لماذا وإلى أين ؟

هل حاول مزوار إفشال مخطط للصلح بين المغرب والجزائر؟

كأن التاريخ يعيد نفسه، فبعد سنوات من انتهاء المسار السياسي لحميد شباط الأمين العام السابق لحزب الإستقلال، إثر تصريحاته حول موريتانيا، يلقى صلاح الدين مزوار، نفس المصير بسبب حديثه على ضرورة إشراك الجيش الجزائري الماسك بدواليب السلطة للقوى الأخرى في الحكم.

لكن هل تصريحات مزوار تستحق كل هذا التقريع والتوبيخ من طرف السلطة والذي جسده بلاغ وزارة الخارجية؟

لا شك أن البلاغ الشديد اللهجة لوزارة الخارجية ضد تصريحات مزوار، تحكم فيه خلفيات لم يتم ذكرها في البلاغ الذي إعتبر ان مزوار “اعتقد أنه يتعين عليه التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر خلال مؤتمر دولي منعقد بمراكش، لكن “حكومة صاحب الجلالة تشجب هذا التصرف غير المسؤول والأرعن والمتهور”، ويمكن تحديد هذه الخلفيات في التالي:

1/ وجود مفاوضات مكثفة وجادة بين المغرب والجزائر لإعادة فتح الحدود البرية بين البلدين، خاصة مع تصاعد وإلحاح شعبي البلدين على هذا المطلب والذي ترجمته الاحتفالات المشتركة على دفتي الحدود إثر فوز المنتخب الجزائري بـ”الكان”، وكذا مع تراجع قوة بعض مراكز النفوذ في الجزائر والتي تكن عداء وكرها للمغرب وتعادي وحدته الترابية، كما هو الشأن لوزير الخارجية السابق ورئيس الحكومة السابق.

2/ التوقيت الذي هاجم فيه مزوار الجزائر يتزامن مع إحالة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على مجلس الأمن حول نزاع الصحراء المغربية، والذي يتضمن دعوة إلى رصد أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة بواسطة المينورسو، ما يعني أن تصريحات مزوار قد تدفع حكام الجزائر المنشغلين بحل مشاكلهم الداخلية، إلى محاربة المغرب بشكل كثيف في أروقة الأمم المتحدة، عبر دفع بعض أعضاء مجلس الأمن إلى إتخاذ مواقف معادية للمغرب.

3/ تنبؤ مزوار بسيطرة حركات الإسلام السياسي على المشهد السياسي للدول المغاربية، جعله يبدو مغردا خارج سرب السلطة التي صنعته وكلفته برعاية حمامة التجمع الوطني للأحرار قبل أن تسلمها لأخنوش لعل أجنحتها تغطي ضوء مصباح العدالة والتنمية، وتنجح فيما فشل فيه جرار الأصالة والمعاصرة الذي عطبت عجلاته بزجاج هذا المصباح سنة 2016.

إن ما حدث لمزوار شبيه بما وقع لبعض الأحزاب السياسية التي عاتبها الراحل الحسن الثاني، بسبب إتخاذها لموقف مخالف للموقف الرسمي إبان غزو صدام حسين للكويت في مطلع التسعينات إذ في الوقت الذي اتخذ فيه المغرب قرار التنديد بالغزو خرجت الأحزاب لمؤازرة العراق، فما كان من الحسن الثاني إلا أن قال: “ما عندي علاش نعول”.

فهل تكون نهاية مزوار كنهاية أي “متهور غير مسؤول وأرعن” يقود سيارته بسرعة واتجاه محظور عليه؟.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
دورتموند
المعلق(ة)
14 أكتوبر 2019 21:14

لو ان البلدين تجانسا وتحبا لما تجرأ عليهم احد ولا كانت اسبانيا ومثيلاتها ترتعدا خوفا ونعلم كيف تجرات على المغرب باسطولها بوقاحة في ذاك اليوم.
لكن لمن تقول هذا الكلام واصحاب القرار يخطبون ود فرنسا واسبانيا.
اما الصحافة فتفرقهم اكثر فاكثر.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x