2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هازارد يقود ثورة زيدان في ريال مدريد

بوصول البلجيكي إيدن هازارد إلى صفوف ريال مدريد ليكون مرجعا لمشروع جديد وليتسلم إرث القميص رقم 7 الذي خلعه كريستيانو رونالدو قبل عام لم يعوض أحدا خلاله رحيل “الدون”، يشهد الفريق الملكي ثورة غير مكتملة بعيدة عن طموح وتصور المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي يتطلع إلى مزيد من التغييرات.
وفي ظل وجود حاجة ملحة لمحو الصورة البائسة التي قدمها النادي في “عهد ما بعد كريستيانو” طوال موسم باهت خرج منه الفريق خالي الوفاض بدون تحقيق أي لقب، تعهد زيدان بإجراء العديد من التغييرات لدى عودته مجددا إلى سانتياجو بيرنابيو، وللمرة الأولى، تم منحه صلاحيات أكبر في عملية تشكيل الفريق من خلال تحديد من أصبحوا خارج حساباته ومن يراهم مناسبين لمشروعه من أجل تطوير أسلوب اللعب في القلعة البيضاء.
لكن مع تبقي أيام قليلة على انطلاق الموسم الجديد في إسبانيا، لم يحصل المدرب الفرنسي على أكبر أمنياته المتمثلة في استقدام مواطنه بول بوجبا (مانشستر يونايتد)، في الوقت الذي ما يزال فيه لاعبون آخرون لا يدخلون في حساباته، مثل الويلزي جاريث بيل والكولومبي خاميس رودريجيز، موجودين بالفريق على الرغم من أنه طلب رحيلهم بشكل شبه علني.
وأثّرت قرارات “زيزو” حتى الآن على لاعبين شباب لم يجدوا لأنفسهم مكانا في مشروعه الجديد واضطروا للرحيل، مثل ماركوس يورنتي (أتلتيكو مدريد) وداني سيبايوس (آرسنال) وسرخيو ريجيلون (إشبيلية) وخيسوس باييخو (وولفرهامبتون واندررز)، وأثّرت كذلك على استمرار لاعبين من ذوي الثقل صنعوا التاريخ برفع كأس التشامبيونز ليغ لثلاثة مواسم على التوالي.
ووسط كل ذلك، أصبح هازارد في “السماء السابعة”، بحسب وصف اللاعب نفسه لشعوره بين صفوف الميرينجي، حيث يتطلع إلى رفع الكأس ذات الأذنين مع فريقه الجديد والحصول على الجوائز الفردية التي تُمنح لأفضل اللاعبين في العالم.
ففي إنجلترا، وجد أن مشواره مع تشيلسي بلغ نهايته وبات يشغله الآن تحد كبير يتمثل في إعادة الملكي إلى درب الألقاب واستعادة البريق الذي انطفأ مع فقدان الرغبة في تحقيق المزيد.
وسيساعد وصول مواهب شابة جاءت لتعزز مراكز كانت تشهد تراجعا في تحقيق الأهداف، فهناك فيرلاند ميندي الذي سيكون منافسا قويا للبرازيلي مارسيلو في مركز الظهير الأيسر، والشيء نفسه بالنسبة لميليتاو في منطقة قلب الدفاع التي يتشاركها سرخيو راموس والفرنسي رافائيل فاران، في حين جاء الصربي لوكا يوفيتش لإسناد الفرنسي كريم بنزيمة، فضلا عن مراهنة النادي على نجوم صاعدين مثل الياباني تاكيفوسا كوبو والبرازيلي رودريجو، رغم أن هذا الأخير تعرض لإصابة مؤخرا.
وبانتظار تحركات في اللحظات الأخيرة عقب فترة تحضيرية مليئة بالشكوك، وفي ظل وجود حاجة للحصول على خدمات لاعب من أمثال الهولندي دوني فان دي بيك أو بوجبا أو البرازيلي نيمار دا سيلفا، استغل زيدان فترة الإعداد للموسم الجديد لإجراء تجارب زرعت مزيدا من الشكوك وانتهت دون التوصل لأسلوب محدد أو تشكيلة رئيسية معروفة ملامحها.
ويحتاج ريال مدريد إلى دفعة من الأمل والحماسة لم يجدها في مباريات الإعداد للموسم الجديد الذي لم يخرج منه سوى بانتصارين فقط (أمام فنربشخة التركي وريد بل سالزبورج النمساوي)، في حين تعرض لهزائم قاسية على رأسها السقوط المدوي أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة (3-7)، وأمام بايرن ميونخ وتوتنهام، في حين تعادل مع آرسنال وروما، برصيد أهداف عليه (18) أكثر من الأهداف لصالحه (14) في حصيلة غير مسبوقة في تاريخ النادي.
لكن يظل الخبر الأسوأ في فترة الإعداد للموسم الجديد، هو إصابة ماركو أسينسيو الخطيرة، ففي الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتوجه نحوه ليكون واحدا من أهم اللاعبين في الموسم الجديد، تعرض لقطع في الرباط الصليبي وفي الغضروف الهلالي بالركبة اليسرى، ما سيتسبب في غيابه عن الملاعب طوال الموسم تقريبا.
وفي ظل هذا الوضع، يحاول زيدان، الذي غابت عن وجهه الابتسامة وسط محاولات إعادة البناء التي شهدت تغييرات أقل من توقعاته، تجربة نظام لعب بثلاثة مدافعين لإعادة التوازن كبديل عن خطته الكلاسيكية 4-3-3، وذلك بانتظار معرفة نهاية “مسلسل نيمار” الصيفي أو وصول لاعب جديد وخروج آخرين لا يدخلون ضمن حساباته.
وعقب عام شهدت فيه جماهير القلعة البيضاء سقوط مدربين اثنين في زمن قصير-جولين لوبيتيجي والأرجنتيني سانتياجو سولاري-لم تدفع عودة “زيزو” الذي توج بكل شيء مع الريال قبل رحيله نهاية موسم 2017-2018، بتغيير في النتائج، علما بأن المدرب الفرنسي يدرك أن مضاهاة ما حققه بالفعل مع الملكي مهمة شبه مستحيلة، لكن عليه على الأقل تقديم مستوى أفضل في الليغا التي أعلن أنها الهدف الأهم الذي سيكون أكبر مصدر فخر له بعدما رفع الكأس ذات الأذنين لثلاثة أعوام على التوالي.
إفي