شقير لـ”آشكاين”: الملك سائر في طريق التخفيف من تكاليف الأنشطة المكلية

اعتبر المحلل السياسي محمد شقير، أن القرار الملكي الذي اتُخذ اليوم الثلاثاء القاضي بإلغاء احتفالات عيد ميلاد الملك محمد السادس، يرتبط بسلسلة القرارات التي يسعى من خلالها الملك إلى التخفيف من التكاليف المرتبطة بالأنشطة الملكية، مذكرا بأن الملك أمر بتحويل مصاريف الاحتفال بعيد العرش إلى مشاريع اجتماعية.

وذكرت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة قبل قليل أن “جلالة الملك يصدر أمره المنيف بأنه سوف لن يقام، ابتداء من هذه السنة، الحفل الرسمي بالقصر الملكي احتفاء بعيد ميلاد جلالته السعيد والذي جرت العادة إقامته يوم 21 غشت من كل سنة”.

بحسب شقير، وفي حديث مع “آشكاين”، يرتبط إلغاء احتفال عيد ميلاد الملك بثلاثة عوامل، أولاها أن هذه الاحتفالات تدخل في سياق سياسة كان نهجها الملك الراحل الحسن الثاني في إطار صراعه مع المعارضة، حيث كان يعمل على تقوية حكمه من خلال مظاهر مخزنية وسلطوية، وهو ما جعله يحيط كل احتفالاته بمظاهر العظمة ومظاهر الشخصخة السلطانية، وهو ما يختلف فيه مع الملك الحالي.

العامل الثاني، بحسب شقير، هو أن أسلوب الملك محمد السادس يختلف عن سلفه الحسن الثاني، حيث يعمل الملك الحالي بصمت ويتجنب كل مظاهر الشخصنة.

وأضاف شقير أن هذه الاحتفالات (عيد العرش، عيد الشباب، ثورة الملك والشعب) والمتقاربة في ما بينها من حيث التاريخ كلها مظاهر أضحت تكلف ميزانية الدولة، مشيرا إلى أن الملك حينما يبلغ 54 سنة ويحتفل بعيد الشباب، فإن ذلك فيه نوع من عدم التناسق على  المستوى الفكري والشخصي.

وخلص شقير في تصريحه لـ”آشكاين” إلى أن كل هذه العوامل جعلت الملك يقدم على اتخاذ قرار إلغاء الاحتفال الرسمي بعيد ميلاه، بالرغم من أن هذه الإشارات بدأت منذ توليه الحكم، مبرزا أن الملك يمكن له الاحتفال بعيد ميلاه المقرون بعيد الشباب بدون مظاهر رسمية عمومية على غرار ما يتم العمل به للاحتفال بعيد ميلاد ولي العهد، وذلك في إطار شخصي والتمييز بين الجانب الرسمي والشخصي.