لماذا وإلى أين ؟

محامي: حيازة هاتف غير مشغل لا يعتبر مبررا للمتابعة من أجل الغش

تعليقا على ضبط نور الدين أقشيبل، برلماني حزب العدالة والتنمية، بحوزته ثلاثة هواتف ذكية داخل قاعة الاختبار التي كان يجتاز بها اختبارات اليوم الأول من الامتحانات الجهوية للسنة أولى باكالوريا، اعتبر صبري الحو، محامي بهيئة مكناس، أن “حيازة هاتف غير مشغل ليس تحايلا ولا خداعا، وهو غير مبرر للمتابعة ولا يقع تحت طائلة العقاب من أجل الغش رغم وجود النص”.

وأوضح الحو أن “القانون 13/02 المرتبط والمتعلق بزجز الغش في الامتحانات المدرسية متناقض في باب التعريف، عرف في الفقرة الأولى من المادة الأولى الغش على أنه ممارسة المرشح لأي نوع من أنواع الخداع والتحايل في الامتحانات المدرسية والمتوجة للحصول على شهادة أو ديبلوم وطني”، مضيفا أنه “ادمج اعتباطا وتعسفا في الفقرة رقم ستة التي تشير إلى حالات الغش الحصرية في نظر ذلك القانون؛ حيازة أو استعمال المرشح أو المرشحة لوسائل الكترونية، وترك شكلها غير محدد ، وبغض النظر عن كونها مشغلة أو غير مشغلة”.

واعتبر المحامي أن “تعريف الغش مرتبط اتجاه القصد والنية والإرادة إلى التحايل والخداع من أجل تحقيق نتيجة محددة، وأن مجرد حيازة هاتف أو وسيلة الكترونية غير مشغلة لا تعتبر غشا، لأن العبرة باستعمالها الذي قد ينضوي ضمن حالات الخداع والتحايل التي تعتبر غشا بتعريف هذا القانون نفسه”.

وتابع الحو أنه “قد سيطر على المشرع هاجس احتواء كافة حالات الغش وأشكال التحايل الجديدة، وتوفير نص وإطار قانوني يسمح بالمتابعة والعقاب من أجلها، وعدم إفلات المرشح أو المرشحة للامتحان من المتابعة والعقاب على جرائم جديدة لم تكن موقعة”، مردفا أنه “من أجل اتقاء ومنع افلات الفاعلين من المرشحين من المتابعة والعقاب من أجلها، تبعا لقاعدة لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص سابق في القانون، أي شرعية الجريمة والعقاب فإن المشرع المغربي ترك مقتضيات النص تنسحب على كل الوسائل الالكترونية الممكن استعمالها وقت ضبط المرشح حائزا لها لأنه يفترض أن النية قانونا متجهة إلى التحايل والخداع ولتوفير الردع العام درءا للاستعمال” .

يرى المحامي، أنه برغم ذلك فإن هذا القانون سقط في تناقض بين، وخرق مبدأ عدم التوسع الذي يحكم القوانين الجنائية، والذي تناوله الفقة وكرسه القضاء الحنائي، وزاد انه مجرد حيازة وسيلة الكترونية غير مشغلة لا يمكن ان تشكل تحايلا ولا خداعا، ولا تعتبر ركنا ماديا للمتابعة والعقاب انسحاما مع روح التعريف الذي هو العقاب عن الخداع والتحايل.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

4 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
عبد السلام / مكناس
المعلق(ة)
10 يونيو 2019 12:08

سمعت تعليقا في الإذاعات ان هذا البرلماني من النواب الذين تصدقوا على هذا القانون من حزب PJD فكيف يعقل أن يلج قاعة الامتحان ب 3 هواتف نقالة…أليس ديننا الحنيف الذي بحثنا على عدم التبذير؟!!! لو كان المترشح مواطنا “عاديا ‘ماذا كان سيكون عليه وضعه إزاء هذا القانون؟

Etre humain
المعلق(ة)
9 يونيو 2019 22:30

هذا محامي بالمعنى اللغوي( كيحامي ) لا بالمعنى القانوني

متتبع
المعلق(ة)
9 يونيو 2019 21:18

هذا الشخص بدل أن يلقي أضواء كاشفة لتوضيح أمر قانوني، وضع شاشي فذهب مع الغاشي الغشاش غريب أمركم

أحمد
المعلق(ة)
9 يونيو 2019 18:40

المترشحون قبل الدخول الى مراكز الامتحانات يمرون تحت لافتة مكتوب عليها بالبنط العريض ممنوع ادخال الهاتف النقال وليس استعمال الهاتف النقال … وعندما تعثر الشرطة على الحشيش او الكوكايين في حقيبة أحد المسافرين هل تحقق معه في انه يستعمل هذا المخدر ام لا … باراكا من الدوخة .. لو ان الرجل لم تكن له رغبة في الغش لسلم هذه الهواتف للمراقبين قبل بداية الامتحان .. هنا يمكن ان نقول بان نية الغش منتفية أما غير ذلك فمجرد لغو .. لا أحد يعلم نوايا الاخرين غير الله سبحانه ..

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x