لماذا وإلى أين ؟

من المستفيد من “بلوكاج” تعيين كاتب عام لوزارة الصحة ؟

تخوض وزارة الصحة حربا ضروس لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، في ظل ارتفاع حالات الإصابة، وقلة الموارد التي انهكت ميزانية الدولة كما هو الحال لباقي دول العالم، وهو ما يتطلب تدبيرا عقلانيا للجائحة، وبالتالي الحاجة إلى فريق عمل متجانس وقادر على تحمل المسؤولية بوزارة الصحة، مما يطرح سؤالا “عن سبب “البلوكاج” الذي يرافق التعيين الرسمي للكاتب العام لوزارة الصحة؟ ومن المستفيد من تجميد هذا المنصب لأزيد من عامين؟”.

وفي هذا السياق، أوضح الفاعل النقابي بقطاع الصحة، الحبيب كروم، أن “وزارتي الداخلية والصحة هما اللتان تخوضان هذه الحرب ضد الجائحة، وتاريخيا في وزارة الصحة لم نشهد كاتبا عاما للوزارة بالنيابة، وحتى إن كانت الوزارة ستستعين به مرحليا فقد نقبل بذاك لشهور محدودة، اما الحالة الراهنة فهو يقترب من إكمال عامين لتسيير المنصب بالنيابة”.

وأكد كروم، في تصريحه لـ”آشكاين”، أنهم “كمهنيي الصحة لا يهمهم الشخص، بقدر ما يهمهك الجواب على سؤال مفاده: لماذا لا يتم تعيين الكاتب العام للوزارة طيلة هذه المدة؟ وهو ما يطرح تساؤلات كبيرة”، مستغربا من كون “هذا الكاتب العام الذي يعتبر اليد اليمنى للوزير والمحرك للوزارة، ويدبر الجائحة دون تعيين، فإما أن يكون قادرا أو غير قادر على تحمل مسؤولية المنصب، والوقت متأخر لنقول انه غير قادر، لأنه لو كان كذلك لا يمكن أن تدبر به الجائحة”.

“هذا المنصب تابع لرئاسة الحكومة”، يورد كروم: “والأكيد أن كل وزير أو رئيس حكومة له فريق عمل ومستشارين إلى أن تصل إلى دائرته الضيقة، وهو ما يطرح سؤال إن لم يكن هناك من ينبه العثماني لهذا الأمر؟، أو أنهم تداولوا في الأمر ويريدون ترك الأمر كما هو عليه، ولكن ذلك لا يصح في هذا المنصب”.

وتابع مصدر “آشكاين”، أن “دورهم كمجتمع مدني ونقابيين وحقوقيين أن يتابعوا الشأن المحلي في البلاد، ومن خلال ذلك يتضح لنا أن طول هذه المدة، يضعنا في الشك أن الأمر اكبر من أن يكون مجرد تعيين عادي، أو أن هناك احتمال وجود تفاوض بين جهات معينة”.

وجوابا على سؤال “آشكاين”، عن الأثر الذي يمكن أن يخلفه استمرار هذا “البلوكاج”، يضيف كروم ، “أولا: أن  قدرات الشخص الذي يسير منصب الكاتب العام لوزارة الصحة بالنيابة ستبقى مهدورة، إضافة إلى أن جميع مهنيي الصحة، وإن كانوا في قمة الجبل، سيفقدون الثقة في الوزارة معهم المواطنون”.

واستغرب المتحدث، من تجاهل المجلس الحكومة الحسم في تعيينات المناصب السامية لهذا “المنصب الحساس”، بقوله: كل خميس يتم إصدار تعيينات في مناصب سامية في قطاعات مختلفة، إلا هذا المنصب، فقط أخبرونا هل هذا الشخص جيد للمنصب ام لا، لنتجاوز وضعية البلوكاج الحالية”. وهذا “في الوقت الذي يذكر فيه الملك محمد السادس في كل خطاب بأولوية قطاع الصحة”.

واستدرك الحبيب كروم، أن “المغاربة ينتظرون إصلاحا جذريا لقطاع الصحة، فكيف من المشرفين عليها أن يقوموا بذلك وهم لم يقدروا حتى على حل مشكل منصب سامي؟، وهذا في حد ذاته مؤشر سلبي”، مشددا على “ضرورة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة من خلال محاسبة هذا الشخص، إما أن يغادر المنصب او يتم تعيينه، ولا نترك القطاع في هذا الوضع”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
مهتم
المعلق(ة)
7 ديسمبر 2020 20:42

كثيرة هي المناصب الشاغرة في وزارة الصحة. يكفي زيارة الموقع الالكتروني للوزارة و خصوصا الترشيح لمناصب المسؤولية لتكتشف العجب العجاب…تم الاعلان عن مجموعة من المباريات بتاريخ 15-9-2020 و الى اليوم لم يعلن حتى عن لائحة المرشحين…اوا بكري خدمنا أ تقدمنا في هذا البلد السعيد.

موظف بالصحة
المعلق(ة)
7 ديسمبر 2020 20:06

بكل بساطة العدالة والتنمية في شخص رئيس الحكومة تريد ان تعين شخصاً تابعا لها عوض وتنتظر الفرصة للاطاحة ب بوطالب

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x