لماذا وإلى أين ؟

تيريكت: الرداءة باقية في القنوات العمومية مادام القائمون عليها يزكونها بأنفسهم (حوار)

كلما اقترب شهر رمضان، إلا وعاد النقاش الجديد القديم حول جودة الأعمال الرمضانية، وما يثار حول الصفقات التي تبرمها على القنوات العمومية لإنتاج هذه الأعمال، وما لذلك من أثر سلبي على جودة هذه الأعمال التي تدخل بيوت المغاربة.

هذا النقاش، يأتي في سياق عودة بعض الأعمال الرمضانية التي أثارت ضجة خلال السنة الماضية، بسبب رداءتها والتي يصر القائمون على القنوات العمومية بثها وإنتاجها مرة أخرى لتعرض على المغاربة في الموسم القادم، ما جعلنا نطرح سؤال الجودة والاعمال الرمضانية، على الحقوقي “عبد عبد العالي تريكت،” رئيس الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، الذي سيحل معنا ضيفا على “آشكاين” ضمن فقرة “ضيف الاحد” الأسبوعية .

بداية مرحبا بك على “آشكاين”، عاد النقاش مرة أخرى وبقوة حول جودة الأعمال الرمضانية، بعدما أعلن بعض المنتجين والفنانين عودة أجزاء من أعمالهم التي لقيت رفضا واسعا خلال الموسم الماضي كيف تقيمون هذا الموضوع؟

المشاهد والمواطن المغربي ومنذ سنوات عديدة، لم يَعد يبدي اهتماما كبيرا وآمالاً كبيرة على الأعمال الرمضانية، رغم أنها هي الفترة التي تعرف غزارة في الإنتاج، وهم يعبِّرون عن عدم رضاهم ممَّا يُعرض منذ سنوات، وقد هاجروا صوب القنوات العربية والأجنبية مند مدة، وقد نبهنا ومند مدة عن قلقنا من هذا التوجه وما يخلق من اختلال في التوازنات داخل المشهد الوطني الثقافي والإبداعي، ونسف كل سيادة وطنية على السياسات الثقافية والابداعية وعلى المجال السمعي البصري في مجمله، وجعل التبعية هي الأساس.
إننا، ونحن نقف على أبواب هذه المهازل، لا نجد ما نضيفه إلى ما سابق من مواقفنا حول تردي الخدمة الإعلامية العمومية.
فالتكرار في الرداءة لم يتحرك قيد انملة، بل زاد غوصا في رداءته، كما أن الوقوف عند مكامن الخلل لا يمكن تغييره، فالبواعث نفسها التي شكلت لنا تلك الرداءة ما زالت مستمرة إلى اليوم، ونظنها ستبقى مادام القائمون على المشهد هم أنفسهم يمارسون سلطتهم في تزكية تنفير المغاربة من قنواتهم التي يمولونها من مالهم الخاص.
ويؤسفنا في الجمعية المغربية لحقوق المشاهد أن نؤكد أن رمضان كل سنة هو نفسه وهو أيضا رمضان لا محالة لهذه السنة كما من قبل.. لا جديد سوى مراكمة البشاعة التلفازية؛ فالاجترار الذي تعيشه قنواتنا مصيره واحد هو الهبوط الحاد في الجودة وتحقيق نسب مشاهدة عالية لأحوال الطقس… حتى مباريات كرة القدم ما عادت قنواتنا قادرة على منافسة الفضائيات الأخرى التي تحترم مشاهديها وتتنافس في إرضائه.
الخلاصة الأساسية والهامة التي خلصنا إليها ، تتمثل ـ من جهة ـ في مواصلة استغفال المشاهد المغربي وعدم احترامه من طرف القنوات العمومية، ومن جهة ثانية في فشل الوزارة الوصية على القطاع في تدبير ملف لا يمكن أن نغفل أهميته في عصر الصورة والتواصل الرقمي.
والسؤال الذي نطرحه كل مرة هو: إلى متى يستمر نزيف الجودة والقضاء نهائيا على كل بشائر الأمل في تلفزيون مغربي يحترم مشاهده ويتنافس من أجله في تحقيق الأحسن والأجود؟ وبعد سنوات من دفاتر التحملات، لماذا لم يتم تحقيق المبتغى، ولا نحن بتلفزة تجارية محضة ولا نحن بخدمة عمومية، و لا نحن في منزلة بين المنزلتين؟

في نظركم أنتم كحقوقيين من المسؤول المباشر عن هذه الرداءة؟

إن ما يسجل في سيتكومات الإفطار خصوصا، غياب السيناريو الذي يعد العمود الفقري الذي به تستقيم الاعمال كافة، وخلف هذا الغياب مبرر اساس راهن عليه من انجزوا هذه التفاهات، وهي المراهنة على ترسانة من الكوميديين الذين نجحوا في خلق جمهور لهم خلال السنوات الماضية، لكن العمل الفردي بدوره يحتاج الى سيناريو أو على الاقل خارطة يسير عليها الكوميدي، أما أن نترك الممثل هكذا منه للمشاهد فهذا يعتبر استخفاف بالجمهور أولا وارباك كبير للطاقم المشرف، من جهة أخرى إدارة الممثل غائبة وان كانت حاضرة فهي بالاسم فقط، أما الجانب المهم والأهم هو عدم العناية بالجانب الإبداعي والاشتغال بمنطق الفرصة و الغنيمة من الأموال المرصدة في الفترة الرمضانية وهذا الذي يراكم الأخطاء الفنية القاتلة وجعل هذه الأعمال تغرق في وحل السرعة و الارتجال البئيس ومحاولة الإضحاك التي تحولت إلى مهازل.

ما هي خططكم في الجمعية من أجل التصدي لهذه الرداءة والرقي بوعي المغاربة بمنتوج يرقى بالأذواق؟

الجمعية تحاول تهييء دراسات علمية ميدانية، حول انتظارات المشاهد المغربي من قنواته العمومية، ونسبة الرضا على ما يقدم له.
كما أن الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، تقوم بإعداد لتنظيم ندوة تواصلية، لطرح جملة من القضايا والأفكار، المرتبطة بواقع الإعلام العمومي والأعمال الرمضانية، بمشاركة فعاليات مختصة ومهتمة، وجمهور المشاهدين والرأي العام.

كيف ترون مستقبل القنوات العمومية في المغرب؟

أضن أنه مع الأسف سوف يحدث للقنوات التلفازية ما حدث للدينصورات، صوف تنقرض لوحدها ويهجرها الجميع مع اختفاء ما تبقى من الأجيال القديمة المنقطعة على التطور الإعلامي والتطور الرقمي، فالمشاهد الآن مرتبط أكثر لمحموله، ولم يعد يعري اهتماما لما تقدمه، بل صار يسخر أكتر مما يقدم من الاعمال بإعادة بث و نشر بعض المقاطع، بينما القائمين عنها يعتبرونها نجاحا لأنها تتداول أكتر، ولا أعلم هل هذا غباء أو سذاجة أو اقتناص فرص للمحافظة على بعض المكاسب الآنية، مقابل التضحية بالمقومات الوطنية، و بأجيال من الشباب المغربي عبر تخضيره ببشاعة لا نعلم لحد الآن حدودها في تدمير المواطن.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x