سعيد جداد: سنواصل الاحتجاج حتى يُرفع الإقصاء والتهميش على الفنان السوسي (حوار)

آشكاين: محمد دنيــــــا

سنوات عديدة يشكو الفنان السوسي، مما يسميه “الإقصاء والتهميش والحكرة”، ويُعبِّر عن ذلك في كل وقت وحين بمرارة تصدم القلب وتحبط النفس، عن طريق أعماله الفنية المختلفة، أو في خرجاته الإعلامية، أو من خلال بلاغات الهيئات النقابية التي ينتمي إليها، وربما أن كل آهاته بقيت كلها كالصيحة الخافتة في الوادي السحيق، لا يسمعها أحد، فاختار الإحتجاج ميدانيا.
إحتجاج الفنان السوسي، كان بحر هذا الأسبوع أمام مقر ولاية جهة سوس ماسة، تحت شعار كتب بجميع لغات العالم “كفى”، تعبيرا منهم على أن السيل قد بلغ الزبى، فإن لم يكن المسؤولون يفهمون “كفى” و”يودا” باللغات الرسمية للبلاد، فإن الإحتجاج أصبح يصدح ميدانيا بـ”stop” و”basta”. لأجل ذلك يستضيف الموقع الإخباري “آشكاين”، أحد الفاعلين في هذا الإحتجاج، رئيس المكتب الإقليمي للنقابة المغربية للفنون الدرامية بإنزكان أيت ملول؛ سعيد جداد.

بداية، لماذا هذا الاحتجاج؟

ببساطة لأن الوقت قد حان لنغير أسلوبنا النضالي، بعدما أحسسنا بنوع من التهميش والتمييز والإقصاء للفنان والفن الأمازيغي بصفة عامة، وهناك تراكمات سأجملها بشكل مختصر، أولا؛ كنا نطالب دائما ببناء مسرح بمواصفات عالمية، من أجل أن تعرض فيه جميع أشكال الفرجة بسوس، لكن للأسف؛ يكون الرد هو الإقصاء والإقصاء والإقصاء، ولا حياة لمن ننادي.
ثانيا، نطالب كذلك بتحسين وضعية الفنان، وعلى الأقل التكوين والتكوين المستمر للفنان، حيث قامت الوزارة ببناء محترفات للفنون الدرامية ومراكز التكوين في مختلف مناطقة المغرب، باستثناء جهة سوس ماسة؛ وهذا شيء خطير مَسًنا في العمق، وهناك كذلك هزالة دعم الإنتاج أو الترويج الفني، ورغم ذلك يقبله الفنان لأنه مصدر رزقه؛ رغم هزالته، لكن النقطة التي أثَّرت فينا كثيرا، هي دعوة الوزارة رواد الفن بالمغرب لحضور حفل، وإقصاء رواد الفن السوسي، ومباشرة بعد ذلك تم إصدار بطاقة الفنان لفئة دون أخرى، وهذا يؤكد أن هناك خلل بالوزارة.

لمن يقول الفنان السوسي كفى؟ ومن هذه الجهة التي همشته؟
بالفعل، الوقفة كانت تحت شعار “كفى” بكل اللغات، وأكيد أن الرسالة موجهة للدولة؛ لأنها تنهج سياسة معينة في ما يتعلق بدعم المجال الثقافي والفني، كما نقول كفى لوزارة الثقافة؛ باعتبارها الواصي الرسمي على القطاع، وهذا؛ لأننا نعتبر أن هذه الجهات اما أنها تمارس سياسة إقصائية ممنهجة ومقصودة ضد الفنان السوسي، أو أننا نعتبر الحيط القصير؛ الذي يمكن القفز عليه بسرعة.

لماذا نُظِّم الإحتجاج أمام مقر الولاية بدل مقر مندوبية وزارة الثقافة بأكادير؟

سؤال وجيه؛ لكن جوابه بسيط، حيث يقال إن شر البلية ما يضحك. هل تعلمون أين يوجد مقر مندوبية وزارة الثقافة بأكادير؟ بين أزقة ضيقة في موقع تستحي أن تقول إنه مقر مندوبية وزارة الثقافة، لذلك نظمت الوقفة أمام مقر الولاية لأنها تمثل وزارة الداخلية، وهذه الأخيرة هي القادرة على تبليغ إحتجاجنا.

هل تعتقد أن هذه الإحتجاجات سَتحلُّ بالفعل مشاكل الفنان السوسي؟

فنانو جهة سوس ماسة، يقولون بكل اللغات كفى، ويطالبون بمطلب وحيد؛ وهو تنزيل الجهوية الموسعة، نريد تفعيلا حقيقيا للجهوية، وإذا كانت المؤسسات عاجزة عن ذلك في المجال السياسي والإقتصادي والسياحي والتجاري، فإننا في المجال الثقافي والفني عازمون على الضغط من أجل تنزيل هذا المبدأ، لأنه الوسيلة الوحيدة لضمان عمل مستمر وعيش كريم للفنان، من جهة أخرى؛ فنحن عازمون على مواصلة جميع الأشكال الإحتجاجية، بطرق فنية مقبولة حتى يرفع الإقصاء والتهميش على الفنان السوسي.