2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
البكاري يكشف حيثيات مرض الزفزافي وسبل دعمه بشكل احتجاجي وطني (حوار)
بعد الضجة التي أثارها خبر إصابة ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، بتقلص في شرايين الدماغ على مستوى الجهة اليمنى، والإهمال الذي عانى منه من طرف إدارة سجن عكاشة، وخروج المعتقل علي حود برسالة يتبرأ من خلالها بما باث يعرف بـ”جمهورية اللايف”، استضافت “اَشكاين” الناشط الحقوقي خالد البكاري، وأجرت معه الحوار التالي:
في البداية مرحبا سي خالد …ما رأيك في تعامل إدارة سجن عكاشة مع الوضع الصحي للمعتقل ناصر الزفزافي؟
أولا أود أن أشكر موقع “اَشكاين” على الإستضافة…إن ناصر الزفزافي يعيش وضعا صحيا حرجا وخطيرا، وتعامل الإدارة مع وضعه يقتضي المساءلة مع ترتيب الجزاءات، لأنه تم تعريض المعتقل لما يمكن أن يمس بحقه في الحياة.
إن التشخيص الذي قدمه الأطباء، يؤكد أن خبر إصابة الزفزافي بمرض خطير، توفر لدى إدارة السجن منذ ما يقارب السنة، لكن الإدارة تعمدت إخفاءه عن المعتقل وعن العائلة، ولا زلت أتذكر أن ناصر طالب بخبرة طبية عن رأسه أمام المحكمة، لكن النيابة العامة رفضت طلب الزفزافي، مع العلم أنهم يعلمون جيدا أن هناك تقرير طبي يؤكد إصابة ناصر بتقلص في شرايين الدماغ على مستوى الجهة اليمنى.
من وجهة نظري، فإن جهات معينة كانت تهاب ظهور التقرير الطبي أثناء المحاكمة، لأنه كان سيؤكد ما كان يزعمه ناصر الزفزافي من تعرضه للتعذيب أثناء إلقاء القبض عليه من طرف عناصر الفرقة الوطنية، وضرب رأسه على الحائط لعدة مرات، وأظن أن هذا هو السبب الذي دفع بالنيابة العامة إلى رفض إجراء أي خبرة طبية على ناصر.
الأن نحن أمام مستجد خطير في مسار حراك الريف بصفة عامة، وفي هذه المرة المستجد لا يتعلق بالمحاكمة العادلة، ولا بسراح معتقل مظلوم، ولكن نحن أمام ما هو أسوء من ذلك، أي أمام تهديد الحق في الحياة كأسمى حق أقرته المواثيق الكونية.
أستاذ خالد، هناك رسالة أزعجت متتبعي حراك الريف، وهي الرسالة التي تقدم بها المعتقل علي حود، ما تعليقك على هذا الأمر؟
في البداية هناك من كذب الرسالة وشكك في صحتها، لكن أعتقد أن الرسالة صحيحة، لأنها نشرت على الحائط “الفايسبوكي” لأخت المعتقل، من جهة أخرى هناك مجموعة من الأمور التي ذكرت في الرسالة لا يمكن فهمها إلى بعد توضيحها من طرف كاتبها لأنها تتحدث عن قضايا تخص المعتقلين وفقط.
لكن ما يمكنني قوله باعتبار قربي الكبير من المعتقلين وعائلاتهم هو أن العلاقة التي تجمع المعتقلين بعكاشة هي علاقة متينة، ولا أعتقد أن علي حود يقصد أحد المعتقلين عندما يتحدث عن تسريب الاخبار من داخل السجن، فحتى الرسائل تخرج بشكل شفوي وليس كتابي.
لكن ما يفهم من رسالة علي حود هو أنه أعطى موقفا صريحا من ما باث يعرف في الريف بـ”جمهورية اللايف”، هؤلاء الأشخاص الذين يدعون أنهم يودون تأسيس جمهورية على أرض الريف المغربي، ويزعمون أنهم يتحدثون باسم الحراك وهم الذين من تهجموا على السيد أحمد الزفزافي، كما كان هؤلاء الأشخاص يقدمون علي حود أنه الناطق الرسمي باسمهم داخل المعتقل.
اليوم المعتقل علي حود يتبرأ منهم، ويقطع معهم شعرة معاوية خصوصا عندما تحدث عن “الوطن المراكشي”، وهذا هو الوصف الذي يطلقه مناضلو الحركة الأمازيغية على المغرب، إذ يعتبرون أن الاسم الحقيقي للمغرب هو “امراكش”، كما حدد علي حود بوضوح سقف مطالبه هو المطالب التي رفعها حراك الريف الشعبي، كما دعا إلى مسيرة 16 فبراير، التي يحاول المحسوبين على “جمهورية اللايف” افشالها.
أستاذ خالد ماهي الخطوات التي سيتخذها النشطاء والداعمين لحراك الريف لدعم ناصر في محنته؟
الأن هناك نقاش يدور بين مجموعة من النشطاء حول التفكير في شكل نضالي وطني لدعم المعتقلين، كما هناك نقاش من أجل استثمار الاضراب الوطني الذي دعت له الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم 20 فبراير، بجعل هذا اليوم يوما وطنيا للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بالمغرب.
كذلك هناك حملة من طرف الجمعيات الحقوقية المغربية، والنشطاء الحقوقيون المغاربة، من أجل مراسلة المقرر الاممي الخاص بالتعذيب، وذلك بغرض زيارته للمغرب وفتح تحقيق في نازلة ناصر الزفزافي، كما أن هناك التفكير في تنظيم مناظرة وطنية حول الاعتقال السياسي، سيكون شعارها هو “2019 بدون معتقلين سياسيين بالمغرب”.