2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بلمير : اللباس يكون فيه نوع من الخداع

قال فؤاد بلمير الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، “إن هناك خطاب يتداول منذ زمن طويل يروج من قبل مسؤولين سياسيين على أساس أننا دولة إسلامية”، مضيفاً “نحن لسنا في دولة إسلامية، بالمفهوم القانوني للأشياء، نحن دولة فيها نسبة حوالي 99 بالمائة من المغاربة يدينون بالدين الإسلامي”، رغم تنصيص الدستور على أننا دول إسلامية إلا أننا نشتغل منذ 1912 في دولة عصرية.
وأضاف بلمير في تصريح لـ”آشكاين”، أن بناء الدولة الديمقراطية الحداثية و العصرية زادت وترسخت وتعمقت مع بداية حكم الملك محمد السادس، مردفاً أن ديننا هو الإسلام لكننا لا نرجم الزاني والزانية ولا نطبّق الحدود ولا نقطع الأيدي، ولا نطبق نص قانوني مستوحى من الدين الإسلامي، على حد تعبير ذات الباحث.
وبخصوص اللباس والمظاهر الدينية من قبيل “اللحية و الحجاب”، التي يستغلها بعض السياسيين من أجل كسب تعاطف المواطنين واستمالة أصواتهم الانتخابية، شدد بلمير على أن المغاربة لديهم استعداد قبلي لتقبل الخطاب الديني، و “بالتالي فإن سلوكيات المغاربة ورغم التناقض و الانفصام الاجتماعي الذي يمكن أن يظهر عليهم إلا أن الدين الإسلامي حاضر بقوة كعبادات”.
وأشار إلى أن المغرب يتوفر على 60 الف مسجد، “ما يظهر أن نسبة التدين مرتفعة بحيث نجد الناس يصلون في الطريق و أمام المساجد يوم الجمعة”، مضيفاً أن “هذا لا ينعكس على سلوكيات الشخص الذي لا يؤدي عمله بإثقان، ويقود السيارة بطريقة ليس فيها احترام للناس في الشوارع”.
وأوضح بلمير أن اللباس الديني، يوحي بالنسبة لشريحة من المغاربة أن صاحبه “ثقة لا سواء في التجارة أو السياسة”، مضيفاً أن هذا ما نفته مجموعة من الوقائع التي قام بها الحزب الحاكم (البيجيدي)، مذكرا بواقعة المنصورية بالمحمدية في إشارة إلى فضيحة “فاطة النجار، وعمر باحماد”، وكذلك قضية صور ماء العينين في باريس، (وهي بدون غطاء رأس).
وشدد بلمير على أن اللحية أو لباس الحجاب، لم يكونا يوما عنوانا على مدى تدين الشخص، بحيث لا يمثل النموذج الحقيقي للسلم، “لأن اللباس في بعض الأحيان يكون فيه نوع من الخداع، لهذا حان الأوان لكي نميز بين ماهو سياسي وماهو ديني”، رغم أن كتائبهم الالكترونية ستقوم بأشياء أخرى أيام الحملة الاتخابية.
وجدير بالذكر أن بلمير أكد أن” المغرب لديه حظ تاريخي يتجلى في إمارة المؤمنين الضامنة للامن الديني بتدبيرها لهذا الحقل، ولولاها لاماكان هذا الاستقرار الروحي للمغاربة، مضيفاً أنه يجب على المغاربة أن يحتاطوا من الذين يكررون الخطاب الديني من اجل أغراض شخصية.
اللحية والحجاب والسبحة ما هم إلا أذوات المصب على السذج من المواطنين