في مسيرة “الغضب” .. حناجر “المتعاقدين” تهز آسفي بعد وفاة “حجيلي” (فيديو)

آشكاين/محمد دنيا

هزت حناجر الأساتذة أطر الأكاديميات أو من يعرفون بـ”الأساتذة المتعاقدين”، مساء أمس الثلاثاء؛ أرجاء عدد من أحياء مدينة آسفي، في إنزال ومسيرة ليلية بالشموع سماها البعض بـ”مسيرة الغضب”، سبق لـ”التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”؛ أن دعت إليها للتنديد بوفاة والد “أستاذة متعاقدة” بمديرية آسفي، الذي وافته المنية يوم الإثنين المنصرم في مستشفى ابن سينا بالرباط.

مسيرة الشموع التي إنطلقت في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا؛ من أمام بيت عائلة “حجيلي” بحي وريدة بآسفي، اتجهت صوب ساحة الطاجين أمام عمالة آسفي، بعد أن قطعت مسافة كيلومترين ونصف بشارع الحسن الثاني، بمشاركة عدد وصف بـ”الكبير” من “الأساتذة المتعاقدين”؛ الذين لبوا نداء تنسيقيتهم من كل حدب وصوب من المغرب، إلى جانب تمثيليات بعض الإطارات الحقوقية والنقابية.

احتجاج بلهجة حادة

“هاد الدولة حكارة .. كتقتل الفقراء”، “فوسفاط وزوج بحورا .. وعايشين عيشة مقهورة”، “شي علا وبغا يطير .. وشي ساكن تحت القصدير”، شعارات وصفت بـ”القوية” من بين أخرى هزت أرجاء عدد من أحياء مدينة آسفي، بعدما صدحت بها حناجر المئآت من الأساتذة الذين جسدوا تضامنهم أو “وفاءهم” كما يصرحون لـ”روح الأب الروحي للتنسيقية”.

لن يصعب على أي متتبع لملف الأساتذة أطر الأكاديميات، أن يلتقط إشارة إرتفاع حدة الشعارات المرفوعة؛ خلال المسيرة الليلية يوم أمس الثلاثاء، بحيث سيلاحظ أن طبيعة الشعارات المرفوعة لم تعد تلك التي دأبت تنسيقية “المتعاقدين” على رفعها في المسيرات السابقة، بحيث أنها غيرت من لهجتها برفع شعارات سياسية تحاكم “الفساد السياسي” جماهيريا؛ وتطالب بـ”التوزيع العادل للثروات”.

مسيرة برسائل “غير مشفرة”

“تعتبر هذه المسيرة هامة، خصوصا أنها تحمل في طياتها رسائل مباشرة واضحة “غير مشفرة” للمعنيين بالأمر”، يقول عضو التنسيقية الوطنية لـ”الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”؛ حمزة خوري، مردفا أن “هذه المسيرة الحاشدة تُحمل مسؤولية ما وقع للقواتالأمنية؛ وتحذر وزارتي التربية الوطنية والداخلية لما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا”.

وأكد خوري؛ في تصريح لـ”آشكاين”، أن “معركة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد ستبقى قائمة العين والأثر؛ إلى غاية الإستجابة الفورية واللامشروطة لمطالبنا العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها إسقاط مخطط التعاقد وإدماج الأستاذات والأساتذة في سلك الوظيفة العمومية”، لافتا “أبدا لن يثنينا عن مطلبنا أي إرغام أو إرهاص”، وفق تعبير المتحدث.

أصل القصة

جاءت هذه المسيرة؛ تنفيذا لمقررات التنسيقية الوطنية لـ”الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، التي أعلنت في وقت سابق خوض إضراب وطني لمدة ثلاثة أيام، إبتداءً من يوم الثلاثاء 28 ماي الجاري إلى غاية الخميس 30 من الشهر ذاته، وتسطير “برنامج نضالي” حدادا على روح من أسموه بـ”شهيد القضية”؛ عبد الله حجيلي؛ والد “أستاذة متعاقدة” بمديرية أسفي.

وكان عبد الله حجيلي؛ قد أصيب ليلة 24/25 أبريل المنصرم، برضوض على مستوى الرأس وكسور على مستوى الكتف والقفص الصدري؛ حسب بلاغ سابق لتنسيقية “المتعاقدين”، خلال فض اعتصامهم بالقوة، دخل على إثرها في غيبوبة بقسم العناية المركزة بمستشفى السويسي بالرباط، وأجرى أكثر من عمليتين جراحيتين مستعجلتين نظرا للكسور على مستوى جسمه إلى درجة النزيف الداخلي، قبل أن يفارق الحياة صباح يوم الإثنين المنصرم.

وكان الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط قد أمر بفتح بحث قضائي حول ظروف وملابسات وفاة عبد الله حاجيلي، والد أستاذة متعاقدة كان قد أصيب ليلة 24 أبريل المنصرم، التي عرفت فضا لمعتصم ومبيت ليلي كانت تنظمه ثلاثة تنسيقيات تعليمية أمام البرلمان بالرباط.

كما أمر الوكيل العام نفسه في بلاغ صادر عنه بإجراء تشريح طبي على جثة الهالك لتحديد طبيعة الوفاة.

وأكد ذات البلاغ أن حاجيلي الذي توفي بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، كان قد نقل إليه لإصابته أثناء تفريق وقفة احتجاجية للأساتذة المتعاقدين بمدينة الرباط يوم 24 أبريل الماضي.