2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مردودية التعليم الذاتي على التلاميذ تشق صف الأساتذة

لا زال موضوع التعليم بالمغرب، يُعتبر من أشد المواضيع إثارة للجدل والنقاش، خاصة مع تفشي فيروس كورونا في ربوع المملكة، وما بعد فترة اعتماد التعليم عن بعد خلال مرة الحجر الصحي المنزلي، واعتماد نظام التعليم التناوبي في جل المؤسسات هذه الفترة، تتباين الآراء حول مدى قابلية البيئة التعليمية والاجتماعية في نظام التعليم العمومي لتكريس أنشطة التعلم الذاتي لدى التلاميذ.
وفي السياق نفسه، تم مراسلة مديرو المؤسسات التعليمية، في مدينة الرباط، بشأن تدبير الموسم الدراسي في ظل جائحة كورونا، بـ”إيلاء أنشطة التعلم الذاتي التي يقوم بها التلاميذ خارج المؤسسة كل الأهمية التي تستحقها، وذلك من خلال تتبعها مع الأساتذة، بتنسيق مع أطر المراقبة التربوية مع التواصل الفعال مع الأسر من خلال جمعيات أمهات وآباء التلاميذ”، من أجل “ضمان إكمال المقررات الدراسية وفق تنظيم الموسم الدراسي”.
وتضيف المراسلة، التي توصلت “آشكاين” بنسخة منها أنه “نظرا للظروف الصحية التي تمر منها بلادنا والتي جعلت من نمط التعليم المبني على التناوب هو النمط الأساسي الذي تشتغل به جل المؤسسات التعليمية، وتفعيلا لمقتضيات المذكرة 39/20 في شأن تدبير الموسم الدراسي، والتي حددت الإطار المرجعي لكل نمط من الأنماط الممكن اعتمادها بالمؤسسات التعليمية حسب تطور الوضعية الوبائية.
وفي هذا السياق، قال عبد الحميد بالحرش، أستاذ للتعليم الابتدائي “صراحة أدرس الآن التلاميذ وفقا للتوقيت التناوبي، ولا مشكل لدي في ذلك، لأنني أرى انتباه أكثر من طرف التلاميذ، خاصة أن القسم لم يعد مكتظ بالتلاميذ، وهو ما جعلني كأستاذ أرتاح أكثر في الشرح، وأسيطر عليهم للتركيز على التعليم المنزلي”.
من جهتها، سميرة أستاذة في سلك التعليم الابتدائي في مدينة الرباط، أعربت عن حزنها على وضعية التعليم في المغرب في ظل تفشي فيروس كورونا بالقول “المشكل ليس في التوقيت التناوبي، وليس في الطرق البيداغوجية للتدريس، ولكن المشكل في كون أن أغلب التلاميذ لا ينجزون التمارين المطلوبة منهم منزليا، يعني ليس هناك متابعة من طرف أولياء الأمور”.
“حين تنتشر الأمية بين الآباء يتم الاعتماد فقط على حصص التعليم الحضوري”، هكذا انطلقت حنان (أ)، أستاذة تعليم ابتدائي، في قرية خارج مدينة الرباط، مردفة “الأمية غالبا ما اقصد بها نقص الوعي من طرف أغلب أولياء الآباء بأهمية التعليم المنزلي لأبنائهم، خاصة في فترة التعليم الابتدائي”، مشيرة “والله هذا الأمر يتزايد بشكل أكبر في القرى، وتزايد أكثر مع تفشي فيروس كورونا، الأطفال يتم استغلالهم بشكل كبير في الأعمال المنزلية حتى يحل بهم التعب ولا يبالون بأنشطة التعليم الذاتي المنزلي، ولن يستطيعوا ذلك بمفردهم للأسف”.