2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
عقارب وأفاعي قاتلة تحل ضيفة على المواطنين مع حلول الصيف

يرتقب الحقوقيون، مع حلول فصل الصيف، تطبيق وزير الصحة قرارها بإعادة فتح وحدة إنتاج الأمصال ضد سموم العقارب والأفاعي بمعهد باستور المغرب، بعد إغلاقها لمدة طويلة تحت ذريعة عدم جدوى وفعالية الأمصال ضد سموم العقارب والأفاعي، التي تحل ضيفة على عدد من المواطنين وتفتك بحياة من وجدته في طريقها. حيث كشف هؤلاء أن المستشفيات بالمغرب بما فيه مصحات بالقطاع الخاص لا تتوفر على مصالح العناية المركزة ووحدات المعاش، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات سنويا، وهذه السنة بدورها سجلت حالات وفاة، آخرها طفل في 11 من عمره.
معهد باستور المغلق.. المنقذ الوحيد
وتتجدد المطالب بتخصيص ميزانية خاصة لمعهد باستور الدارالبيضاء وطنجة والمعهد الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، لاقتناء تجهيزات مختبرية وتكنلوجية حديثة والمستلزمات الطبية والمواد الضرورية للإنتاج الأمصال واللقاحات والمواد البيولوجية والقيام بتجارب أولية لتأمين جودتها وتقييم النتائج، وإخضاع عملية الإنتاج للتجربة والتقييم والاستفادة من تجارب الدول الرائدة في المجال وتكوين وتأهيل الأطر العاملة بالمعهد وتحفيزهم وتطوير وسائل الرصد واليقظة الدوائية وفقا للمعايير والممارسة الدولية وإدارة المخاطر لضمان سلامة الأدوية واللقاحات والأمصال والأمن الصحي للمواطن المغربي
في هذا السياق، أشار علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، إلى أنه سجل الموقف الإيجابي لوزارة الصحة بإعادة النظر في مواقفها من إعادة إنتاج الأمصال، مع الضغط على الحكومة لتغيير موقفها ودفوعاتها من فعالية الأمصال، التي قال إنها غير مبنية على دراسة علمية حقيقية، ما أنعش لوبيات وتجار صحة المجتمع حيث تم إغلاق وحدات الإنتاج بمعهد باستور المغرب الذي يتخصص في صناعة وإنتاج اللقاحات أو الأمصال أو مشتقات الدم أو جنيريك أدوية ضرورية.
المغرب متخلف مقارنة بدول الجوار
ولفت لطفي، إلى أن دولا مجاورة أو مشابهة على مستوى البيئة والمناخ والتي تعيش فيها وتتكاثر أنواع مختلفة من العقارب والأفاعي السامة وخاصة في فصل الصيف، تعمل على حماية مواطنيها بإنتاج الأمصال المعادلة لسموم الثعابين والعقارب في البلاد، بمختبراتها ومعاهدها الصحية بنتائج علاجية مهمة وبجودة عالية ودون أن تكون لها مضاعفات جانبية يمكن أن تشكل خطرا على المستفيد منها.
لوبيات ومستهترون بصحة المغاربة
وتجدد المعركة ضد ما يعتبرهم الحقوقيون مهندسي خوصصة القطاع الصحي والمستهترين والمتاجرين بصحة المواطن الفقير وحياته. حيث قال لطفي، في بلاغ له، إنه ولفترة طويلة قدمنا فيها ما يكفي من الحجج، معززة بالمعطيات العلمية وبالتجارب الناجحة لعدد من الدول المنتجة للأمصال ضد سموم العقارب وخاصة دول أمريكا اللاتينية والخليج العربي وافريقيا وتونس والجزائر وايران، وكان مطلبنا يتمثل في إعادة فتح وحدة إنتاج الأمصال بمعهد باستور المغرب لأجل انقاد أرواح المصابين وتفادي ارتفاع نسبة الوفيات بسبب لسعات العقارب التي لازالت إلى يومنا تحتل المراتب الأولى على مستوى التسممات وفق معطيات المركز الوطني لمحاربة التسمم حيث يسجل المركز سنويا 000 .30 لسعة، وما يقارب معدل 100 وفاة، 95% من هاته الوفيات هم أطفال دون سن الخامسة عشر والمسنون دون مناعة. كان من الممكن تفادي نسبة كبيرة منها لو تم توفير الأمصال بالمراكز الصحية القروية والحضرية ومستشفيات القرب.
جهة مراكش الأولى في عدد الحالات
في آخر تقرير للمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، سجل 30 ألف حالة لسعة عقرب العام الماضي، 70 في المائة منها بالقرى، ليعرف المعدل ارتفاعا مقارنة مع 2016 التي بلغ عدد الحالات المسجلة خلالها أكثر من 27 ألف حالة. وأشار التقرير إلى أن أعلى معدلات لسعات العقارب تسجل بجهة مراكش آسفي بنسبة 28.5 في المائة، ويرتفع بها متوسط الوفيات بسبب لدغات العقارب، ليصل إلى 25 حالة وفاة في السنة. وتحل جهة سوس ماسة في الرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات بنسبة 21 في المائة، ثم درعة تافيلالت بنسبة 15 بالمائة.
وحلت جهة خنيفرة بني ملال في الرتبة الرابعة، بنسبة 14 في المائة، بعدها جهة الدارالبيضاء سطات بنسبة 10 في المائة، فجهة فاس مكناس بنسبة 2 في المائة.
من حق الضحايا مقاضاة الحكومة
دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة المواطنين المغاربة ضحايا لسعات العقارب إلى رفع دعاوى قضائية ضد الدولة المغربية ووزارة الصحة، في حالة الوفاة، بسبب “الإهمال والتقصير وعدم القيام بمسؤولياتها وواجباتها وعدم تقديم مساعدة لشخص في خطر”.
وطالبت الشبكة رئيس الحكومة بفتح وحدة إنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب والأفاعي واللقاحات بمعهد باستور المغرب، من أجل إنقاذ حياة الأطفال ضحايا لسعات العقارب، خاصة وأن فترة فصل الصيف تعرف ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بسبب غياب الأمصال المضادة لسُم العقارب. وبحسب المعطيات الرقمية الواردة في التقرير، فإن أكبر نسبة من حالات الإصابة بلسعات العقارب في المغرب تكون خلال الفترة ما بين يوليوز وغشت، بـ 75 في المئة من مجموع الحالات، بسبب ارتفاع وتيرة إنتاج العقارب للسم خلال هذه الفترة من السنة.