لماذا وإلى أين ؟

مسؤولية الوزير اعمارة في فاجعة الراشيدية

فواجع المغاربة لا تأتي فرادى، إذ لم يكتمل الشهر على وفاة 16 مواطنين دفنوا أحياءا وسط حافلة طمرت تحت أتربة إنجرفت بالحوز، حتى جرفت مياه الأمطار حافلة بالراشيدية مخلفة 17 قتيلا و6 مفقودين. ورغم أن القدر هو سيد الموقف، إلا أن مسؤولية وزارة التجهيز والنقل، قائمة، لعدم إتخاذها وسائل الوقاية لحماية أرواح المواطنين وهم يشدون الرحال عبر طرق مهترئة وقناطر ضيقة، في أحوال مناخية متقلبة.

ولاشك أن وزارة التجهيز والنقل، تتحمل جزءا من المسؤولية  في فاجعة الراشيدية، لأنه كان يفترض فيها أن تتخذ وسائل الحيطة والحذر لتأمين الطرق الوطنية، في هذه الفترة التي تتميز بتقلبات مناخية وهبوب رياح وأمطار رعدية، خاصة بعد حادث ملعب تيزرت الذي أودت فيه السيول بعدد من المتفرجين.

فبدلا من أن ينتظر عبد القادر اعمارة الأوامر للتوجه نحو مكان فاجعة الراشيدية، لأنه لم يكلف نفسه سابقا عناء زيارة مكان حادث الحوز أو عيادة جرحاه أو مواساة عائلات القتلى، كان عليه أن يبادر بنفس إلى إعمال إختصاصاته في السهر على صيانة وترميم المسالك الطرقية، عند بداية كل سنة والتدخل القبلي لتجنب وقوع الحوادث، كقطع الطرق بسبب الأحوال الجوية، ناهيك عن ضرورة وجود وزارته في جاهزية عالية للتدخل عند وقوع إنجراف للتربة أو فيضانات تعرقل حركة السير والجولان.

الوزير اعمارة، الذي جهز مكتبه داخل الوزارة التي كان يشرف عليها سابقا بغرفة للنوم، يبدو أنه أدمن عن الراحة والكسل وسط دوامة الفواجع التي يهز على وقعها المغاربة، ولا يدري بأن عدم تحمله لمسؤوليته وربما عدم كفاءته، يتشارك مع القدر في فهذه الفواجع، لأن الله لا يرد القضاء لكن يلطف فيه، واللطف يكون بقيام الإنسان بواجباته، ويساهم بشكل كبير في إرتفاع عدد ضحايا حوادث السير، الذين فاق عددهم، عدد ضحايا الإرهاب في بعض دول الشرق الأوسط.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

3 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حنظلة
المعلق(ة)
11 سبتمبر 2019 11:20

ما على النيابة العامة إلا أن تلقي القبض على القدر ويحكم القاضي عليه بالشنق حتى الموت
هكذا سيكون ضمير المسؤولين مرتاحا ويستمرون في تهورهم

أحمد التوري
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2019 19:48

المشكل المطروح هو أن بعض القناطر تستلزم إعادة النظر في القناطر المشيدة قديما و التي تشكل دائما خطرا على المسافرين لأن منسوب المياه يفوق ارتفاعه سطح القنطرة مما يؤدي إلى كوارث كالتي شهدها بلدنا ، و تسببت في خسائر في أرواح . يجب على المسؤولين أن ينكبوا بكل حزم من أجل إعادة تجهيز و تشييد كل القناطر التي يحتمل أن تسبب في سقوط ارواح أخرى . وختاما ، أظن بأن مأساة الرشيدية يتحمل فيها كل من سائق الحافلة عن تهوره و سيادة وزير التجهيز ووالنقل النقل عن تهاونه .

أعلولال
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2019 19:36

المسؤولية يتحملها السائق المتهور الذي اسار بالحافلة وسط الخطر الذي كان يمثله المياه المتدفقة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x