غريب.. عليوة المتهم بالفساد المالي يعطي دروسا في الحكامة المالية (وثيقة)

أثار ملصق إعلاني لندوة فكرية، ينظمها حزب “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، حول موضوع ” وجه الحكامة الاقتصادية في ضوء التطلعات الصاعدة”، استغراب كل من اطلع عليه.

وجه الغرابة في هذا الأمر يكمن في المحاضر الذي سيؤطر هذه الندوة، وهو القيادي السابق بالحزب المذكور، السيد خالد عليوة، الرئيس المدير العام السابق للقرض العقاري والسياحي، الذي مازال متابعا في حالة سراح مع إخضاعه للمراقبة القضائية، بتهم تتعلق “تبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ والمشاركة”.

يذكر أن عليوة كان قد أعتقل بأمر من قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف للدار البيضاء الـ29 من يونيو 2013 بناء على التحقيقات التي أجرتها الشرطة القضائية، وذلك على خلفية اتهامات تهمّ “اختلالات مالية وفساد إداري تضمنها تقرير المجلس الأعلى للحسابات”، حيث كشف التقارير المذكور أن عليوة “استفاد من امتيازات حظي بها، رفقة عائلته ومعارفه، حينما سخّر موارد الفنادق التابعة لمؤسسة القرض العقاري والسياحي لفائدة عائلته وأقاربه، حيث استفاد من أجنحة ملكية كاملة الخدمات لنفسه، وكذا بعض معارفه، كما سخّر كل خدمات الفنادق العالية التكلفة لأقاربه ومعارفه، بشكل مجاني”.

فكيف يمكن لمسؤول لم يقل القضاء كلمته الأخيرة في التهم الموجهة له، ولم يعرف بعد ما إن كان بريء منها أم متورط فيه، ويجب أن يحاسب على ذلك، (كيف له) أن يحاضر في الحكامة الاقتصادية، وأن يوضح لمن سيتابعه كيفية مواجهة التطلعات الصاعدة عبر تدبير مالي حكيم، فشل هو في تطبيقه عندما كان مؤتمن على المال العام؟