2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تفاصيل صادمة عن مأساة مطرودي الجزائر على لسان أحدهم (وثائق)

“كنت طفلا آنذاك، لكن لا زلت أتذكر كل تفاصيل الطرد الذي تعرضنا له من الجزائر”، هكذا انطلق حميد العاطي الله، واحد من أبناء الأسر التي تم طردها من الجزائر سنة 1975، مضيفا “كنا ضحايا نجاح المسيرة الخضراء المغربية التي جعلت السلطات الجزائرية ترتبك، فعملت على تنظيم المسيرة الكحلاء، بطردنا”.
وزاد حميد، في حديث مع “آشكاين” بعد أزيد من 43 سنة من طرد 45 ألف أسرة مغربية من الجزائر “كانت عائلتي تعيش في وضعية مستقرة في الجزائر، ووالدي كان يعمل مع شركة فرنسية في الجزائر، ولأمي خمسة إخوة ماتوا شهداء في الجزائر، دفاعا عن تحريرها”، مشيرا “الدولة الجزائرية قامت بجريمة إنسانية، وبمأساة كبيرة، ولم يشفع فيها كل الخير الذين عمل عليه المغاربة من أجل تحريرها”.
إما الاعتراف بالبوليساريو أو الطرد من الجزائر
حميد الذي لا تزال ذاكرته موسومة بجرح عميق، إثر الترحيل التعسفي من الجزائر قبل أزيد من 45 سنة، يضيف بكثير من الأسى “تم مساومة والدي في مخفر الشرطة بمدينة وهران، ما قبل إقرار الطرد، إما أن ترسل مالا في صندوق معين كاعتراف منك بالبوليساريو، أو الطرد التعسفي من الجزائر”.
وزاد، في السياق نفسه، “كل العذاب النفسي الذي مورس علينا، من ترحيل في شاحنات للأزبال وحافلات مهمشة، وتجريدنا من كل ممتلكاتنا، وإعادة تفتيشنا جميعا في النقطة الحدودية للجزائر، قبل الرمي بنا أمام الحدود المغربية، عشت بذاكرة معذبة”.
تم تجريدنا من كل شيء”تم تجريدنا من الكرامة الإنسانية، عقب ترحيلنا، لدرجة من له سلسلة ذهب صغيرة يتم تصديرها بحجة أنها من ممتلكات الدولة الجزائرية”، هكذا أمضى حميد في سرد تفاصيل طردهم من الجزائر “بشكل حرفي كنا نمثل كبش الفداء، لأن الجزائر كانت غاضبة من نجاح المسيرة الخضراء، فكانت الجزائر تريد آنذاك إنهاك الاقتصاد المغربي”.
وزاد المتحدث نفسه، “بعد طردنا من الجزائر، تم إيوائنا في نفس الخيم التي كانت تأوي المشاركين في المسيرة الخضراء، في كل من مدن وجدة والناظور وأحفير وبركان، بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، قبل أن يتم تفريقنا على مختلف المدن المغربية، وهنا انطلق وجع آخر”، يضيف حميد “تم تفريقنا بعد ذلك وفقا لانتمائنا، فكان من نصيبنا مدينة فاس، حيث تم إيوائنا في الخيرية الإسلامية لباب الخوخة، كنا 15 عائلة عشنا هناك لمدة سنة، قبل ترحيلها لخيرية أخرى عشنا بها مدة سنتين، قبل أن تعمل السلطات المغربية على دمجنا في المجتمع المغربي”.
رغم مرور 43 سنة.. ليس هناك جبر للضرر
من جهته، حفيظ الكاموني كاتب عام جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، قال إن “ملف المغاربة المرحلين من الجزائر لم ولن يُنسى، طالما ليس هناك جبر للضرر، لا من السلطات الجزائرية، ولا من السلطات المغربية، لأن هؤلاء الناس لا زالت تعاني من مشاكل متعلقة بالاختفاء القسري، ومصادرة ممتلكاتهم بالجزائر”.
وعن عدد المغاربة المطرودين من الجزائر، يضيف الكاموني “ليست هناك إحصائيات رسمية لعدد المغاربة المرحلين من الجزائر، لكن الرقم الأولي أشار إلى 45 ألف أسرة” مشيرا “اذا قلنا أن معدل الولادة في الأسرة المغربية يتراوح ما بين 5 و6 ولادات، فنحن إذا أمام هذا الرقم مضاعفا بشكل كبير”.
“تعيش هذه الأسر في عدد من المناطق المغربية، وهذا أمر عملت عليه السلطات المغربية من أجل عدم تركيزهم في منطقة واحدة”، يؤكد الكاموني في سياق حديثه “أغلب المطرودين كانوا في سن كبير وعملت الدولة على توظيفهم في مناصب دنيا من قبيل السلم 1، في مهن من قبيل حراس مدارس، وحراس بعض المستشفيات، وعمال نظافة، ومنهم من توفر على سكن وظيفي ومنهم من ظل يقيم في “الخيرية”، مما جعل هذه الأسر المطرودة تنقلب رأسا على عقب في مستواها المعيشي، من مستوى جيد معيشيا، إلى حالة هشة”.
وأضاف “هناك وثائق وشهادات حية لأشخاص تم طردهم بملابسهم المنزلية فقط، أو بـ”السيروم” من المستشفيات، هناك جريمة إنسانية مورست بجميع المقاييس”، مشيرا “لازلنا نطالب السلطات الجزائرية باعتذار، لأن هؤلاء الناس كانوا يعيشون في الجزائر بصفة شرعية وبكافة الوثائق التي تُثبت ذلك، لأن القانون الدولي يضمن حقوق هؤلاء الناس الذين ساهموا في الأصل في تحرير دولة الجزائر، لأن أغلبها ذهب إليها مجاهدا ضد الاستعمار الفرنسي، ومنهم من مات شهيدا”.
أرض الله واسعة وعريضة يعيش فيها الشعب بكامله الغني والفقير وكل من يمشي على الأرض
الأرض في جميع الدول المغربية او الجزائىية أو الفرنسية او غيرها كلها أرض الله تعالى و بركاته الكل يعيش فيها