ماء العينين: انتصارات “البيجيدي” الانتخابية أكبر من حجمه

قالت النائبة البرلمانية والقيادية بحزب العدالة والتنمية، إن “ثقافة الحركات الاسلامية في عمومها لا تتسامح كثيرا من النقد الذاتي، وتعتبر المختلف من داخلها خارجا عن الجماعة وجانحا نحو التنازع الذي يقود الى الفشل و”ذهاب الريح”، معتبرا أن “البيجيدي” يحتاج “تجاوز منطق إطفاء الحرائق والنقاش المجتزأ تحت ضغط الوقائع والأحداث”.

واعترفت ماء العينين، في تدوينة لها، بأن الانتصارات الانتخابية لحزبها أكبر من حجمه، بقولها “يجب أن نعترف أن ما عطَّل نقاشنا الداخلي وجعله سطحيا في المرحلة الأولى، هو نشوتنا بانتصارات انتخابية تبين أنها كانت أكبر من حجمنا وسابقة على استعداد بنيتنا الفتية سياسيا وفكريا، وهي البنية القادمة من مجال “الدعوة” السائد داخل الحركة الاسلامية”.

أما بخصوص تأجيل النقاش الداخلي لـ”البيجيدي”، في الرحلة الثانية، فسببه بحسب المتحدثة، “الخلاف السياسي والتنظيمي القوي الذي انطلق مع إعفاء بنكيران، والذي لم يستطع الحزب تجاوزه، فأصبح هاجسا مؤطرا لكل نقاش أو تساؤل أو نقد، فتحول عمليا إلى عقدة صار لزاما التخلص منها للاستمرار”.

“هل أجرى الحزب تقييما حقيقيا وصريحا لتجربة عشر سنوات من المساهمة في الحكم من موقع رئاسة الحكومة وتصدر البرلمان وتسيير الجماعات بأغلبيات غير مسبوقة في التاريخ الانتخابي للمغرب؟”، تسترسل البرلمانية، مستدركة “هل يعرف الحزب إلى أين يتوجه اليوم؟ وماهي أطروحته المؤطرة لوجوده السياسي في المرحلة المقبلة؟” مضيفة “للأسف لم يحدث ذلك”.

وخلصت ماء العينين، إلى أن “البيجيدي” إذا فشل في “تجاوز منطق إطفاء الحرائق”، فـ”سيظل حبيسا لمنطق التبرير أو منطق الهجوم والرفض العاطفي”، مردفة “أما إن استحضرنا تأطير النقاش بهواجس التنظيم، فسنسقط حتما في المزايدة وتصفية الحسابات الشخصية أو التنظيمية، وهو ما لن يساعد على تجاوز الأزمة بقدر ما يسهم في تكريسها بتعميق الاحتقان الفكري وتأجيل الانفجار وتجلياته المختلفة”، وفق المتحدثة.