2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بعد ثلاث سنوات على حراك جرادة .. هل دار لقمان لا زالت على حالها؟

جواد التلمساني
لم يعد يفصلنا إلا بضعة أسابيع على الذكرى الثالثة لاندلاع الاحتجاجات بمدينة جرادة، أو “الحراك” كما يحلوا لنشطاءه وساكنة المدينة تسميته.
احتاجاجات المدينة العمالية، والتي كانت ذات طابع اقتصادي واجتماعي بالأساس، تجعلنا نتساءل اليوم، بعد مرور أكثر من سنتين ونصف من اندلاعها : ماذا تغير بالمدينة؟ وهل تحققت وعود الدولة تجاه الساكنة ؟ أم أن دار لقمان لا زالت على حالها، وتندر باندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات.
⁃ ماذا بقي من الحراك ؟
بعد مرور أكثر من سنتين ونصف على احتجاجات جرادة، وقضاء العديد من نشطاءها لعقوبات حبسية، على إثر ما اصطلح عليه بالأربعاء الأسود، وخروجهم بعدها بعفو ملكي، أصبح السؤال المطروح اليوم : ماذا بقي من “الحراك”؟ وهل ما زالت أسباب نزوله قائمة؟.
حسب عبد الصمد حبشي، الناشط السياسي والمعتقل السابق على خلفية احتجاجات المدينة “حراك جرادة كان بطبيعة اقتصادية محضة، وكان امتدادا موضوعيا لحراك الريف، وهذا ما يتجلى من خلال التقاطع معه في الجانب التنظيمي والشعارات، والأشكال التنظيمية…”
ويضيف حبشي في حديث مع “آشكاين” بأن “الدولة حاولت الاستجابة لمطالب الحراك، بعقد جلسات حوارية مع النشطاء والهيئات السياسية والنقابية بالمدينة، وقدمت مجموعة من الوعود والمشاريع الكفيلة بتغيير الواقع الاقتصادي بالمدينة؛ هاته المشاريع التي لا زالت الساكنة تطالب بالمزيد منها وتعتبرها غير كافية، وهو ما أدى للاصطدام والاعتقالات الأخيرة”.
وعن أسباب نزول “الحراك” يضيف محدثنا “بأنها فعلا لا زالت قائمة، ما دام الاستغلال العشوائي للفحم “الساندريات”، لا زال قائما، وهو السبب الذي أدى لاحتجاجات الشباب مؤخرا وما صاحبها من اعتقالات”
أما بخصوص أسباب خفوت الاحتجاجات بالمدينة يضيف حبشي”بأنها ترجع أساسا للخوف الذي طال الساكنة، وكثرة التخوين بين النشطاء، وعدم ثقة الساكنة في تغير احوال المدينة ووعود السلطة…”
وعود السلطة : ماذا تحقق؟
منذ انطلاق احتجاجات جرادة “الحراك”، عقدت السلطات المحلية والحكومية، مجموعة من الجلسات الحوارية مع كافة الفاعلين، ومنهم أساسا نشطاء “الحراك”؛ وذلك بغية التجاوب مع مطالب الساكنة التي لخصها الملف المطلبي ل”الحراك”.
يؤكد أحد المصادر لـ “آشكاين” (رفض الكشف عن اسمه) بأن “السلطات المحلية قامت بصياغة مخطط تنموي للمدينة يهم المشاريع التالية :
⁃ وحدة صناعية لتنقية القيمرون، توفر 2000 منصب شغل، تم انجازها ولكن لا تشغل سوى 600 امرأة.
⁃ وحدة صناعية لتدوير النفايات الطبية بكنفودة، توفر 21 منصب شغل، لم يتم اطلاقها.
⁃ وحدة صناعية لإنتاج البيض بكنفودة، توفر 30 منصب شغل، لم ينطلق العمل بها بعد…وغيرها من المشاريع.”
وحسب ذات المصدر “ تبقى الساكنة غير راضية عما أنجز بالمدينة، وأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمدينة لم يطرأ عليها تغيير كبير، كما أن مجموعة من وعود السلطة لم تتحقق للآن، ومنها مثلا : تجهييز 3000هكتار من الأراضي السقوية، توفر حوالي 3000 منصب شغل؛ كما لم يتم إنجاز الوحدة الصناعية لإعادة تدوير النفايات المنزلية”.
هذا؛ وقد عاشت مدينة جرادة، في الآونة الأخيرة احتجاجات جديدة، على خلفية موت أحد العاملين في آبار الفحم “الساندريات”، أدت إلى اعتقالات جديدة في صفوف مجموعة من النشطاء، وصلت حسب المحامي وعضو هيأة الدفاع، عبد الحق بنقادى، إلى 12 معتقلا، متابعون بتهم أساسها : التجمهر، وخرق حالة الطوارئ الصحية.
أتسائل بصفتي من ساكنة جرادة من أين اتيتم بالمعلومات المضمنة في تقريركم؟ الم يكلف الصحفي نفسه لزيارة الاقليم ورؤية ما يتم انجازه على ارض الواقع؟ هل أرسل الصحفي اسئلته الى السلطات من اجل معرفة البرامج التنموية وماذا تقدمها؟
كقارئ متتبع لموقع اشكاين ارجو من هيئة التحرير الاتصال بالجهات المعنية وكتابة تقرير متوازن يخص جرادة.
إذا كان بالإمكان الإجابة على السؤال المطروح في العنوان بطرح أسئلة أخرى نقول : هل تغَيَّر رقم معااملات المستثمرين في مآسي الساكنة ولو على حساب أرواح بعض شبابها ؟! ومامدى ارتفاعه ؟! وهل من آفاق للتغيير الحقيقي المنشود ؟!