الحسيني يكشف خلفيات زيارة وزير الخارجية الأمريكي

حل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس بالمغرب، في زيارة رسمية تكتسي أهمية بالغة وتؤكد الزخم القوي الذي يميز العلاقات الثنائية، وكذا الإرادة التي تحذو البلدين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية متعددة الأوجه التي تجمع بينهما.

وفي هذا السياق قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن هذه الزيارة تدخل في سياق العلاقات الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية. ليس فقط الآن، بل منذ زمن بعيد إذ أن الولايات كانت قد ربطتها بالمغرب أول علاقات دبلوماسية منذ سنة 1787 في عهد الرئيس جورج واشنطن والملك محمد بنعبد الله وإعتراف عندها المغرب بإستقلالها.

وأردف الحسيني في تصريح لـ”آشكاين”، أنه بعد إستقلال المغرب تطورت هذه العلاقة بشكل إيجابي، وذلك لرفض المغرب الإلتحاق بركب المتحالفة مع الإتحاد السوفياتي، ومنع الحزب الواحد في أول دستور له. لكن مع نهاية الحرب الباردة وغياب الصراع الإيديولوجي، أصبحت مواقف الولايات تعرف بعض التذبذبات التي ترتبط بمصالحها الحيوية بالأساس.

واسترسل المحلل السياسي، حديثه قائلا: لكن مع ذلك لاحظنا أن العلاقات أصبحت تسير، لا أقول تحالف، ولكن وتيرة من التعاطف الذي برز في السنوات الماضية بإقامة علاقات إقتصادية جد متطورة كمنطقة للتبادل الحر لكن رغم أنها كانت الثانية في العالم العربي بعد الأردن والأولى إفريقيا فإنها تنتج أثارها المتوخاة وذلك مع إختلال ميزان الأداأ ت والميزان التجاري بينهما.

أما من الناحية السياسية الإستراتيجية، يشيف الحسيني، فإنه يجب ألا ننسى أن المغرب أصبح يعتبر من طرف الولايات المتحدة شريك إستراتيجي خارج الحلف الأطلسي، وهذا في حد ذاته إمتياز، مشيرا إلى أن الطرفين يشاركان مع 14 دولة أخرى في مناورات الأسد الإفريقي التي تتاح فيها الفرصة للجنود المغاربة في أن يتدربوا على التقنيات الحديثة، ولا ننسى أن الولايات المتحدة هي أول مصدر للأسلحة للمغرب.

وتابع المتحدث أنه في السنوات الأخيرة ظهر ما يسمى بالحوار الإستراتيجي بين الطرفين ويتطور بإستمرار، كما أنه السنة 2018 إنعقدت دورته الرابعة في واشنطن بهدف تنسيق المواقف فيما يتعلق بقضايا الإرهاب والجريمة المنظمة.