لماذا وإلى أين ؟

بنحمو: زيارة البوليساريو لموريتانيا تحمل ألغاما

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

أدى التقارب الموريتاني المغربي الذي عقب أحداث الكركارات الأخيرة، إلى تضييق الخناق الدبلوماسي والميداني على كل من جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر، إذ عملتا على التشويش على كل ما من شأنه أن يعزز أمن واستقرار المنطقة، محاولين نسف كل الجهود الرامية إلى إرساء الأمن

وبناء حل توافقي تنعم من خلاله المنطقة المغاربية ببلوغ الحلم المؤجل بتكوين اتحاد مغاربي صلب يجمع أبناء العمومة الذين فرقتهم الحدود.

وغير بعيد عما قامت به الجزائر بتقديم طلب عقد اتفاقية ثنائية مع ما يسمى “الحكومة المحلية” لمدينة مليلية المحتلة، بهدف إقامة خط بحري يربط ميناء الغزوات الجزائري بميناء المدينة المغربية المحتلة، أقدمت جبهة البوليساريو بتسليم الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، أول أمس، الاثنين، رسالة خطية من رئيس جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وكشف ما تسميه جبهة البوليساريو “وزير خارجيتها”، في صريح عقب الاستقبال، عن مضمون الرسالة، بقوله أنه كانت حول “آخر تطورات القضية الصحراوية وحول العلاقات الثنائية”، موردا، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الموريتانية(غير رسمية)، أنهم يعتقدون أن “الاستقرار والأمن في المنطقة مرتبطان باحترام الحدود وعلى العدل وعلى الحق”.

وفي هذا الصدد أوضح رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، محمد بنحمو، أن “هناك معطيات عدة تجعل البوليساريو يشعر بأن موريتانيا، التي يعتبر البوليساريو لغما في أحشائها، أصبحت تعتبره حجر عثرة أمام توجهها نحو مستقبلها، ونقطة تسميم لعلاقتها بالمنطقة وبالأساس مع المغرب”.

وعدد محمد نبحمو، في تصريح لـ “آشكاين”، جملة من المعطيات التي جعلت جبهة البوليساريو تحذو هذه الخطوة، من بينها أن “تحرك رمال الكركارات وما عرفته من تطور للأوضاع في المعبر، وكذلك تأثير أفعال البوليساريو على الداخل الموريتاني، إضافة إلى تأثيره وبالأساس على الموقف الساخط للمواطنين داخل هذا البلد، إثر محاولة عرقلة التنقل عبر المعبر وقطع الطريق أمام البضائع والسلع التي تمد السوق الموريتاني والأسواق الأخرى بالمنطقة”.

وتابع رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، سرد أسباب زيارة الجبهة لموريتانيا، مضيفا أن “التحركات التي قام بها الجيش الموريتاني في شمال موريتانيا، وبعض التعليمات التي وجهت لقيادات الجيش الموريتاني من طرف قيادتهم من أجل تقوية وتشديد المراقبة على الحدود الموريتانية المغربية”، علاوة على “المكالمة الهاتفية بين جلالة الملك والرئيس الموريتاني وما حملته في فحواها من رسائل قوية، والزيارة المرتقبة للملك محمد السادس لموريتانيا ودعوة جلالته للرئيس الموريتاني لزيارة المغرب”.

كله هذا، يستطرد محدث “آشكاين”، مستنتجا: “دفع البوليساريو لأن تسعى إلى التشويش على ما تم من توافق، وحاولت أن تسعى كذلك إلى إعطاء صورة مطمئنة داخل المخيمات، ولبعض الجهات التي لازالت مساندة لها، على أنها لازال تحظى بنفس المكانة وبنفس العلاقات مع موريتانيا”.

واستبعد محمد بنحمو، في التصريح ذاته، أن تهدف هذه الزيارة إلى بناء الأمن والاستقرار، مؤكدا بقوله: “لا أعتقد بأن هذه الزيارة جاءت بهدف بناء الأمن والاستقرار بالمنطقة، بقدر ما هي حاملة لألغام لنسف كل ما يمكن أن يبعد المنطقة عن حالة الاستقرار”، موضحا أن “الجزائر بدورها توجه رسائل مباشرة، من خلال هذه الزيارة الحاملة لرسالة جبهة البوليساريو، بأنها مستعدة للعب كل الأوراق للضغط على الجانب الموريتاني”.

وتأسف محمد بنحمو، على ما تقوم به الجزائر من دعم للجبهة لإرغام موريتانيا على موقف غير مريح، قائلا: “للأسف الشديد البوليساريو مدعومة بالجزائر لا زالت تعمل على جعل موريتانيا مجبرة أن تظل في موقف غير مريح بالنسبة لهذا البلد، بخصوص النزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية بالمغرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Abdellatif
المعلق(ة)
25 نوفمبر 2020 18:30

اعتقد بأن تحرير الكركرات من العصابات وتلويحها بالحرب التي لا تستطيع ان تخوضها لعدة أسباب جعلها كتلك الافعى التي قطع رأسها.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x