لماذا وإلى أين ؟

“مول الحانوت” يحكم توزيع الغذاء بالمغرب، و”مرجان” و”كارفور” تستحوذان على 70% من السوق العصري (مجلس المنافسة)

سلط تقرير حديث صادر عن مجلس المنافسة الضوء على واقع سير المنافســة في أسـواق توزيـع المواد الغذائية.

واعتبر مجلس أحمد رحو أن قطاع التجارة والتوزيع بالمغرب يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للاقتصاد، إذ يشكل رافعة رئيسية للتنمية الاجتماعية على الصعيد الوطني، حيث يحتل المرتبة الثالثة من حيث إنتاج الثروة والمساهمة في الناتج الداخلي الإجمالي الوطني، خلف الفلاحة والصناعات التحويلية، والمرتبة الثانية في خلق فرص الشغل.

وأشار ذات التقرير الذي اطلعت عليه جريدة “آشكاين” الإخبارية، الى أنه مـن الخصائـص البـارزة لقطــاع تجــارة الـمواد الغذائيــة هو غيـاب بيانـات دقيقـة مدّعمـة بالأرقام التـي تحـول دون إمــداد الفاعــلين برؤيــة شــاملة ومتســقة بشــأن القطــاع، تســاعدهم على تتبــع تطــوره واســتباق تطوراتــه المســتقبلية في ســياق النمــو السريــع الــذي تشــهده التجــارة العصرية.

وأضاف التقرير لوجود هيمنة التجارة التقليدية المكونة من التجار بالجملة وشبه الجملة وأصحاب محلات البقالة المعروفون بـ “مول الحانوت” باستمرار على قطاع التجارة والتوزيع بالمغرب، مستحوذة على نحو 80% من رقم المعاملات وعلى 99% تقريبا من نقاط البيع. ويأتي ذلك بالرغم من تطور التوزيع العصري المتمثل في التجارة الكبرى والإلكترونية في السنوات الأخيرة.

وأشار التقرير إلى أن البقالون يعمدون إلى عكس الزيادات في السعر تلقائيا وفورا مجرد الإعلان عنها، مقابل تأخير تفعيل التخفيضات بحجة تصريف المخزون، كما يعملون على تطبيق السعر المحدد للمنتج الرائد على جميع العلامات التجارية المنتسبة لنفس صنف المنتجات، بغض النظر عن سعر الشراء.

وأقر مجلس المنافسة بالمكانة الراسخة لـ “مول الحانوت” في المجتمع المغربي، معتبرا إياه يضطلع بدور اجتماعي بارز يتجاوز النطاق التجاري إذ يوفرون تسهيلات في الأداء للزبناء بفضل دفتر القرض المجاني الشهير باسم “الكارني”، مساهمين بذلك في تلبية الاحتياجات الشهرية للأسر.

وفيما يخص التجارة المعاصرة، وقف التقرير على نشاط 6 أطراف فاعلة تمتلك 12 علامة تجارية، ضمنها مجموعات “مرجان” و “لابيل في” وأسواق السلام و”بيم”، حيث سجل معدل نمو المؤشرات الاقتصادية الرئيسية في هذا القطاع مستويات مضاعفة، إذ بلغ رقم معاملاته الإجمالي أزيد من 40,9 مليار درهم برسم سنة 2024، حيث استحوذت المواد الغذائية على نحو 75% منه.

ويعاني قطاع التجارة العصرية من تركيزات حادة، إذ تستحوذ علامتي “Marjane” و “Carrefour” على نحو 60 – 70 % من حصص السوق من حيث رقم المعاملات، فيما تمتلك المجموعات الأربع الرائدة 95% من الحصص، ما يعكس بنية السوق المتسمة باحتكار القلة، حسب خلاصات تقرير مجلس المنافسة.

ويشهد هذا القطاع كذلك تركيزا من حيث التموقع الجغرافي للمساحات الكبرى، حيث تستحوذ مدينتي الرباط والدار البيضاء على 46% من نقاط البيع و 50% من المساحة الإجمالية، ما ترتب عنه بروز فوارق مجالية شاسعة، حيث يُحرم المستهلكون في المناطق القروية والهامشية من الولوج إلى نفس الخدمات.

هذا وتواصل التجارة الكبرى للمواد الغذائية زخمها بوتيرة مطردة محدثة تحولا في العادات الاستهلاكية المغربية وفي المشهد الحضري والتجاري في العديد من مدن، وذلك راجع لارتفاع معدل التمدن، وإلى العولمة الثقافية والاقتصادية التي أفضت إلى تغيير نمط عيش الأسر واستهلاك مزيد من المنتجات الصناعية والمصنعة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x