2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
بعد المداويخ والخونة.. العثماني يصب الزيت على نار المقاطعة بـ”المجهولين”

في الوقت الذي كان المغاربة ينتظرون ردا شافيا كافيا يشفي غليلهم ويطفئ نيران غليان شعبي تفجر إثر حملة مقاطعة عدد من المنتوجات الإستهلاكية، خاصة بعد العديد من التصريحات القدحية في حق المنخرطين في هذا الحملة، فضل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، صب الزيت على النار، مما أجج غضب شريحة واسعة من المواطنين عبر تصريحاته الأخيرة.
العثماني الذي يفترض فيه تهدئة الأمور، والتعامل بلغته الديبلوماسية المعهودة من أجل إخماد الغضب، لجأ أيضا إلى التصعيد على غرار وزيره في الإقتصاد والمالية محمد بوسعيد، الذي وصف المقاطعين بـ”المداويخ”، فيما وصفهم مسؤول آخر بشركة “سنطرال” بـ”خونة الوطن”.
ورغم أن صفحات المواقع الإجتماعي، والصحافة الوطنية والدولية لا حديث لها طوال الثلاثة أسابيع الأخيرة سوى عن موضوع المقاطعة إلا أن العثماني ووزراء حكومته لم يتطرقوا لهذا الموضوع أبدا خلال اجتماعاتهم الأسبوعية، وفقا لما أكده الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي.
وكما يقول المثل، تمخض الجبل فأنجب فأرا، فقد التقطت كاميرات الصحافة وميكروفوناتها، “هروبا ماكرا” للعثماني من الحديث عن المقاطعة خلال احتفالات فاتح ماي، وبعدما كان الجميع ينتظر خروج العثماني عن صمته، خرج بتصريح يصف فيه المقاطعين بـ”المجهولين” حين أكد أن “هذه الاتهامات لا نعرف من يطلقها لذلك نحن لن نجيب عن المجهولين”.
الغريب في الأمر، أنه إذا كان هؤلاء الأشخاص مجهولون فعلا، فإن مطالبهم على الورق معروفة ومتجلية أساسا في التخفيض من أسعار المنتوجات الإستهلاكية ضاربين مثلا على ذلك بالمنتوجات المعنية بالمقاطعة، إضافة إلى كسر احتكار شركات معينة دون غيرها، إلا أن كل ذلك لم يشفع للمقاطعين من أجل دفع العثماني إلى الإعتراف بهم أو بمطالبهم أو التفاعل معها بشكل إيجابي.
ولا شك أنه إذا استمر العثماني في تعاطيه مع هذا الموضوع بالشكل الذي أشعل مقالات الصحافة كما أشعل جدلا ونقاشا حادا وسط قبة البرلمان، فإن الأمور ستزداد تعقيدا في المستقبل القريب.