خبراء يكشفون أسباب نفوق المئات من الأسماك بواد ماسة
بعدما أثار نفوق المئات من الأسماك في واد ماسة نواحي اكادير مخاوف كثيرة تنذر عن قرب وقوع كارثة بيئية، كشف خبراء مغاربة متخصصون في المجال البيئي الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة.
الخبراء الذي التئموا في جميعة “بييزاج” للبيئة والثقافة أصدروا تقريرا مفصلا عن الواقع،ة حيث أكدوا “أن ظاهرة نفوق أسماك “البوري”، مرتبط أصلا بالتغيرات المناخية ووقعها الحاد على منطقة سوس ماسة ككل والتي من خلالها تحول الوادي إلى مجموعة مستنقعات راكدة نتيجة تركد المياه في عدة مقاطع إلى ما يشبه بركة آسنة عبارة عن مستنقعات تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع خصوصا الأوكسجين.
تقرير “بييزاج” أشار أيضا أن انعدام حركة وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي التي تمكن من تفاعل طبيعي ينتج معه حركية ودوران سلس وتبادل للغازات اللازمة لحياة مجموعة من الأنواع الأحياء مثل أسماك (البوري Mulet)، تفضي إلى موتها التدريجي أو بشكل جماعي.
واعتبر التقرير ، “أن الارتفاع المهول والكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة هو العامل الأساسي لنفوق الأسماك بينما تفر الضفادع لقدرتها على التأقلم خارج الماء، وليس السبب التلوث بمواد سامة أو سوائل قاتلة وهذه الحالات تكون عادة في المياه الراكدة التي تنخفض فيها نسبة الأوكسجين بشكل حاد ويتغير لون الماء وتتكاثر أنواع جديدة من البكتيريا وبالتالي تقضي على الحياة تدريجيا إلى أن تجف البركة بفعل الحرارة والجفاف.
وأورد التقرير أيضا ، أن انعدام جريان المياه بشكل متواصل بالوادي نتج عنه انعدم تدفق المياه من سد يوسف بن تاشفين المتواجد بالأطلس الصغير وهو المزود الأساسي والرئيسي للمياه الصالحة للشرب بمناطق تزنيت واشتوكة أيت بها وباقي المناطق المجاورة”
وكشف التقرير أن حقينة السد أصبحت جد متدنية وتكفي فقط لسد الاحتياجات الأساسية للماء الصالح للشرب بينما الفلاحة ستصبح هي الأخرى أول ثاني المتضررين حيث لا تتعدى الاحتياطيات 15 بالمئة، وهي أدني النسب المسجلة بهذا السد، مما يدل على ثقل مشكلات الماء المطروحة بحدة بجهة سوس ماسة.
ووفقا للتقرير ذاته، فقد قامت عدة لجان تنتمي لعدة مؤسسات بزيارات وتسجيل محاضر وأخذ عينات لمياه الوادي والسمك النافق لأجل تحليلها ودراستها، ونخص بالذكر الفرقة البيئية للقيادة الجهوية للدرك الملكي بأكادير، والمكتب الوطني للصيد البحري، والمديرية الجهوية للتنمية المستدامة والسلطات المحلية والمنتخبة، حيث تم جمع الأسماك النافقة والتخلص منها بدفنها درئا لكل خطر قد يهدد الصحة العامة، عبر تعفن أو تناول هذه الأسماك من طرف الإنسان أو الحيوانات، مما قد يؤدي إلى كوارث أخطر.
باختصار دليل قاطع على الفشل الذريع في جميع المجالات بدون استثناء نتيجة إسناد الامور لغير أهلها بإرضاء التحالفات الحزبية وشكرا