2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
سوسيولوجي: لهذه الأسباب يعتبر التلميذ المغربي “الغش” حقا من حقوقه

كثر الحديث هذه الأيام تزامنا مع الامتحانات التي تشهدها مختلف المسالك التربوية والتعليمية عن ظاهرة الغش، وما تلا ذلك من حوادث واعتقالات وتوقيفات في صفوف التلاميذ بسبب تورطهم، وتفانيهم في البحث عن أساليب جديدة ووسائل متطورة للغش والخداع في الأجوبة.
هذه الحوادث المتكررة كل سنة، وما يصاحبها من نقاش قانوني واجتماعي، دائما ما تدور حول زاوية محددة تتعلق بالزجر القانوني والتربوي، فيما النقاش الذي يطرحه بعض المتدخلين، تعداه إلى ما هو اجتماعي وسوسيولوجي باعتبار أن الأمر متعلق بسلوكيات سلبية وأخلاق ذميمة، لها نتائج خطيرة على تكافئ الفرص والتعليم ببلادنا.
لماذا يعتبر التلميذ الغش مهارة من حقه ممارستها؟
نقلت “آشكاين” سؤال الغش وتداعياته الاجتماعية والسلوكية على التلميذ للمحلل الاجتماعي والباحث السوسيولوجي محسن بنزاكور، الذي أكد أن اعتبار الغش مهارة اجتماعية وبالتالي القول بشرعيتها هو تصريح يجعلنا نتساءل، ما الذي يجعل التلميذ يؤمن بأن الغش مهارة وبالتالي من حقه ممارستها؟ وهو ما يرجع إلى ما نسميه بالقدوة في المجتمع المغربي.
وأشار المتحدث إلى “أن القدوة في المجتمع المغربي أصبحت تبرر الغش بشكل أو بأخر، وخير مثال على ذلك البرلماني الذي تم إيقافه وهو يغش، أضف إلى ذلك جرائم الأموال والشخصيات النافذة التي تغش في أعمالها، ولكنها لا تعاقب، لأن الإفلات من العقاب يعطي مثالا للتلميذ يحتذى به، وكأنه يقول، لماذا يفلت منها من هو صاحب نفوذ، ولا أفلت منها أنا الذي أريد فقط النجاح في الدراسة”.
واسترسل بنزاكور: “التلميذ يبحث عن التبرير لشيء غير مبرر، نتيجة تأثره بالقدوة التي تتمثل في والديه أيضا، فعندما يجد الإبن والده وأمه يفلتان من أخطاء الكذب مثلا، والغش في أمور أخرى، يصبح هو أيضا غشاشا ويبحث على أسلوب للإلتواء”.
شرعنة الغش
أبرز الأستاذ الجامعي في حديثه لـ”آشكاين” عن نفس الموضوع “أن المجتمع الذي يقدم قدوة سلبية للتلميذ هو السبب في شرعنة الغش، لدرجة إعطائه الصبغة الحقوقية، وبالتالي يصبح إشكال الإفلات من العقاب هو الذي يعطي الشرعية للتلميذ في الغش، ويصبح شعاره “من نقل انتقل، بل أكثر من ذلك يضرب الأستاذ في حالة منعه من الغش”.
وأبرز بنزاكور أن هذه القناعة تستمد شرعيتها أيضا من الواقع الاجتماعي، الذي ينجح فيه الغشاش ويفشل فيه المجتهد، بل أكثر من ذلك يصبح المجتهد والعامل المجد غبيا، مدعوا للسخرية والغباء لأنه يعمل بجد ولا يعرف أساليب الخداع”.
ونبه الأستاذ الجامعي إلى أن بعض الآلات الرمزية، أو الجهات المخول لها إنجاح او إفشال الممتحنين، هي نفسها تزكي الغش، لأنها لا تعتمد على أساليب موضوعية، وهو ما يزكي ظواهر أخرى كالرشوة، والساعات الإضافية، وبالتالي فإن كل مواطن في ظل هذه الزوبعة إذا أراد النجاح تصبح لديه قناعة راسخة بأنه يجب أن يغش إذا أراد ذلك، وهي مسألة خطيرة جدا”.
وختم بنزاكور حديثه قائلا: “إذا أردنا الحديث عن الغش، لا نعني به التلميذ وحده لأنه منتوج لمنظومة قيمية وتعلمية فاشلة، نتحمل فيها جميعا المسؤولية ، لأنه أيضا لا يتم امتحان التلميذ في قيمه الفهمية والمهاراتية، ولكن نطلب مه عرض ما حفظه في الدروس فقط”.
للأسف لم أجد في الحوار أي عمق
بل فقط ترديد لما يقال في وسائل الإعلام وعلى لسان العامة
والأخطر هو اعتماد الدكتور على إشاعة لم يتم التحقق منها و أقصد هنا واقعة البرلماني الذي قال بأنه ضبط وهو يفش ( معلومة فير صحيحة) و حكم عليه بالتالي بأنه غشاش في ضرب صريح بمبدأ قرينة البراءة
والله أعلم
المذهلة ان العقوبات احكام زجرية بالنسلة لغش الطلبة في الامتحان. اما سرقة اموال الدولة تسمى عقوبة عادية ولم يعاقب عليها. انها بلد المتناقضات.