2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
فتاوى رمضان.. السيبة

رغم توفر العالم الإسلامي على مؤسسات دينية تعتبر مرجعا للافتاء، من قبيل الأزهر بمصر واتحاد علماء المسلمين التابع ضمنيا لقطر ودار الافتاء بالسعودية والمجلس العلمي الأعلى بالمغرب…إلخ. والتي تعمل على تنظيم هذا المجال وتتخصص في إصدار فتاوى لتبيان ما اختلط على عامة الناس في دينهم.. إلا أنه عند حلول كل رمضان تنطلق فتاوى غريبة على ألسنة شيوخ، فيها المثيرة بالقدر الذي قد تزعزع عقيدة البعض، وأخرى لا يقبلها عقل وتنم عن قصور فكري أو فهم أحادي للدين.
20% منها في العالم العربي الإسلامي بدا عليها التشدد
مثلت فتاوى المرأة 25% من إجمالي موضوعات الفتاوى على مستوى العالم، بعد تحليل أكثر من 5 آلاف فتوى خاصة بالمرأة على مستوى العالم بشكل عام، وفتاوى رمضان منها بشكل خاص، حسب ما أعلنه المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية. وتصدرت مصر فتاوى المرأة بنسبة 45%، فيما تقاسمت الدول العربية والخليجية ما تبقى من النسبة. وفي الوقت الذي تمثل هذه الفتاوى في الدول الأجنبية 3% من إجمالي الفتاوى في تلك الدول، فإن 20% من الفتاوى الخاصة بالمرأة خلال شهر رمضان عند العرب بدا عليها التشدد وعدم التصريح بالحكم، بينما جاءت بالدول الأجنبية في المرتبة الأخيرة بنسبة 15%.
وحول فتاوى المرأة في رمضان عند تنظيم القاعدة، أوضح المؤشر أن 55% منها ارتبطت بأحكام الصيام وما يبيح إفطار المرأة، مثل الفتوى القائلة “إذا خافت الحامل على الجنين، أو خافت المرضع على رضيعها قلة اللبن أو ضيعته ونحو ذلك بالصوم، فلا خلاف في أنه يجوز لهما الفطر”. فيما ورد بمجلة “ابنة الإسلام ” تحت قسم “مشكاة الفتاوى أحكامك في رمضان”: “عدم جواز استعمال حبوب في رمضان لمنع الحيض لما لها من رد فعل ضار على جسم المرأة”.
تقرير: بعض الفتاوى غير المنضبطة تجعل المرأة آلة جنسية
أورد المؤشر ذاته نماذج لفتاوى رمضانية بدا عليها التشدد، مثل فتوى دار إفتاء برمنغهام بوجوب تغطية المرأة وجهها ويديها وقدميها أثناء الصلاة في رمضان، وكذلك فتوى دار العلوم ديوبند بالهند القائلة بأن صوت المرأة أثناء قراءة القرآن “عورة”، وفتواها الأخرى القاضية بعدم جواز تناول الرجال والنساء للإفطار أو السحور معًا في المناسبات العامة أو التجمعات بشكل عام؛ لأن هذا يؤدي إلى تدهور أخلاقي في المجتمعات.
كما أورد المؤشر فتوى منسوبة لدار الإفتاء الإقليمية بالفلبين أفادت بعدم جواز صيام المرأة الأيام الست من شوال قبل قضائها ما أفطرته من أيام بسبب الأعذار الشرعية خلال شهر رمضان.
وأكدت وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء والقائمة على عمل المؤشر أن بعض الفتاوى غير المنضبطة تجعل المرأة آلة جنسية غير إنسانية وهي مجحفة بحق المرأة.
“رشاش الماء” يقسم شيوخ مصر
أنهت المؤسسة الأزهرية في مصر حالة الجدل التي أثارها الداعية أنس السلطان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية فتوى وصفت بأنها أغرب فتاوى أحكام الصيام، عندما اعتبر أن اندفاع مياه “شطاف” الحمام بقوة من شأنه إفطار الصائم، حيث تصل المياه لجوف الإنسان. إذ خرج أمين الفتوى بدار الافتاء المصرية الشيخ محمد وسام لتوضيح الأمر قائلا إن استخدام الشطاف خلال الصيام عند بعض الفقهاء لا يفطر، وذلك ردًا على عدد من الأسئلة خلال البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها بفيسبوك.
تناول الأدوية لا يبطل الصيام في رمضان
تردد اسم عبد الباري الزمزي بقوة خلال غشت 2010 الذي شهد أول توافق لشهر رمضان في المغرب مع فصل الصيف الحار، ذلك أن اسمه سيعبر الحدود، وسيناقش بقوة في أكبر مجالس العلماء في العالم الإسلامي، خاصة فتواه التي أسالت كثيرا من المداد آنذاك. الشيخ الزمزي الذي لم يسبق أن تراجع عن فتواه، أباح للصائم تناول الأدوية عن طريق الفم خلال شهر رمضان، شريطة أن يبتلعها دون ماء، معتبرا أن ذلك لا يتسبب في إبطال صيامه.
جواز الجماع للزوجين المسافرين في نهار رمضان
الشيخ أحمد بن الصديق، الطنجاوي الذي وافته المنية بالقاهرة، له مئات الفتاوى المثيرة للجدل أيضا، والتي يبدو أن الشيخ الزمزمي يعود لها بين فينة وأخرى، باعتبارها اجتهادا لا يخرج عن مصادر التشريع الإسلامي. ففي كتاب “الفتاوى والرسائل الصغرى”، المسماة “دار الغمام الرقيق” في رسائل الشيخ أحمد بن الصديق، الذي جمعه عبد الله بن عبد القادر التليدي، نجد عدة فتاوى مثيرة للجدل، ضمنها تلك التي تتحدث عن الصيام في رمضان، مثل جواز إفطار المسافر، أو جواز الزوجين المسافرين الجماع في نهار رمضان؛ ففي الكتاب المذكور، يقول بن الصديق: “وقد ذكرت الفرق بين من يصله خبر رمضان بعدما طلع النهار فيجب عليه الإمساك، وبين من يقدم من السفر فلا يجب عليه، وحيث إن المسافر مباح له الفطر والمرأة طهرت بعد طلوع الفجر فلا مانع من أن يظل طوال اليوم مواقعا لها”.
الحقنة حلال للصائم في شهر الصيام
أحمد بن الصديق أباح الحقن للصائم في هذا الشهر الكريم، وبدا في كتابه كما لو أنه يرد على من أفتى بتحريم الحقن على الصائم، حيث قال: “وما زعمه ذلك الزاعم من أن الحقنة مفطرة بالاتفاق زعم باطل، فإن الشافعية عندهم: المفطر هو ما دخل إلى الجوف من منفذ مفتوح، كالأنف والفم والدبر، وما دخل من غير هذه الأشياء فهو غير مفطر كالداخل من العين والشعر. والدليل بيدهم على ذلك ورود الإذن من النبي صلى الله عليه وسلم بالاكتحال للصائم والادهان له أيضا”.
ويقول الشيخ بن الصديق في فتواه حول جواز الحقن بالإبرة للصائم: “الكحل يصل إلى الجوف من المنفذ المفتوح. والإبرة دواؤها لا يصل من منفذ مفتوح، بل ولا يصل إلى الجوف الذي هو المعدة على طريقة وصول الطعام والشراب، وإنما يسري في الدم والعروق كما لو أدهن الإنسان بدواء على سطح جسده فإن المسام تشرب الدواء والدهن، ولو على اليد والفخذ والعنق…”. ويضيف بن الصديق في فتواه، “إذا كان الشارع لم يتكلم على الإبرة ولا ما في معناها، بل بعكس ذلك أمر بالاكتحال للصائم، فكيف نضيق على أنفسنا لا سيما مع الحاجة والضرورة إلى التداوي…”.
صلاة التراويح “بدعة وضلالة”
“داعش” الإرهابي اعتبر صلاة التراويح المؤكدة في السنة النبوية مجرد بدعة وضلالة، تؤدي بأصحابها إلى النار. وكان مفتي داعش في محافظة “نينوى” العراقية اعتبر مع دخول شهر رمضان أن صلاة التراويح “بدعة وضلالة”، قبل أن يقرر معاقبة كل من يقيمها في مدينة الموصل بالجلد.
وتبعا لما نقلته وكالة “باسنيوز” الكردية العراقية عن مفتي داعش، فإنه قال: “إن ديوان الحسبة التابع لتنظيم الدولة قرر إلغاء صلاة التراويح، واعتبرها بدعة وضلالة، ولا يجوز إقامتها إطلاقا”، مضيفا أن داعش حذر كافة المساجد والأئمة في الموصل من إقامة صلاة التراويح، متوعداً المخالفين بجلدهم أمام الملأ.
وقد أفتى التنظيم أيضا بأن من يكره داعش يعد صيامه باطلا. بل تمادى في فتواه إلى حد منع النساء من الخروج نهارا من منازلهن، مع الإفتاء أيضا بضرورة إغلاق محلات البيع خلال العشرة أيام الأخيرة من رمضاء إلى غاية عيد الفطر.
قوالب الهروب من الصيام
في إيران مثلا، طلب كثيرون من علماء الشيعة أن يجدوا لهم صيغة تقيهم الصوم في فصل الصيف، البعض طلب تأجيل الصوم إلى ما بعد هذا الفصل الحارق، وآخرون التمسوا من هؤلاء العلماء أن يجدوا لهم طريقة تجعلهم يفطرون في عز الصيام. وما كان مثيرا للانتباه هو قيام رشيد الحسيني، أحد من يوصفون بالفقهاء، بإيجاد طريقة لهؤلاء السائلين، تغنيهم عن الصيام في رمضان.
قال الحسيني، الذي يعتبر أحد كبار المفتين عند الشيعة، لمن لا يرغب في صوم رمضان: “أنا أبيّن لكم طريقة، يمكن الإنسان معها أن يتخلص من مشكلة الصوم في الحر دون أن يقع في الحرام.. هناك عدة حلول، منها السفر. فأنا أسافر في رمضان حتى لا أصوم، ولا أقيم في ذلك المكان 10 أيام حتى أصوم، بل أتنقل من مكان إلى مكان، أو أطلع كل يوم من مكان إقامتي لمسافة 25 كلم، آكل ثم أرجع للبيت، في هذه الحالة ليس هناك مشكل، إذ إن الهروب من الصوم ليس فيه إشكال، والفقهاء يصرحون بذلك، لكنه على كل حال مكروه، بيد أن كل مكروه يجوز وليس حراما”.
finalement c’est écologique en faisant la prière dans les rues, il faut que ca dure très lontemps car pendant le temps de la pratique pas de pollution.