وزير سابق: الظلاميون ليسوا هم من بعثوا بالفريق الأمني لاعتقال الريسوني وبوعشرين

قال محمد الأشعري، وزير الثقافة والاتصال الأسبق والقيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن “أغرب ما قرأت حول القضية المؤلمة للصحافية هاجر الريسوني بتوقيع أديب مغربي معروف وهو الطاهر بنجلون أن الظلاميين يحتجزون مشروع الحداثة، والحال أن الظلاميين على الأقل في الصيغة المتعارف عليها دوليا ليسوا هم من بعثوا بالفريق الأمني الذي اعتقل هاجر الريسوني، والفيلق الرهيب الذي اعتقل من قبل بوعشرين”.

وأضاف الأشعري، خلال حضوره في متدى  وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الثلاثاء 17 شتنبر الجاري، في موضوع “واقع الصحافة بالمغرب”، أن “الدولة التي تعتقل هي الدولة التي تحارب الظلاميين في تجلياتهم السياسية وفي خلاياهم النائمة”، معتبرا أن “هناك من يدعي اليوم في بلادنا أن الحريات الفردية وحرية المعتقد وحرية الصحافة لا يعرقلها اليوم لا وضع سياسي جامد ولا تشريع متخلف بل تمنعها رجعية المجتمع ومحافظته في مقابل دولة مستعدة وقابلة ومتفتحة ولكنها لا تريد زراعة الفتنة بإجراأت جريئة وصادمة”.

ويرى الأديب والشاعر المغربي، أن “الحرية ليست فيها مكتسبات نهائية بل  بناء مستمر وإعادة بناء مستمر وحتى في الديمقراطيات العريقة هناك دائما خطر الرجوع للوراء،  لذلك يجب ألا يعتبر أحد أن القول بأن هناك تراجعات إلى الوراء عندما نتحدث عن المغرب بأنه شتيمة أو سبة، بل إنها طبيعة الحرية وطبيعة الديمقراطية… ويجب أن نبقى دائما متيقضين لأن المتربصين بهذه الديمقراطية موجودين في كل وقت وحين”

وفي سياق متصل، أكد الأشعري على أنه “عندما يكون هناك نزاع عام داخل المجتمع فإن الإعلام العمومي يقف في صف، والصحافة الحرة تقف في صف آخر، وهذه الوضعية لا يمكن استيعابها فكيف يمكن للإعلام العمومي أن يقوم بدور ضابط شرطة؟ هذا يعود إلى عهد بائد”، مشيرا إلى أن “الإعلام العمومي يجب أن يقدم خدمة عمومية كما هو الحال في العديد من الدول وعلى رأسها بريطانيا، وأن يحتضن جميع الأصوات والتعبيرات”.

ويعتقد المتحدث “أننا نحتاج إلى جرأة سياسية من أجل إصلاح القطاع الإعلامي وأنا مؤمن بأن إشاعة مناخ إيجابي في الوضع الصحفي المغربي هو بداية الحل، واليوم أنا أشعر بأن هناك جوا محبطا في الوسط الصحفي، وهذا هو السائد في الصحافة اليوم، فليس هناك مناخ إيجابي لبناء مقاولات إعلامية قوية ومقنعة، وفي ذهن كل صحفي اليوم هناك إحساس بأن الوضع غير مشجع في هذا المجال”.