهيم غالي نفسه، الزعيم الحالي لجبهة البوليساريو والذي تقلد منصب ماتسمىه البوليساريو “وزير الدفاع” خلال تلك السنوات”، تقول الهيئة إنه “نسّق هجمات إرهابية، مثل هجوم سفينة “كروز ديل مار” سنة 1978، الذي أُعدم فيه سبعة من أفراد طاقمها الإسبان، واختطاف سفينة مينسي دي أبونا عام 1980، التي عُثر على قبطانها، دومينغو كوينتانا، مخنوقًا وعلم البوليساريو مربوطًا بجثته”.

واعتبرت الهيئة أن “هذه مجرد أمثلة قليلة من بين أمثلة أخرى لا تُحصى، تُثبت هذه الحقائق، المدعومة بوثائق محاكم إسبانية وأرشيفات صحفية واسعة، وتؤكد بالملموس أن الجماعة عملت كميليشيا إرهابية قبل عقود من التحقيق في علاقاتها الحالية بإيران أو الجهاد الساحلي، والتي تُستخدم الآن كحجة رئيسية لإدراجها في القائمة المذكورة”.

واستدلت الجمعية بدفاع السيناتور جو ويلسون عن مشروع قانونه ضد البوليساريو، وبتحذير معهد هدسون، أحد أكثر مراكز الأبحاث نفوذاً في الولايات المتحدة في مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية، من صلاتها بالإرهاب، حيث يستند التصنيف الذي تُروج له هذه الأطراف”.

ونبهت إلى أن هذه الأطراف الداعية لتصنيف البوليساريو إرهابية استندت في دفوعاتها إلى “العلاقات مع إيران وحزب الله، وفقاً لمعلومات نشرتها صحيفة واشنطن بوست في أبريل الماضي، يفيد عمل مئات من مقاتلي البوليساريو الذين دربتهم إيران في سوريا حتى سقوط نظام الأسد، كما قطع المغرب علاقاته مع إيران في عام 2018 بسبب الدعم اللوجستي للبوليساريو”.

وكما يستند طرح هذه الهيئات التي أشارت لها “أكافيت” إلى ضلوع البوليساريو في “تهريب الأسلحة إلى منطقة الساحل، مشيرة إلى أن “معهد هدسون، يتهم في دراسته الحديثة والمستفيضة، جبهة البوليساريو بتزويد الجماعات الجهادية بالأسلحة، ودعم الحرس الثوري الإيراني، أو الارتباط بجماعات متطرفة، مما يهدد المصالح الأمريكية”.

وأكد ضحايا البوليساريو على أن “أسلوب الجبهة الإنفصالية لازال قائما إلى العنف إلى اليوم”، مشيرين إلى “تهديدات حديثة في يناير 2025، حين هددت جبهة البوليساريو موريتانيا، عبر أحد كبار قادتها، بشير مصطفى سيد، لتعاونها مع المغرب،  حيث دعا في تصريحات موثقة، إلى أعمال إرهابية، بخطابه العنيف والخطير المعتاد، محرضًا الصحراويين على ارتكاب أعمال إرهابية ضد المصالح المغربية في أي مكان في مدن الصحراء المغربية، بقوله إنه “على كل مسلح أن يفجر ثلاثة أو أربعة من هذه المتفجرات كل ليلة في مدن السمارة أو الداخلة أو بوجدور”.

وبناء على تفصيلها في كرونولوجيا الأحداث السابقة، أكدت الجمعية الكنارية لضحايا الإرهاب على أن “تصنيف البوليساريو إرهابية يجب أن يكون عملاً قضائيًا عابرًا للحدود الوطنية. وإدراج جرائمهم ضد الإسبان في ملف القضية، والتي لم يُحاسبوا عليها قط، من شأنه أن يعزز مصداقيتها، ويمثل، تعويضًا تاريخيًا لهؤلاء الضحايا الذين لم يجدوا الإنصاف في بلادهم وإقرارا بسبب ساهمت في بوقائع تم طمسها لسنوات طويلة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x