خبير يكشف خطورة فيروس “الأب الروحي” على تطبيقات الأبناك المغربية وسبل التصدي له

انشغل المهتمون بعالم التكنولوجيا الرقمية في الآونة الأخيرة، بتطور خطير في مجال الفيروسات الإلكترونية، حيث برز حديث مكثف عن فيروس جديد يدعى “Godfather” أو “الأب الروحي”، يستند إلى تقنية “Trojan” التي تستهدف المستخدمين بطرق معقدة ومتقدمة.

ويُعد هذا الفيروس تهديداً حقيقياً للتطبيقات الخاصة بالحسابات البنكية، مع انتشاره السريع واختراقه لمئات التطبيقات المصرفية حول العالم.

وقد بدأت تثار في المغرب مخاوف جدية من إمكانية وصول تأثير هذا الفيروس إلى البلاد، خاصة في ظل الوتيرة المتسارعة لانتشاره عالمياً.

هذه المخاطر المتزايدة تفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: ما هي تداعيات انتشار هذا الفيروس؟ وما الذي يجعله بهذا القدر من الخطورة؟ وهل تمكن بالفعل من الوصول إلى المغرب؟ والأهم، كيف يمكن التصدي لهذه التهديدات وحماية الأنظمة المصرفية الرقمية في ظل التحول الكبير نحو رقمنة المعاملات البنكية؟

خطورة الفيروس

في هذا الصدد، أوضح الخبير في الأمن السيبراني، حسن خرجوج، أن الفيروس عبارة عن برمجية خبيثة من نوع “تروجن” (حصان طروادة) يحمل بداخله فيروسات صغيرة.

وتكمن خطورة هذا الفيروس، بحسب خرجوج، في كونه قادرا على الانتشار والانتقال بشكل سريع “virale”  سواء عبر المفاتيح الرقمية “clé usb” التي قد تصاب بهذا الفيروس في حال تم ربطها بحاسوب حامل للفيروس المذكور، ونفس الشيء بالنسبة للهواتف.

وتابع خروج في حديثه لـ”آشكاين”، أن الفيروس يستهدف مستخدمي تطبيقات البنوك والعملات المشفرة في نظام التشغيل “أندرويد” سواء عبر ملفات “وينرار” أو غيرها من الملفات ذات الاستعمال اليومي.

فالإضافة لما سبق، يرى المتحدث أن ما يجعل هذا الفيروس مخيفا هو قدرته الخارقة على سرقة بيانات الضحايا، إذ يصنف ضمن أنواع ” banking trojan” (حصان طروادة مصرفي).

ويشتغل الفيروس، حسب الخبير، عن طريق آليات متعددة، على رأسها “key loger” حيث إن كل ما تكتبه في جهازه يتم تسجيلها ويرسلها للمخترق، كما أنه قادر على اعتراض الرسائل البنكية الخاصة للمستخدمين، بحيث يمكنه الحصول على رقم تأكيد العمليات الذي ترسله الأبناك للتحقق من هوية المستخدم، ويتم إرسالها للمخترق أيضا دون أن يشعر صاحب التطبيق.

كما أن هذا التطبيق يعمل بآلية أخرى تدعى ” accessibility services” أو خدمات إمكانية الوصول، والتي تمكنه من الوصول لأي شيء في جهازك دون علم صاحبها.

وصوله إلى المغرب

وأشار خرجوج إلى أن الفيروس استهدف أكثر من 400 تطبيق بنكي عبر العالم، حيث أخذ اسمه من فيلم ” THE Godfather”  الذي يرتكز على فكرة عصابة إيطالية توجهت لأمريكا وسيطرة على المكان، وهي نفس الفكرة التي يهدف الفيروس لها للسيطرة على الحسابات البنكية للمستخدمين.

وتابع ان هذا التطبيق يتنشر حاليا في أوروبا وأمريكا الشمالية بشكل كبير، وقد دخل مؤخرا للشرق الأوسط، خاصة لدول الخليج، وسيصل إلى شمال إفريقيا بما فيها المغرب.

وربط خرجوج هذا الأمر بـ”تداعيات اختراق الضمان الاجتماعي الذي حدث مؤخرا بالمغرب، حيث أن المغرب تحول لوجهة لأي يريد تجريب شيء جديد في عالم الاختراق”.

سبل الحماية

وحذر  الخبير من التطبيقات لت يتم تحميلها على الهواتف، إذ ممن الضروري اعتماد متجر غول بشكل حصري وتجنب كل ما هو خارجه من تطبيقات.

كما أكد على ضرورة تفعيل نظام الحماية لـ”غوغل بلاي” (google protracted)  والتي تعمل على منع جميع التطبيقات المزيفة”، علاوة على “تثبيت مضادات الفيروسات المعتمدة، مع تفعيل نظام التحقق عبر الرسائل النصية، ومتابعة حسابات البنكية بشكل منتظم”.