أيت منا: مبادرتي لاستضافة فريق اسرائيلي رغبةٌ قديمة وهذا ردي على من ينتقدونني (حوار)

كشف هشام أيت منا، رئيس فريق شباب المحمدية، عن آخر مستجدات طلبه باستضافة فريق اسرائيلي في مدينة الزهور، إلى جانب آخر فلسطيني، في دوري مصغر يضم أيضا فرقا مغربية، مؤكدا أنها رغبة ومبادرة بدأت منذ وقت سابق.

ويشدد أيت منا، في حواره مع “آشكاين”، على أنه من الواجب إبعاد السياسة والدين عن الرياضة، على اعتبار أنها نبيلة وتبتغي تحقيق السلام والتسامح بين الأديان والشعوب. قبل أن يوجه رسالة إلى منتقديه الذين قال إنه يتوجب عليهم التساؤل عن ما يقدمه وعن قيمته وليس لماذا حضر هنا وهناك.

في ما يلي نص الحوار

هل يراهن فريق شباب المحمدية على المراكز الأولى في البطولة بعد صعوده من القسم الثاني هذا الموسم؟

نراهن وسنحاول أن نحقق مبتغانا. والمجهود الذي بُذل ويبذل أتى بفضل الجميع وليس الرئيس وحده، فقط يمكن القول إن الفريق وجد من يتعامل معه ويشجعه ووثقوا فيه.

صعب أن نتكهن بمسار الموسم الرياضي الحالي، على اعتبار أن البطولة ستتوقف بدءا من الأسبوع المقبل لمدة أربعين يوما، بمناسبة كأس الأمم الإفريقية للمحليين، أي أننا سنبدأ من الصفر بعد الاستئناف. على العموم بداية شباب المحمدية لم تكن سيئة ونتمنى أن نعود بقوة بعد التوقف، وننتظر سوق الانتقالات الشتوية إذا كان هناك خصاص يستدعي انتداب لاعبين آخرين.

كيف تُقيم تعامل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع الموسم الماضي في ظل كورونا حيث استطاعت إتمامه؟

خبرة المغرب فريدة في العالم، إذ رأينا كيف دبرت الجامعة الموسم الماضي، على مستوى جميع أقسام البطولة، ونحن البلد الوحيد الذي أنهى جميع بطولاته، وهذا نجاح يُحسب لها.

ما ردكم على الجدل الذي أثارته تصريحاتكم بخصوص استضافة فريق اسرائيلي؟

أنا لا أتابع مواقع التواصل الاجتماعي. لكن سأعيد التذكير بما قلته، ستتوقف البطولة وهذه الفترة تبحث فيها الفرق على مباريات ودية للحفاظ على مستواها، لذلك أبدينا رغبتنا وأملنا في أن ننظم دوري مصغر سنستدعي له فريقا إسرائيليا وآخر من فلسطين إلى جانب فرق وطنية.

وهذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، حيث أنه عند افتتاح ملعب البشير بالمحمدية في وقت سابق كنا نعول على دعوة فريقين فلسطيني واسرائيلي، خصوصا أن السفير الفلسطيني حضر الافتتاح، لكن لظروف غير ملائمة لم يتم هذا. لماذا؟ لأن الرياضة نبيلة ولا يمكن أن نلصقها بالسياسة ولا الذين، لذلك نريد أن تنجح هذه المبادرة، وقد اتصلنا بالسفارة الفلسطينية بالرباط وعبرنا لها عن رغبتنا، وقد راسلت بدورها الجامعة الفلسطينية وتنتظر ردها حول الطلب. أما الجانب الاسرائيلي فنأمل في أن يساهم المغاربة الموجودون هناك في إقناعه. وعلى كل حال، مهما كان ردهم سنراسلهم.

هناك من يتهمك باستفزاز مشاعر مغاربة بمبادرتك هذه، ما ردكم؟

كما أشرت هذه المبادرة ليست الأولى، والفكرة أتت عندما قام السفير الفلسطيني بزيارة المحمدية في افتتاح ملعب البشير، ومن ذلك الوقت كانت لدينا رغبة في استضافة فريق إسرائيلي. في آخر المطاف هذه رياضة، ونحن المغاربة معروفون بالتسامح، وتتعايش الأديان جميعا عندنا كشعب واحد، وموقف المرحوم محمد الخامس كان فريدا من نوعه، وبالتالي لا يمكن أن ننسى هذا التاريخ. ولا تنسوا أن هناك مليونا ونصف يهودي من أصل مغربي، وهم مغاربة دائما رغم خروجهم المغرب، والدستور يقول إن الملك محمد السادس هو أمير المؤمنين، أي ليس المسلمين وحدهم، أي أن السياسي عليه أن يمارس السياسة، ورجل الدين عليه أن يمارس الذين، والرياضة تبقى رياضة.

باعتبارك رئيسا شابا، ما واقع التسيير في بلادنا؟

“الله يكون فعوان كل رئيس فريق فالمغرب”، بدءا مني شخصيا، لأننا في المغرب لم نصل إلى ذلك المستوى الذي نراه في أوروبا، ومداخيلنا المتوفرة بعيدة جدا عن المستوى الذي نريد تحقيقه ونمارس فيه. فعندما تحقق في مصادر دخل الفرق مقارنة مع المصاريف والرواتب تكتشف الفرق الشاسع. وهذا الوباء زاد من عجز عدد من الأندية، لأن مداخيل عديدة تم إلغاؤها، كما توقفت الإعانات التي كانت تتلقاها.

هناك من يقول إنكم تحضرون أنشطة ومباريات بدون صفة، ما دركم؟

حضرت مع المنتخب المغربي في ساحل العاج خلال إقصائيات كأس العالم، ضمن وفد أقلته طائرات، وكذلك في مونديال روسيا، وفي كأس افريقيا بمصر، وبالتالي أولئك المنتقدين لحضوري هذه المناسبات يجب أن يسألوا ماذا فعلت وبماذا ساهمت.

تتواصل معي الجامعة، كما تفعل مع جميع رؤساء الأندية، ولم يحدث أن رفضت الجامعة إجابة من يتصل بها، حتى من الهواة، وقد تلقيت دعوة لحضور لقاء للجامعة وطلب مني وضع مقترحات طرحتها، على أساس إذا تم قبولها ستطرح في الجمع العام. إذن، عوض أن يسأل البعض عن قيمتي المضافة في الاجتماع يسألون لماذا حضرت. وخلاصة الكلام في هذا السياق هي أنه يجب أن يُحترم الرأي الآخر مهما كان مختلفا، فحتى الدين لديه اختلاف في المذاهب، والمشكل ليس في الاختلاف بل في تدبير الاختلاف.