الساسي: صفقة التحالف بين الإسلاميين والقصر فشلت

قال محمد الساسي، أستاذ العلوم السياسية، ورئيس المجلس الوطني للاشتراكي الموحد، إن “الظرفية السياسية الحالية موسومة بفشل صفقة التحالف بين الإسلاميين والقصر، وفشل النموذج التنموي، وتراجع دور المؤسسات الايديولوجية”.

وأكد الساسي، الذي كان يتحدث في ندوة حول: “وضع تقييم لمدونة الأسرة بعد مرور 15 سنة على تطبيقها”، نظمتها جمعية “اتحاد العمل النسائي”، نهاية الأسبوع الماضي، بالرباط، على “وجود أزمة سياسية غير معلنة داخل النظام السياسي والهوة بين الشارع والمؤسسات، وغياب الوسطاء، وتزايد التصعيد الأمني، وحس احتجاجي متصاعد في المجتمع، إضافة إلى وجود شيء ما يتحرك في جوف المجتمع، وتراجع حقوقي”، معتبرا أن “القوى المحافظة تتراجع وأصولية النظام في أزمة”.

وفي سياق متصل، يرى المتحدث أن هناك “تفاوت صارخ بين الترسانة القانونية الكثيفة وبين ما هو مطبق على أرض الواقع في ما يتعلق بقضايا المرأة”، حيث قدم (الساسي) بعض الإحصائيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، وتوقف عند نسبة النساء اللاتي تعرضن للعنف، معتبرا أن 63 في المائة، تبقى نسبة مرتفعة بالمقارنة مع المقتضيات القانونية، فالمفروض أن تؤدي القوانين إلى تراجع نسب النساء المعنفات وليس العكس

وأشار الساسي إلى أن “دستور 2011 اُعتبر انتصارا للمرأة، لكن شيئا فشيئا بدأت تظهر عيوبه”، مردفا “لكن علينا ألا ننسى أنه حتى الدساتير السلطوية قامت بتعداد حقوق النساء”، وزاد متابعا “عوض أن يكون الدستور أداة لتقييد المشرع العادي، وقع العكس”، داعيا إلى خلق جبهة نسائية جديدة، تضم جمعيات وإطارات ونساء مغمورات وغيرهن، علاوة على احتضان الجمعيات النسائية لرموز وأيقونات مثل سيليا الزياني ونوال بنعيسى، في اتجاه النضال من أجل دستور انتقالي شامل يضمن دسترة بعض البنود المتقدمة في مدونة الأسرة.