2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“الدراعة البرلمانية” تُشعل مواقع تواصل إجتماعية (صور)
أثار لبس الزي الصحراوي المعروف باسم “الدراعة” داخل قبة البرلمان جدلا متباينا بين أبناء الأقاليم الجنوبية، بين من يؤيد الفكرة ويقول أنها “بمثابة اعتزاز بالهوية الوطنية المشتركة، وليست حكرا على أحد”، وبين من يستهزئ ببعض البرلمانيين على “أنهم لا يعرفون ارتداءها”، مطلقين هاشتاغا موسوما بـ”خلي الدراعة لأهلها”.
وأوضح الإعلامي بقناة العيون الجهوية علي الكبش انه “فجأة عجت صفحات الفيسبوك ب “هاشتاغ” يدعو الى ترك احدى اوجه الثقافة الحسانية (الدراعة)، دعوة لم أجد لها شخصيا مبررا في عام أوشكنا على طي أيامه بما لها وما عليها، فأكاد أجزم بأن الكثيرين ومن باب التقليد تفاعلوا مع ما وجدوه أمامهم في إطلالاتهم الصباحية على الدور الزرقاء”.
مؤكدا في تدوينة له عبر حسابه الفيسوبكي، أن غالبية الداعي لهذا الأمر “لا يلبسونها سوى في المناسبات الدينية والعائلية، وهم في ذلك يكرسونها كفلكلور مناسباتي ليس إلا، متسائلا عن ماذا لو أسقطنا نفس الدعوة على اللباس الٱخر القادم من ثقافات أخرى؟ فهل يمكننا التجاوب معه وتركه؟”.
خالصا في نهاية تدوينته إلى أن “إثارة الموضوع لا فائدة منه سوى إيصال رسالة إنطلقت من مجهول معين في سبق نشرها، دون وعي بما تختطه اصابعه، وجدت قلوب غالبيتها عن غير قصد تفاعل معها بمنطلق مكانتها ورمزيتها، لكن إذا استحضرنا العقل وتركناه يقرأ الأحرف، فالأكيد ان ردة الفعل ستكون مغايرة”

وفي السياق نفسه، تساءل الناشط الحقوقي، خالد البقالي، قائلا: “علاش السياسيين والفنانين فاش كيمشيو للصحرا كيلبسو الدراعات والملاحف، وفاش كيطلعو للشمال مكيلبسوش الجلابة الشمالية مع الشاشية (تارازا) والبرلمانيات والفنانات مكيلبسوش السبنية الشمالية مع المنديل الجبلي والحزام والطرابق وما جاوره؟”

بينما تفاعل آخر، يدعى عبد الناصر ولاد عبد الله، قال فيها: “(..) ومن طرائف ارتدائي هذا الزي الصحراوي المهيب ؛ أنني وأنا أمر بالشارع الرئيسي لحي السلام (الشارع الأكديري الحساني الطبع والهوى) أجدني محط تقدير وتنهال علي التحايا الحسانية من كل حذب وصوب، وإذا دخلت مطعما يأتي من يسلم علي ويعتز بي”، منهيا تدوينته المطولة بـ”أن “حديثه العفوي هذا والغير منقح أو مسبق الكتابة ما هو إلى ومضات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن لا تقرأ بتأويل موجه، حضور الزي في البرلمان لا تبث التشبت بالصحراء وتقدير ثقافتها(..)”.

الباحث في الهجرة والمحام بهيئة أكادير بكار السباعي، تفاعل بدوره مع الموضوع، معلقا: “الدراعة واللثام ثقافة وطن بأكمله، من طنجة الى الكويرة، والصحراء المغربية جزء من بلاد البيضان، واللباس والزي الصحراوي لا يقل مكانة عن الجلباب والسلهام والطربوش والفوقية… وكلها مكون من مكونات التنوع الثقاقي الوطني العربي الحساني والأمازيغي والأندلسي والافريقي التي يتميز بها المغاربة جميعا. مؤكدا أن “قوتنا ووحدتنا في تنوعنا الثقافي”.

كما أور ناشط آخر يدعى بوزيد لغلا، موردا: “اللي ما يعرف الدراعة توحلو. الله يهدي البرلمانيين يتمو يدخلوا ديما بالدراعة ويسمحوا لنا بلباسها في العمل من خلال تشريع ملزم يصدر في الجريدة الرسمية . ذاك هو الاعتراف الحقيقي بتعدد روافد الهوية الوطنية. أما اللسان ما يحي أعل الگصعة!”

واستغرب الأديب والروائي محمد النعمة بيروك من أطلاق هذا الهاشتاغ بقوله : شخصيا كنتُ أفضّل هاشتاك “ما هكذا تُلبس الدراعة” مثلا، بدل هاشتاك “خلوا الدراعة لاهلها”، فمن الغريب غير المفهوم أن يعترض عاقل على أن يلبس غيره لبسه، في الوقت الذي يسعى فيه العالم أجمع للتأثير في من حوله ومن هو بعيد عنه، عبر نشر ثقافته وعاداته وتقاليده ولغاته ولهجاته، هذا العالم الذي يعلم أن بقاءه وامتداده في غيره، وبأن التقوقع والانغلاق نوع من العنصرية التي لا تليق بنا مطلقا.
مستدركا، عبر تدوينة فيسبوكية، بقوله: “إن الذين يقولون “خلوا الدراعة لاهلها” عليهم، بذات المنطق، أن يتركوا سراويل الجبنز وقمصان لاكوست، وأحذية أديداس لأهلها في الغرب، أهلها الذين عرفوا كيف يتمدّدون حتى ذبنا فيهم، بينما نحن الذين لانلبس الدراريع إلا في المناسبات نطالب بمزيد من الحجر عليها، بدل نشرها، والانتشار معها”.

الاديب محمد نعمة على حق يوجد من بعض المدونين مراهقين ينبشون في كل شىء. وبما ان سروال جينز وغيره ليس من اصولينا بل هي دخيلة على مجتمعنا عليهم ان يستغنوا عنه ويتجهون الى الاصل اي “الفوقية و الجلابة والسروال القندريسي” ان كان لا يعجبهم الأصالة المغربية.
الصحراء مغربية ، ترابها، ماؤها، سماؤها ….مواردها، ثقافتها، لكناتها ملك للمغرب والمغاربة …الدراعة لباس مغربي البسه متى اشاء وكيف أشاء دون ان يعطيني احد درسا في العياقة …الصحراء ملك للمغاربة رغم انف الصحراويين انفسهم…رغم انف العالم هي ارضنا….الكل عليه ان يقبل بهذه المسلمةوالا فقواتنا المسلحة الملكية للجميع بالمرصاد…
البس الدراعة متى اشاء وكيف اشاء . شغلي هاداك…
كل ما هو مغربي هو للجميع فرادى و جماعات من طنجة إلى الكركرات والكويرة، ليس هناك شيء مسجل “ماركة مغربية” حكر على أحد في اللباس والطعام والعادات والتقاليد ،وفي الافراح والاتراح، ليست هناك خصوصية محلية خاصة، بل هناك خصوصية مغربية وطنية ….
الذين قالوا اترك الدراعة لا هلها عليهم بدورهم ترك اللباس العصري لا هله ايوا حتا هما مايلبسوش السراول و تي شورت و سبادرى ……..