2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مقال لصحافي جزائري على “الجزائر تايمز”
* الحدث صنفته الفيفا أسرع “هدف” عسكري في تاريخ جيوش العالم
* سقوط أسطورة الأراضي المحررة بعدما ظلت أكذوبة يلوكها البوليساريو
* القيادة الصحراوية تسيطر على سهول الفايسبوك وهضاب الواتساب و جبال تويتر، والرباط تمد قدميها بمنطقة الكركرات
لا نزال نحاول وضع القراءات بالمزيد من الكياسة و التأني في استخلاص الأحكام، و لا نزال نمارس ضبط النفس الصحفي حتى لا نتورط في حرب إعلامية ظالمة بسبب التداخل الهائل للحقائق مع المغالطات التي كشفت صنعت إشاعات أزمة الكركرات…، ذلك أن قيادتنا لم تفلح حتى الآن في مغادرة المربع الضيق للتوتر الفوضى، و لا تزال تجتر و تلوك إعلاميا لغة الحرب وهي تكرر على مسامعنا مرارة ما فعله المغرب يوم الجمعة الاسود، الذي حطم كل التهديدات دون أن يطلق رصاصة واحدة، و ضمّ منطقة الكركرات في ظرف لحظات معدودات، هذا الحدث صنفته الفيفا أسرع هدف عسكري في تاريخ جيوش العالم.
و في الوقت الذي أحرقت فيه الجزائر مواطنين صحراويين و فرقت الرصاص الحي على الباقين و هي فقط تحاول نهيهم عن نبش الأرض و عدم البحث عن عروق الذهب…، أظهر جيش المغربي نوعا من النضج القتالي الذي حصل عليه من مشاركات فيالقه في التدخلات الدولية للجيوش الأممية بمناطق النزاعات، لكن رغم التوغل الآمن لقوات إلا أن المواطنين الصحراويين إلى جانب المقاتلين من جيشنا الباسل فروا لتجنب أي سيناريو محتمل، و تناسلت بعدها بيانات البيت الأصفر، منها المستنكرة و منها المنددة و المحبطة…، و منها التي أعلن فيها فك الارتباط بوقف إطلاق النار…، و الوضع الآن على الأرض يقول أن القيادة الصحراوية تسيطر على سهول الفايسبوك و هضاب الواتساب و جبال تويتر، فيما الرباط تمد قدميها بمنطقة الكركرات، و أن المعبر عاد للاشتغال من جديد و تتدفق عبره السلع، و من المرجح أن يقيم به المغرب مدينة عبور صغيرة، على شاكلة اخفنير، أما نحن فلدينا ما يكفي من الوقت لنحصي خسائرنا الكبيرة جدا.
سقوط الكركرات لم يكن حدثا تقليديا يشبه تلك الهزائم التي منينا بها دبلوماسيا بالأمم المتحدة، لأن المغرب سيخلده كعيد وطني عما قريب، و لأنه غير الوقائع على الأرض بعد أن تغيرت دبلوماسيا و إقتصاديا فيما قبل، بدأ من فتح القنصليات و توطين الشركات و المؤسسات وصولا إلى الرؤى الإستراتيجية العامة للمحتل بالمنطقة ككل…، هذا السقوط سيزعزع لا محالة عقيدة الكثير من بسطاء التفكير بالقضية الصحراوية، واغتال القناعات الثلاث الأسطورية التي حقنتنا بها القيادة منذ وعينا الأول على حروبها الدبلوماسية والإعلامية في كر و فر لغوي يتحمل كل القراءات، قبل أن يجزم المغرب ويقطع دابر الشك ميدانيا، و نكتشف أن تلك الحقائق الأسطورية، هي محض معتقدات و دجل ثوري قدمتها لنا قيادتنا كعقار مهدئ حتى نتجاوز محن الهزائم.
سقوط أسطورة الأراضي المحررة :
إلى حدود الجمعة 13 نوفمبر 2020، كان المدونون الصحراويون وفي مقدمتهم صحراويي الشتات يدعون إلى إعمار المناطق المحررة، و كانت القيادة تجيب هذه النداءات التي ترفع على الفايسبوك وقلنا فيما سبق أن القيادة لا يمكنها أن تعمر الأراضي المحررة، لأنها في وجهة نظر المنتظم الدولي هي أراضي عازلة منزوعة السلاح، و هي مسافة أمان إستراتيجية خلال المعارك وخط دفاع يبقي عليه لأنه يعتبر الحرب واردة كخيار في أي لحظة، و أثبت المغرب استعداه لها من خلال الطريقة التي دبر بها الخروج للسيطرة على الكركرات، و الانتشار المدروس لعناصره، في المقابل هجمات جيشنا على الجدار لا نرى لها من نتائج سوى تلك البيانات العسكرية التي تعتمد لغة فضفاضة.
• سقوط مقولة العزلة الدولية للمغرب :
سجلنا كصحافة تمارس التحليل وتضع القراءات الصحيحة للظرفية، بضع ملاحظات كان من ضمنها كيف إختفت عبارة “عزلة” المغرب من القاموس الدبلوماسي لقيادتنا، ومع افتتاح أول قنصلية بمدينة العيون لا نزال نتذكر جميعا تلك الحوارات التي كان يجريها دبلوماسيونا أمام عدسات التصوير، وكيف كانوا ينثرون الألوان الوردية على القضية الصحراوية ويصورون لنا المغرب وهو منزوي في آخر الرواق، ويعيش في عزلة دولية خانقة، وتلك التصريحات لجيش الدبلوماسيين الصحراويين على موائد الحوار الدولية، بدءا من قنوات الجزائر الرسمية التي ساهمت في جعل الشعب الصحراوي يبتلع الطعم، وصولا إلى القنوات الأوروبية الناطقة باللغة العربية، والتي مجدت للفتوحات التي قام بها المغرب في الكركرات.
كل تلك الصورة النمطية عن الحرب الدبلوماسية – النفسية، التي خاضتها قيادتنا ضد المغرب وانتصرت فيها، مستعينة بجيش من المحدثين والرواة والقصاصين والمغامرين والعشاق…، من دوي الخيال الدبلوماسي الفسيح…، مسحها المغرب في ربع ساعة من خروجه العسكري، وما بقي منها مجرد ذكرى مأساوية، حيث كشف لنا الحدث كيف أن دولا من غرب وشرق وشمال إفريقيا دعمته وصفقت لقراره، وشاهدنا دول مجلس التعاون الخليجي، كيف أنها لم تتردد في الوقوف معه، و كيف أن جنوب إفريقيا التي عودتنا على المواقف الكبيرة في دعم قضيتنا دعت إلى ضبط النفس والالتزام بالشرعية ولم نسمع أنها تدينه أو تدعم القيادة الصحراوية، ومصر الناصرية الثورية لم تنبس ببنت شفة لأن لها مواطنين ضمن بعثة المينورسو وفلسطين التي ربطنا قضيتها بقضيتنا سارعت لدعمه …، حتى دول أمريكا دعمت خطوته، بمن فيها أصدقاء الأمس فنزويلا و كوبا…، و في الأخير أظهرت المواقف الدولية الخلل الكبير الذي لطالما كتبنا عنه للدبلوماسية الصحراوية التي تجرها قاطرة جزائرية مهترئة، و اكتشفنا أن كل العالم الذي يؤمن بقضيتنا تقلص ليصبح الجزائر فقط.
وأصبح جميع قادة الدول يفكرون مثل “منصف المرزوقي” الرئيس السابق لدولة تونس، والذي صرح بأنه يفضل تقديم مصلحة 100 مليون مغاربي، على مصلحة 200 ألف صحراوي، وهو نفس رأي الدولة التونسية التي أوكلت لـ”المرزوقي” الإفراج عن موقفها بالنيابة لوسائل الإعلام، ودعم الرباط و تجنب القيام بذلك بشكل رسمي حتى لا تغضب الجزائر.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها.
Échec et mat!!
صدقت في تحليلك
يا ليت الطغمة الحاكمة في الجزائر تنتبه الى غيها وتكف عن معاكسة المملكة المغربية في استكمال وحدتها الترابية .
التعليق هو الصحفي تجنب الاشارة الى اسم الجزاءر الفعل وحصاد الخيبة ولاكن الامور مفهومة كل ذكر الصكحراويين بدلوا اسم الجزاءريون فى مكانه وهي هذيك
كلامك موزون بميزان العقل ومحتواه يصب في مصلحة أبناء المنطقة خاصة والعروبة والا نسانية عامة
انها نهاية اللعبة الصحراء مغربية هذا امر لا جدال فيه والجاهل بأمور الجغرافيا و التاريخ هو من ينكر ذلك على العموم الصحراء في مغربها و المغرب في صحرائه و انتهى الكلام