2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الدرويش: تعليق الأساتذة المتعاقدين للإضراب تعبير صريح منهم على وطنيتهم

أعلنت “التنسيقة الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد” أن أعضاءها سيعلقون إضرابهم عن العمل، وسيعودون إلى التدريس بدءا من بعد غد الإثنين؛ الموافق 29 أبريل الجاري.
القرار الذي اتخذه المجلس الوطني للتنسيقية جاء بعد أزيد من شهر من الإضراب.
وعلى خلفية هذا التطور أجرت آشكاين حوارا مع محمد درويش, رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين.
الأستاذ الدرويش قرر الأساتذة المتعاقدون تعليق إضرابهم و الرأي العام يعلم أنكم كنتم وسيطا في هذا الملف؟
اسمح لي أولا أن أوجه تحية خاصة لكل الأساتذة المعنيين بهذا الملف و الذين دبروا و هيأوا لهذا القرار، و هو تعبير صريح منهم على وطنيتهم و على استعدادهم المطلق لاستدراك الزمن الضائع و تطوير المنظومة من داخلها، فهم شباب واعد و ذكي و كله حيوية من اجل البذل و العطاء فعودتهم هاته إلى تلامذتهم و أقسامهم و عائلاتهم، ستجعل من الساعات الأولى للأيام المقبلة بدءا من الاثنين لحظة فرح و ارتياح لدى التلاميذ و أفراد أسرهم و المجتمع بكل مكوناته و مستوياته، انه قرار إعلان انتهاء أزمة و البدء في مناقشة كل القضايا في جو الثقة و الاطمئنان المتبادل.
باختصار الأستاذ الدرويش كيف كانت الوساطة في هذا الملف ؟
ككل الوساطات في الملفات التي تفتقد لعنصر الثقة بين الجانبين، بل و يكون ضمن الطرفين معا بعض ممن لا يريد أن يحل هذا الملف أو ذاك لحظتها تتعقد الرسالة، فأنت تبني و الأخر يهدم، ليس امامك حتى ترد و تقاوم بل من خلفك و هذا أمر مؤسف و لا يساعد على تجاوز الأزمات كيف ما كانت و بفضل حكمة و تعقل الطرفين، و بفضل تدخل ذووا الإرادات الحسنة و تتبعها الحثيث لكل تفاصيل و جزئيات هذا الملف استطعنا جميعا أن نبلغ هاته اللحظة لذا أقول – الماضي فات – و لنستعد جميعا للغد .
إن ما قام به المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين يندرج في صلب المبادئ و الأسس التي قام عليها، و قد اتخذنا المبادرة إيمانا منا بان انتماءنا للوطن و استنادا إلى المسؤوليات التي تحملناها مجتمعيا يلزمنا بأن نكون فاعلين و ليس مفعولين مبادرين و ليس تابعين مطمئنين و ليس مؤزمين مؤمنين بأمل في الغد و ليس فاقدي الأمل، فما بلغته المنظومة من توثر خصوصا بعد دخول هؤلاء الأساتذة في الإضراب منذ الأسبوع الأول لمارس الماضي و التحاق بعض الفئات و النقابات بهم، و استحضارا للأوضاع الإقليمية لدول بجوارنا و دفاعا عن المصالح الفضلى للوطن انخرطنا بكل مسؤولية في هاته الوساطة فسهرنا الليالي وعقدنا عدة جلسات استماع و تفاوض و نقاش و تابعنا حركاتهم الاحتجاجية، و ما رافقها و في المقابل ربطنا اتصالات مكثفة مع القطاع الوصي في شخص السيد الوزير و مع فعاليات من المجتمع و مسؤولين ممن له استيعاب خاص للملف في بعده التربوي و الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و بافتخار يمكن القول إن صوت العقل و الحكمة غلب و انه في الشدة تظهر الحكمة .
كلمة أخيرة
أود باسم المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين، ان اشكر كل الفاعلين و المعنيين و أوجه تحية خاصة للجنة الحوار و التواصل على جديتها و عبرها، إلى كل الأساتذة الأعزاء المعنيين بالملف مباشرة أو غير مباشرة كما أوجه تحية خاصة للسيد وزير التربية الوطنية الدكتور سعيد امزازي و طاقم الوزارة على استجابته و قبوله الحوار و الإنصات و الاستماع برغبة طي الملف، و على تفاعله الايجابي و المسؤول مع المبادرات الجدية و المسؤولة، فبهذا النوع من التعامل و التجاوب و الانخراط سنتمكن من ربح رهان التنمية و تطور المجتمع، لما هو أفضل، و بالمناسبة أناشد الطرفين إلى استئناف الحوار في اقرب وقت لان الحوار فضيلة العقلاء و الحكماء كما أوجه شكرا خاصا لكل الذين بادروا و ساهموا في إنهاء أزمة تربوية كل باسمه و صفته من مؤسسات دستورية و تنظيمات مدنية و سياسية و نقابية فكلنا وسيط و كلنا أبناء هذا الوطن .
تحية عالية لصاحب التعليق الأول(أمازيغ).كلامك في الصميم.لقد عاد هؤلاء المراهقون ليس حبا في اطفالنا الذين نسوا ما يمكن قد تلقوه من أشباه الأساتذة الفاقدين للانسانية وللروح الوطنية وانما خوفا من تطبيق العزل والطرد في حقهم .لا ينفع معهم الا العصا والجوع .لقد انزلوا مهنة الأستاذ الى الحضيض.
استراتيجيتهم كانت فاشلة منذ البداية ،لماذا هذا الضياع للتلاميذ والأموال والوقت أصلا؟أين كانت وطنيتهم حين تركوا أبناءنا في مهب الريح ،بل وخلقوا مشاكل شتى للأسر؟ يعودون الآن والسنة تشرف على الإنتهاء،ألمصلحة التلميذ أم ليحافظوا على وظائفهم مخافة انقضاء 60 يوما في4 ماي؟ هذه الخطوية كان يمكن اتخادها ابان انعقاد المجالس الإدارية للأكاديميات وإبداء الوزارة لحسن النية في التعامل مع ملفهم.
وقرار تنسيقيتهم ليس حكمة ،لكن لم يتبق لها أي هامش للمناورة.ـ خاصة وأن الوزارة ماضية في تدبير وتصريف تداعيات إضرابهم ،والمؤسسات بدأت تستعيد حركيتها الإعتيادية ـ فإما التمديد ،و 4 ماي المكمل للشهرين حيث سيفعل العزل وبالتالي التضحية بالآلاف من الأسر،وإما العودة إلى الأقسام ،واقرروا العودة على مضض وهو الخيار الأوحد!
لم نفهم مغزى هذه التدخلات بدون وجود ضمانات حقيقية لطي هذا المشكل بشكل نهائي عبر تخصيص مناصب مالية في قوانين المالية للسنوات المقبلة قصد إدماج هاته الفئة في النظام الأساسي للوظيفة العمومية مع العلم ان قانون التقاعد في صيغته الحالية لا يلبي طموحات المرسمين فمبالك بالنظام الجماعي لرواتب التقاعد ففي نظري المعركة الحقيقية هي إخراج نظام تقاعد جديد محفز للجميع لا يرهن الموظف إلى سن الثلاثة والستين مقابل دراهم معدودة