2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ضبط 55 حالة غش في يوم واحد من الامتحان الجهوي للباكالوريا بأكاديمية سوس

بلغ عدد حالات الغش التي تم رصدها خلال اليوم الأول من الدورة العادية للامتحان الجهوي لنيل شهادة الباكلويا (دورة 2019) على صعيد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة ما مجموعه 55 حالة.
وأفاد بلاغ للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة أن حالات الغش التي تم ضبطها سجلت تراجعا بالمقارنة مع عدد الحالات التي تم ضبطها خلال إجراء امتحانات السنة الماضية (دورة 2018) ، والتي بلغت 81 حالة.
وأوضح المصدر نفسه أنه تم ضبط 24 حالة غش في فئة المرشحين الممدرسين (مقابل 46 حالة العام الماضي)، و 31 حالة في صفوف المرشحين الأحرار(مقابل 35 حالة في دورة 2018).
وبخصوص مؤشر الحضور والغياب، فإن نسبة الحضور خلال اليوم الأول للامتحان الجهوي بلغت 97 في المائة في صفوف الممدرسين، في ما بلغت نسبة الحضور 61 في المائة في فئة المرشحين الأحرار.
.ما هي الآثار النفسية للغش على الغشاش؟
إن تكرار أفعال الغش تجعل الغشاش مهووسا ومنشغلا طول وقته بالبحث عن كيفية تطوير أساليبه وطرقه، حتى لا ينكشف أمام الناس، فمن التمويه ولعب أدوارا مختلفة، إلى تقمص شخصيات والتظاهر بالجد والمعقولية، إلى اتخاذ النصح والإرشاد وسيلة، إلى الاهتمام بمظهره وهندامه وتغيير معاملاته وتعامله من حين لآخر، فهو غير مستقر نفسيا، لا يهدأ ولا يرتاح له بال، تنمو في أعماقه هستيريا الشك، يمتلكه الخوف والرهبة من أي شخص يحدق النظر إليه، منزو، يكاد، عموما، لا يظهر ضمن مجموعات الناس شعورا منه أنه غير محبوب بينهم ، أو لا يثقون به ، أو يرفضون التعامل معه.
والغشاش في خلوته، عندما يتأمل ذاته، ويراجع سلوكه، لابد وأن يتبين له أن أفعاله، هاته، التي يقوم بها تجاه الآخرين، مشينة وحقيرة، وهي بالتأكيد لا تنم إلا عن سوء التربية والتفسخ الأخلاقي، وضعف الثقة في النفس، وعدم القدرة على توظيف الإمكانات الذاتية في ما يرضيه ويرضي الناس، وفي ما يمكنه من بلوغ أهدافه بطرق مشروعة.
والغشاش عندما يفتضح أمره، يتضح له أن أفعاله لم تكن تتسم بالذكاء، ولم تكن فنا للتعامل، فيشعر حينها بالغباوة والبلادة ويظهر شخصا حقيرا منبوذا في وسطه نادما على ما اقترفه، وتلك بداية الهزيمة والاندحار والاستسلام لأدنى مصاعب الحياة وقضاياها.
.ما هي الأضرار المترتبة عن الغش على الفرد والمجتمع؟
يعتبر الغش جريمة، كما يعتبر التغاضي عنها أكبر خديعة ترتكب في حق المجتمع. فالغشاش في الامتحانات أو في أي مجال كان، لا يتوقع منه أن يكون أمينا ومستقيما وفاضلا، ذلك أن الفضيلة تعني استعداداً لفعل الخير ورد الشر ونبذ الفساد.
والغش مصدر الظلم الاجتماعي، وضرب مبدأ تكافؤ الفرص، ذلك أن الغشاش يزيح من هو أكفأ منه وأكثر منه كفاءة واستعدادا، ليحل محله دون وجه حق.
وهكذا ينزل المستقيم والفاضل والأمين إلى الحضيض كلما طفا على السطح من كان مستعدا للغش والفساد، فينتشر الظلم في المجتمع، وتفقد الثقة بين الأفراد والجماعات، ويهيمن النزاع والشقاق على جميع المعاملات، وتنمو ظاهرة العنف والنهب والسرقة والسطو على ممتلكات الآخرين، فتتدهور العلاقات الاجتماعية وتقف حواجز متعددة أمام التنمية البشرية والرقي والتقدم الاجتماعي.
وكلما زادت ظاهرة الغش انتشارا، كلما رام الفرد، في المجتمع، الانزواء والانطواء على نفسه، واتخذ من عنصري الحيطة والحذر سلاحا، واضمحلت قيم التكافل والتضامن، فيطال الفساد المعاملات والتعامل مع الآخرين.
والغش مصدر انتشار الأمراض والأوبئة الاجتماعية الناتجة عن ممارسات خسيسة في المعاملات التجارية والمهن الاجتماعية والاقتصادية والفلاحية والصناعية والخدماتية، تسهم في تخلف المجتمع عن مواكبة ركب الحضارة والتقدم، إذ تشهد المهارات الفردية والكفاءات العلمية والتكنولوجية انحدارا وتقهقرا.
.على سبيل الختم:
يعتبر الغش آفة اجتماعية ومصدر جميع الأمراض والأوبئة الاجتماعية تحول دون رقي وتقدم المجتمعات، ولذا وجب التصدي إليها ومحاربتها بكل الطرق والأساليب، أهمها في نظرنا:
إعادة النظر في أساليب الامتحانات وطرق التقييم التربوي وكيفية الالتحاق بالمؤسسات الجامعية ومؤسسات تكوين الأطر؛
تنظيم منتديات ولقاءات إعلامية وتوعوية في صفوف جميع المواطنين في جميع الأوساط الاجتماعية والمهنية مباشرة وعن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وعلى شبكة الأنترنيت؛
تفعيل المساطر والتشريعات وتطبيقها والضرب بيد من حديد على الغشاشين والمتلاعبين بالقوانين.