لماذا وإلى أين ؟

قصة مؤثرة لطالب معاق أنهى الإهمال وعدم الاهتمام أحلامه بالبحث عن العلم

حكى طالب يعاني إعاقة قصته مع معاناته في ظل ضعف الولوجيات في الجامعات المغربية، بشكل أنهى أحلامه بعد مطاردتها سنوات من الإهمال الطبي وعدم اهتمام الوزارة الوصية بوضعيته.

يقول الطالب: “كنت مسجلا في سلك الماستر برسم السنتين الجامعيتين 2015-2016 و 2016-2017 وما يليهما من سنوات استدراك بكلية الحقوق بفاس ماستر القانون العقاري والحقوق العينية الفوج الأول .. شاءت الأقدار أن أمرض ليلة امتحانات الأسدس الثاني و دخلت في حالة غيبوبة لأيام استفقت بعدها لأجدني في حالة شلل ، مع العلم أني كنت مواظب على حضور كل حصص العام الأول و استوفيت السداسي الأول منه ولم يتبقى لي سوى السداسي الثالث و الرسالة لكن ظروفي الصحية منعتني من اجتيازهما في حينه بسبب الإستشفاء الذي دام أشهرا متتالية بين المصحة الخاصة والمستشفيات العمومية والطب العسكري ولي من الأدلة كل ما يتبث ذلك من ملف طبي متكامل و شواهد طبية كما أن من زارني في البيت و في المستشفى يمكنه تأكيد حالتي ” فالمرض ماكايتخباش ” كما يقال خصوصا إن تعلق الأمر بإعاقة”.

وتابع: “توالت السنوات و الوضع على نفس المنوال؛ تنقل بين المستشفيات و المنزل و حصص للترويض و غيرها من الإجراءات الصحية التي منعتني من الخوض في ملف الدراسة آنذاك .. إلى أن أقرّ الأطباء بأن حالتي تحتاج لمعجزة من أجل الشفاء التام فمضيت في رحلة أخرى لمعالجة مضاعفات المرض من اعوجاج قدمين و التهابات وطفوح جلدية و غيرها و التي ما زالت مستمرة الى اليوم وهي رحلة مرضِيّة متبثة بشهادة من وزارة الأسرة تؤكد إعاقتي الحركية الدائمة و التي أحتاج فيها لمرافق إن وددت التنقل، مع العلم أني لحدود الساعة لا أقوى على الجلوس في كرسي متحرك ما يعني أنه في تنقلاتي ينبغي أن أحمل من طرف شخصيْن على الأقل و لا بد من سيارة للإسعاف حتى أبقى ممدا على ظهري، كما أن كل خرجاتي لا تكون سوى للمستشفى لعلاج أعراض المرض، كل هذا دون الحديث عن نفسية المريض و التي تتبدل عند أول عارض غير مخطط الحدوث و ما يتبعه من تفاصيل مرهقة”.

رغم كل شيء، يضيف الطالب: “ورغم هذا الوضع الصحي الخاص عدت في ظل هذه الظروف للتمسك بملف دراستي لكنني للأسف لم ألق التعاون الذي كنت أبتغيه من لدن الإدارة التي كنت آمل أن تراعي القوة القاهرة التي حالت دون إمكانية حضوري للكلية و اجتياز الامتحانات لكن بدون فائدة ، و لم أكُ أسمع سوى بعض الأصداء الطيبة من لدن بعض الأساتذة الذين قدروا الظروف لكن زمام العلاقة بيني و بين الإدارة لم يكن لهم سبيل للتدخل فيها والذين أحترمهم على كل حال .. في كل مرة كنت أراسل فيها الإدارة كنت أتلقى بعض الوعود للنظر في وضعي الخاص لكن يبدو أنها لم تكن سوى وعود تسويفية بما يفيد ” ضبر راسك ماعندنا مانديرو لك”.

ويقول إنه حاول التعامل بحسن نية خصوصا مع حلول جائحة كورونا والظروف التي فرضتها، “وراعيت أن ما حل بالجميع سبق له أن حل بي منذ أول يوم استشفاء بعدما فاجئني المرض، بحثت عن مبررات لعدم معالجة وضعيتي كالقول بأن وقع الصدمة كان كبيرا و خلف آثارا على الأسوياء الأصحاء فما بالك بالناس المرضى و الأشخاص في وضعية إعاقة و أن الخطط تتبدل و بأن القيمة للأولويات التي باتت بفعل الجائحة على شفى حفرة ، لكن بلغ السيل الزبى عندما تقرر التكوين عن بعد و اجتاز طلبة الماستر امتحاناتهم دون الحضور للكلية و هو أكبر العراقيل التي حالت دوني و دون اجتياز ما تبقى لي من امتحانات أما ما تواجهني به الإدارة من كوني لم أعد مسجلا بالماستر فغير ذي أساس إن نحن علمنا أنه من حقي الإستفادة من وقف الآجال على اعتبار القوة القاهرة التي كنت فيها و ما زلت فوضعيتي في الماستر كانت موقوفة التنفيذ و حالة الطوارئ الصحية على سبيل القياس نصت في مادتها السادسة قبل التعديل على وقف سريان الآجال عندما حل الوباء”.

وأشار إلى أنه من “المعروف أن خدمة الطالب هي أساس تولي المناصب الإدارية والأحرى أن تكون مواقع المسؤولية مقررة لتدبير الحالات الطارئة و التعامل معها بالكيفية التي تكفل لأصحابها نفس حقوق الطالب في الوضعية العادية خصوصا و أني مقتنع بأن حلحلة ملفي الدراسي ممكنة بمقتضى كل ما درسناه عن القوة القاهرة و الحادث الفجائي و بفعل حالة الإعاقة و العجز التام عن الحركة الذي صرت إليهما ، و لا بد من الإشارة هنا أنه لم يسجل علي طوال مسيرتي الدراسية أن توسلت شيئا من الأساتذة أو الإدارة فالعلاقة كانت علاقة عادية لطالب بأساتذته بما تفرضه من احترام، و مرتفق بالكلية بما تفرضه من أعراف و انضباط، كما أن كل أساتذتي و أصدقائي يشهدون بجديتي في التحصيل العلمي، لكن يبدو أنه ” ماعنديش مّي فدار العرس ” لذلك فقضيتي أُقبرت و أُقبر معها طموحي، و لو أن لي “لوبي” يدافع عني مثل التقاطبات التي يدافع عنها البعض ممن له صوت في مواجهة الإدارة لوجد ملفي سبيله للحلحلة خصوصا وأننا في خضم تنزيل مقتضيات القانون الإطار للتربية و التكوين الذي يشاع أنه ييسر و يعزز ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة إلى الحق في التعليم.

وتابع: “ما تبقى مني وما تبقى لدي من جهد بالكاد يسعفني لمواجهة ما خلفه المرض في جسدي و نفسيتي إضافة إلى التردد المتكرر على المستشفيات بين الفينة و الأخرى و إجراء العمليات الجراحية لذلك فقضيتي بتفاصيلها وملف دراستي بحيثياته له رب عزيز يمهل و لا يهمل و له ترفع الشكاوى والمظالم.

وختم قائلا: “لكل ما سبق النصيحة لي نقدر نقول لكل واحد هي يحمد الله على صحته و يطلب الله يديم عليه نعمة الصحة و العافية أما المغرب ف تخطااك الصحة ماكاينش لي يعقل عليك و لو فأبسط حقوقك للأسف”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x