سعيدة مليح
في ظل اعتماد المغرب لنظام “التعليم عن بعد” بعد تفشي فيروس كورونا، عمل كريم الحجوجي، مقاول في مجال البرمجة والإعلام، على تطوير نظاما تعليميا تكنولوجيا يعتمد على الواقع الافتراضي، لابتكار مدرسة افتراضية ثلاثية الأبعاد، معتمدا فيها على التقنيات المستخدمة في الألعاب التكنولوجية.
المقاول الشاب الذي ينحدر من مدينة القنيطرة، قال في عدد من اللقاءات، إن مبادرته جاءت “من أجل تحسين جودة التعليم المغربي وحل الكثير من النقائص البيداغوجية في النظام التعليمي”، وأنه يطمح من أجل اعتماد نظامه التعليمي المُبتَكر في التعليم العمومي”، غير أن طموحه هذا لم يصل مبتغاه، فاستقر به الحال للتعامل فقط -إلى حدود الساعة- مع بعض المؤسسات الخاصة، والتكوين في المجال الصناعي في مجال التكنولوجيا.
نص الحوار
ما هو الجديد الذي أتى به نظامكم التعليمي التكنولوجي المُبتكر؟
بداية أشكر موقع “آشكاين” على اهتمامه بمبادرة SCHOL vr النظام الذي عملت على تطويره يعتمد على تكنولوجيا الألعاب الإلكترونية وتكييفها لحاجيات التعليم، أي أن هذا النظام يعمل على اقتراح بيئة تعليمية افتراضية، الشيء الذي يجعلها جذابة بالنسبة للمتعلم، وغني بالرسوم ثلاثية الأبعاد، مما يجعل له القدرة على شرح أي معلومة، فضلا عن أنه يحاكي الطريقة التي يستوعب بها الدماغ البشري.
كما أن هذا النظام يعمل أيضا أن يكون بديلا للمختبرات التطبيقية، بتوفير مختبرات افتراضية تفاعلية، ونسعى أن تحل هذه التكنولوجيا المبتكرة كافة المشاكل التي شاهدناها خلال فترة الحجر الصحي، من قبيل التدريس عبر تطبيق “الواتساب” ووسائل التواصل العادية الأخرى، التي تقوى على جعل الدروس مملة.
كيف استقبلت الجهات الوصية على التعليم في المغرب فكرة تطويرك لنظام يدمج التكنولوجيات المستخدمة في الألعاب الإلكترونية في عملية التعليم عن بعد؟
لم يكن هناك أي تفاعل، مع العلم أننا كنا على تواصل مع أحد مستشاري وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بشكل شفوي، فانقطع الاتصال بعد ذلك. ونشير أن التعليم في المغرب يعاني مشاكل كبيرة قد تبدو معها أن مثل هاته التكنولوجيات التي نطرحها خيال صعب المنال، غير أنه من جهة أخرى نحن نؤمن بأن ما نطرحه من حل يجمع بين التكنولوجيا والإبداع الفني، وله القدرة لحل الكثير من إكراهات التعليم، واختصار المسافات لتطوير التعليم العمومي حتى نجسد بجدية الإرادة الملكية لتطوير هدا القطاع الحيوي.
كمقاول في مجال التعليم، ما هو تقييمك للوضع التعليمي المغربي المعتمد عن التكنولوجيا؟
استعمال التكنولوجيا في التعليم المغربي لا يزال في بداياته، وأغلب المشتغلين في الميدان اضطروا للاعتماد عليه مُكرهين فقط بسبب تفشي فيروس كورونا، وتم الاعتماد في ذلك على إمكانات ذاتية، وهنا أفتح قوس لتحية رجال التعليم الذين كانو جنود مجندة وعملوا وفقا لما يتوفرون عليه من إمكانيات خاصة.
وأشدد على أن التكنولوجيا المستعملة حاليا في التعليم لا زالت في بدايتها بشكل بسيط جدا، لا يمكن أن تكون جذابة للمتعلم وأن تكون بديلا للتعليم التقليدي، لكن هناك تكنولوجيات كالتي نطرحها لها القدرة على أن تكون بديلا للتعليم التقليدي، كما يمكن لها أن تكون فرصة لتطوير تقافة التعليم الذاتي.
هل يمكن القول إن اعتماد التعليم عن بعد كان ناجحا وأعطى ثماره؟
يمكن أن نقول إن التعليم عن بعد كان ناجحا فقط إن أخدنا بعين الاعتبار أنه كان الخيار الوحيد لاستمرار العملية التعليمية، لكن
بالنظر للإمكانيات والبدائل التي تطرحها التكنولوجيا فيمكن لعملية التعليم عن بعد أن تكون تجربة مختلفة وجذابة للمتعلمين، أما غير ذلك فهي تظل متواضعة.
غير أن ما كان مميزا بشكل فعلي هو ظهور حلول تكنولوجية من برمحة مبرمجين مغاربة للجواب على مختلف الحاجيات التي خلقتها الأزمة الصحية وقد أبانت أن للمغرب طاقات بشرية يجب العمل على تبنيها وتطوير إمكانيات بشكل أكبر، ليقوم المغرب بنقلة تكنولوجيا قد تحل كثير من مشاكله القطاعية .لذلك أتمنى أن يكون هناك تغيير في العقليات حتى يتمكن المغرب من الانفتاح أكثر على الطاقات الشابة التي تستطيع أن تطور مختلف الميادين اعتمادا على التكنولوجيات الحديثة.
ابتكار جميل و مفيد لاجيالنا ، كل الاحترام لك اخي كريم ، ان شاء الله افكاركم تصل الى مكاتب الاذان السامعة و العقول المنفتحة .