لماذا وإلى أين ؟

بنحمزة يُشرّح ما يعيشه البام ويطرح السيناريوهات المحتلمة

قال عادل بنحمزة، الباحث في العلوم السياسية، إن “ما يشهده حزب الأصالة والمعاصرة وبغض النظر عن الأسلوب واللغة المستعملة بين مختلف الأطراف، هو لحظة تحول في مسار الحزب دون أن يكون لهذا التحول بالضرورة مضمون إيجابي، إذ أن الأيام والشهور المقبلة هي الوحيدة الكفيلة بكشف المسارات التي يمكن أن تتخذها المواجهة الحالية”.

وأردف بنحمزة في تصريح لـ”آشكاين” أن هذه المواجهة تتسم بخصائص منها: أن البام لا يشهد اليوم تقاطبا بين الأعيان والأطر القادمة من اليسار، بل نحن أمام تشوه في التحالفات الداخلية إذ في كل جهة نجد بعضا من الأعيان وبعضا من القادمين من اليسار، وهو ما يرفع أي إمكانية للحديث عن خلفية إيديولوجية تؤطر المواجهة الحالية”.

وتابع المحلل السياسي أن “من هذه الخصائص كذلك نجد غياب نزعة مواجهة “ترييف” الحزب، إذ أن المواجهة الحالية تشهد إنقساما في كتلة الريف داخل الحزب ففي كلا الجانبين نجد منتمين للريف، إضافة إلى أن الصراع تنظيمي محض وفق شعار “كل شيء أو لا شيء”، فليس هناك تقديرات سياسية مختلف بشأنها سواء فيما يتعلق بمواقف الحزب من القضايا العامة، أو في تموقعه السياسي إتجاه الحكومة، وهو ما يجعل الصراع الحالي لا يحضى بمتابعة كبيرة لدى الرأي العام”.

أما الخاصية الرابعة التي يرى بنحمزة أن صراع البام” يتميز بها تتمثل في أنه “لا يمكن لحزب الأصالة والمعاصرة أن ينفصل عن لحظة التأسيس أو خطيئة التأسيس والتي تجعله مرتبطا بالدولة والدور الذي أسس من أجله، وأنا أعتبر أن من فشل في تحقيق الدور، هو الدولة وليس الحزب، فمثل هذه الأحزاب لا تؤسس لتلعب دورا بل فقط للتغطية على ما تقوم به الدولة وأجهزتها، لذلك أرى في المواجهة الداخلية الحالية أمام صمت الذين يتحملون فكرة تأسيس الحزب، أننا أمام “قُدَّاسٍ” للتطهر الجماعي من خطيئة التأسيس وترك الحزب يواجه مصيره ويختبر مناعته الذاتية إذا كان يتوفر عليها، خاصة وأن اللحظة الحالية ليست لحظة استحقاقات انتخابية، علما أن هناك استثمارا إنطلق في حزب آخر منذ البلوكاج الشهير، لهذا لا يمكن تصور دخول مشروعين للدولة بنفس الحجم في مواجهة انتخابية الهدف منها هو وضع حد للنجاح الانتخابي لحزب العدالة والتنمية، هذه الوضعية تضعنا أمام احتمالين”.

سيناريوهات صراع أجنحة” البام”

بالنسبة للاحتمال الأول، يقول الباحث في العلوم السياسية، هو أن تكون الجهة التي أشرفت على تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة قد أجرت نقدا ذاتيا، ووقوفها على الحياد فيما يجري اليوم داخل الحزب، معناه أنها تتخلص من وزر البدايات وأنها بصمتها تشجع على تفكيك الحزب ليصير حزبا عاديا كباقي الأحزاب التي أحدثتها الدولة في سياقات مختلفة، ثم أحيلت على الهامش”.

بينما الاحتمال الثاني: يقوم على فرضية أن مشروع حزب الأصالة والمعاصرة لازال قائما، لكن المرحلة تحتاج إلى واجهة جديدة أو مجددة، بحيث يصبح من الضروري أن يتوارى حزب الأصالة والمعاصرة إلى الوراء لتجريب الوصفة الجديدة/القديمة، وعلى هذا المستوى يمكن القول بأن الحزب يمكن أن يحتفظ به في الحد الأدنى لمرحلة أخرى في نوع من تبادل الأدوار بين الأحزاب الإدارية”، يؤكد بنحمزة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
reda
المعلق(ة)
2 يونيو 2019 08:45

تحليل دقيق جدا.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x