2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

الحسين اليماني *
كشف تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025 حول “تعزيز الانتقال الفعال للطاقة” عن احتلال المغرب لمرتبة دون المتوسطة على سلم الانتقال الطاقي العالمي.
وصنّفت المملكة في المرتبة 70 من أصل 120 دولة، بمجموع نقاط بلغ 53.7، وهو ما يقل عن المتوسط العالمي البالغ 56.9 نقطة!
وهنا يطرح السؤال، عن مصداقية الخطاب الرسمي في الانتقال الطاقي ، الذي يحاول أن يصور لنا بأن المغرب، خلق المعجزات في مجال الانتقال الطاقي ، والحال أن الواقع هو عكس ذلك.
وسبق لنا القول، بأنه ورغم كثرة الكلام وقلة الفعل، فما زالت الطاقات الاحفورية (المنتوجات البترولية والفحم الحجري والغاز الطبيعي) تشكل زهاء 90٪ من المزيج الطاقي الطاقي الوطني المقدر بحوالي 24 مليون طن مقابل بترول.
ولذلك ، فالمطلوب أولا هو العمل على تأمين الحاجيات الوطنية من الطاقات الاحفورية، ولا سيما في ظل الحروب المشتعلة حول السطو على مصادر الطاقة، ومنها البحث عن إنتاج الغاز الطبيعي والبترول الخام، والإحياء العاجل لتكرير البترول في مصفاة المحمدية، التي تتعرض للتلاشي والاتلاف، وأما الرهان على الطاقات المتجددة، فالواقع يتطلب مراجعة الحسابات والإنتباه للتطورات التكنولوجية في هذا المجال، ولا سيما مع بروز تجارب ناجحة في تقنيات الدمج النووي المنتجة للطاقات بشكل هائل ودون احتلال واستعمار الاراضي الشاسعة في تقنيات انتاج الطاقات الريحية والشمسية.
وأما الحديث عن التخزين الطاقي عبر انتاج الهيدروجين الأخضر، ومحاولة التوهيم بأن المغرب رائدا وما لذلك من شعارات الاستهلاك الاعلامي، فالأمر مازال يتطلب تأكيدات وتجارب ناجحة، من حيث الكلفة ومن حيث السلامة والأمان في الاستعمال للطاقة الهدروجينية…
*الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول.
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبها.