2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خبير رياضي دولي يتحدث لـ”آشكاين” عما ينقص النوادي والمنتخبات المغربية

يرى عبد المنعم الرمضاني، المدرب والمحلل التقني الذي يشتغل رفقة عدد من الأندية الأوربية، بشهادة من الاتحاد الأوربي لكرة القدم، أنه حان الوقت للاعتماد على محللين تقنيين في النوادي والمنتخبات المغربية، إذ ما أردنا تطوير أدائها وتنافسيتها، معطيا أمثلة لنواد أوروبية تجعلهم ضمن أطقمها الإدارية والتقنية.
الرمضاني الذي تطلب اتحادات دولية وده كالجزائر وعمان وبلجيكا حيث يشتغل مع خيرة الأكاديميات، يتحدث لـ”آشكاين” في هذا الحوار عن إمكانيات المغرب التي تسمح له بالاعتماد على المحللين التقنيين، وعن آخر التطبيقات المستعملة في المجال، مشددا على أن هناك كفاءات مغربية قادرة على قيادة هذا الورش بالاعتماد على خبراتها التي اكتستها مع نواد في أوروبا.
ما أهمية اعتماد الفرق على محللين تقنيين؟
ما يوضح أهمية التحليل التقني في الممارسة الكروية، والذي لا نعطي له أهمية في بلدنا، هو أن فرقا أوروبية أضحت تعتمد بقوة على المحللين التقنيين، بل منها من يتوفر على أكثر من 10، كلّ في مجال تخصصه (الدفاع، الهجوم، المرتدات…)، على اعتبار أنه ضروري لتطوير أداء الفريق.
لهذا نأمل أن تعتمد الجامعة الملكية على المحللين التقنيين، وإدراجهم ضمن دفتر تحملات النوادي، وإخضاعهم لتكوينات تتيح لهم نيل شواهد، عبر استقطاب لاعبين سابقين وأطر وطنية، ليكونوا الرجل الثالث في الطاقم التقني للفريق. هذا ما يتوجب علينا فعله الآن إذ أردنا تطوير كرة القدم الوطنية.
وهل نتوفر على المؤهلات البشرية الكفيلة بهذا؟
بالطبع، شريطة عدم التحدث من فراغ، وأن تكون هناك دراسة وتكوين مؤهل، بعيدا عن تحليلات الأستوديوهات التي تتعامل مع المباريات في علاقتها مع الجمهور، عكس المحلل التقني الذي يتوفر على وسائل الاشتغال اللازمة. إذ يعطي قراءات تقنية للمباراة يغفلها الجمهور، وحتى المدرب في بعض الأحيان. ولا يقتصر دور المحلل التقني على هذا، بل يدرس فريقه عبر حضور التدرايب والمعسكرات، ويحدد نقائصه، ويقدم عمله في حصيلة أسبوعية، لكي يتحاور بعدها مع المدرب في كل ما لاحظه، أي له دوران في الفريق، تدريبي واستراتيجي.
قد يتقاطع دوره هنا مع مساعد المدرب؟
لا، لأن له رؤية أخرى، بأدوات أخرى، إذ يجلس في دكة الاحتياط، ويرى ما لا يراه المدرب ومساعده، ولديه كامل الوقت لمشاهدة المباراة.
وأشير هنا كمثال، مستحضرا اشتغالي مع مسؤولي نادي روما الإيطالي، إلى أن مجموعة من المدربين يلجأون للمحلل التقني في الشوط الثاني، حيث يصغون لملاحظاته وحصيلة تقييمه التقني للشوط الأول من على المدرجات قبل أن ينزل إلى مستودع الملابس.
كفانا من عقدة المدرب والمكون الأجنبي. فلدينا مؤهلات وكفاءات بشرية كفيلة بأن تطور كرتنا الوطنية. فقط يجب تغيير العقليات والثقة في أنفسنا.
شخصيا اتصل بي مسؤولو أكاديمية موكرون تستفسر عن فيديوهاتي التقنية لتدريسها لمكونيها ولاعبيها فمنحتهم إياها. وكانت لدي رغبة في إدخال مشروع لمدينة بركان عبر عقد شراكات مع مدربين ومختصين أوروبيين لتقديم تكوين أكاديمي عبر الاستعانة بذوي التجربة، من أجل إعطاء الفرصة للمواهب والشباب والكفاءات والوجوه الجديدة، التي طالب الملك محمد السادس في خطاب العرش إلى ضرورة إعطائها الفرصة والاعتماد عليها.
وماذا عن اللوجستيك الذي يتطلبه الاعتماد على التحليل التقني؟
لقد كان التحليل في وقت سابق يجرى بالصورة فقط، قبل أن يظهر تحليل الفيديو المتحرك. وقد ساهم هذا التطور وجود تطبيقات متطورة وحديثة لا يمكن إلا أن تطور كرة القدم، والأمر لن يقف عند هذه الثورة التكنولوجية، إذ شخصيا قضيت شهورا لتعلم تقنية التحليل الدينامي، أي دون أن يحتاج الأمر إلى توقيف الفيديو، مع إدماج الصورة، وهي تقنية متطورة جدا. وبالتالي لدينا كل الإمكانيات التي توصلنا إلى مستويات كرة القدم الأوروبية.
إن هذا النوع من التحليل هو الذي يفرض نفسه، لأنه تجاوز النمط التقليدي من التحليل المعتمد على الاستوديو وتكرار التعابير والإعادة، إذ هناك محللون لا علاقة لهم بالرياضة يتحدثون من فراغ، عكس المحلل التقني الذي يعرض للمشاهد كل تفاصيل المباراة.
أكيد لن تعترضوا على تقديم خبرتكم لفائدة كرة القدم الوطنية وليس فقط الأوروبية؟
أكيد، وهذا فخر لنا، فهناك متخصصون مغاربة في هذا المجال. وبالحديث عن تجربتي، فقد أمضيت سنوات من التدريب والتكوين لأصل إلى هذا المستوى، وقد تلقيت دعوات من دول تريد الاستفادة من مؤهلاتي، آخرها الاتحاد الجزائري الذي طلب مني تمكينهم من تقنية التحليل بالفيديو (الدينامي)، لكن لا أستطيع، فبلدي أولى. وكنت على تواصل مع الاتحاد العماني حين تعاقد مع الهولندي بيم فيربيك المدير التقني السابق في المغرب، إلى جانب أكاديميات وفرق في بلجيكا وإيطاليا وغيرها.
هل راسلت الجامعة؟
نعم، عبر مراسلات بريدية. وعلى ذكر الجامعة، كنا نتمنى أن يتم استدعاؤنا إلى لقاء الصخيرات الأخيرة، لندلي بمقترحاتنا وأفكارنا، مادامت الجامعة منخرطة في أوراش تطوير الممارسة الكروية ببلادنا.
ولا يفوتني أن أشير هنا إلى العائق الذي يعترضنا هنا، هو أنني حاصل على شواهد عليا معترف بها من طرف الاتحاد الأوربي لكرة القدم، لكن رغم ذلك يُطلب أن أجري تكوينات أسبوعية فقط إذا أردت الحصول على شواهد أقل مما تحصلت عليه بعد سنوات من الاختبارات والتكوينات في أوروبا.
يمكننا أن نوفر ما يلزم إذا أردنا تطوير كرتنا عبر تحليلها وتشخصيها تقنيا، فالإمكانيات موجودة، ولدينا شباب مؤهل سنصنع له فرصا للشغل، شباب قادر على التعاطي مع التطبيقات الحديثة.
أخيرا، بما أنك من محبي فريق نهضة بركان، وتتابع كل أخباره وتحلل أداءه، ما حصيلة الفريق بعد انفصاله عن الجعواني؟
أتمنى أن تكون الإدارة الجديدة في المستوى الذي وصل إليه الفريق، فهو بطل كأس العرش، ووصيف دوري الكونفدرالية الإفريقية، وأصبح معادلة صعبة في الدوري الاحترافي، بفضل عمل رئيسه السابق ومسؤوليه الذين نهجوا مخططا للنهوض بالفريق منذ كان ضمن الهواة وقد نجحوا في ذلك.