لماذا وإلى أين ؟

قياديون بيجيديون يتهمون العثماني بـ”الترضيات” في تشكيلة “مؤسسة الخطيب”

بمجرد وضع اللمسة الأخيرة على “مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات”، التي تروم المساهمة في وظائف التفكير السياسي ودراسة السياسات العمومية، بتعيين سعد الدين العثماني رئيسا للمؤسسة ولحسن الداودي نائبا له، وعمر الخطيب نائبا ثانيا للرئيس. احتد النقاش بين “الإخوان” حول التشكيلة وأسباب اختيار أسماء دون أخرى، بشكل أخرج قيادات بارزة عن صمتها.

بلال التليدي كان أول من انتقد التشكيلة، متسائلا حول معنى استدعائه لحضور اللقاء التأسيسي للمؤسسة بصفته عضوا مؤسسا، قائلا إنه لم يحضر أي لقاء تحضيري، وليست لديه أي وثيقة أو ورقة حول هذه المؤسسة ولم يُبعث إليه على البريد الإلكتروني شيء يدله على هوية هذه المؤسسة وأهدافها ومبادئها، وأضاف: “كيف يتم حسم الرئيس (العثماني) قبل أن يتم المصادقة على القانون الأساسي؟”.

وزاد في انتقاده قائلا في تدوينة: “وجدت مهزلة لا تليق بشخصية الدكتور الخطيب، ولا تناسب المعاني الكبيرة التي تضمنتها الرسالة الملكية الموجهة لهذا الاجتماع التأسيسي. قانون أساسي لم يناقش، أسماء متوافق عليها سلفا، تعديل القانون الأساسي مرتين بعد المصادقة الأولية عليه، اقتراح أسماء، كثير منها لا علاقة له بالبحث العلمي. توافقات وترضيات كما ولو كان الأمر عبارة عن تقسيم غنائم. مهاترات ومجاملات، وتصفية حسابات ضيقة تحت الحزام. صوت من صوت، وانتهت الحفلة”.

وأكمل هجومه على البيجيدي: “في حزب مثل العدالة والتنمية الذي أعرفه، لا يمكن أن تخرج من لقاء يناقش قانونا أساسيا إلا بعد أن يطيخ دماغك مرات ومرات، من أجل أن يحصل قدر من التوافق، ويمر القانون بالتصويت المتقارب بين مؤيديه ومعارضيه… أصبحت أشعر حقيقة أني في حزب تغيرت علي ملامحه التي كنت أعرفها. ولذلك، أعترف أني أخطأت لما قررت الحضور، فأنا لا أقبل المشاركة في مسرحية عبثية، ولا أقبل أن يكون اسمي ضمن لائحة الأعضاء المؤسسين. لأني لم أؤسس شيئا، ولم أشارك برأي، ولم أر رائحة البحث العلمي في هذا اللقاء. فرجاء احذفوني من لائحة الأعضاء المؤسسين، فلا أبارك عملا ينتسب للبحث العلمي من هذا القبيل ما دمت في الحياة. والمجد والبطولة لرمز الوطنية الدكتور عبد الكريم الخطيب”.

موقف التليدي راق القيادية ماء العينيين،  إذ ردت عليه عبر الفايسبوك قائلة: “ترددت في مشاركة تدوينته لكوني اخترت منذ مدة عدم الخوض فيما يجري داخل الحزب من تحولات تنظيمية ومنهجية تحتاج إلى تتبع ونقد ناضج وعقول كبيرة تناقش الأفكار وتنأى عن الأشخاص وتصفية الحسابات الصغيرة بأفق ديمقراطي واع”.

وأضافت: “ولأني وعيت أن شروط هذا النوع من النقاش صارت تنتفي تدريجيا داخل الحزب في تتبع وحسرة صامتين من لدن الكثيرين، تجنبت أي نوع من إبداء الرأي وهو أمر مخالف لوظيفة المناضل الحر كما فهمتها ومارستها وأديت ثمنها”.

واعتبرت أن تدوينة التليدي “تحتاج وقفة ومناقشة من طرف مناضل لا يمكن أن يزايد أحد على نضاليته وحضوره بفكره وقلمه في كل المحطات التي مر منها الحزب، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع ما يطرحه للنقاش إذا كنا فعلا ديمقراطيين ونحن ندعو الدولة ودوائر السلطة لتبني الديمقراطية في خطابنا صباح مساء”.

جدير بالذكر أن الجلسة الافتتاحية للجمع العام التأسيسي لهذه المؤسسة تميزت بإلقاء الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في الجمع، والتي تلاها سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حنظلة
المعلق(ة)
16 سبتمبر 2019 11:17

حزب خفافيش الظلام يتعامل دائما بمنطق الغنائم…إذ يخيل إليه أنه لا زال يعيش في عصر الغزوات الإسلامية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x