2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

وقعت إسرائيل والمغرب أول اتفاقية اقتصادية من شأنها زيادة التبادل التجاري بينهما إلى نصف مليار دولار سنويا، في مجالات الاستثمار والتمويل.
وكشف مسؤولة في وزارة المالية الإسرائيلية أن تطبيع العلاقات سيسمح بزيادة التجارة مع المغرب بنحو 500 مليون دولار سنويا. وأشارت كبيرة الاقتصاديين في وزارة المالية الإسرائيلية، حسب موقع “إسرائيل هيوم“، إلى أن تطبيع العلاقات سيسمح بزيادة التجارة مع المغرب بنحو 500 مليون دولار سنويا، وأضافت أن “توقيع هذه الاتفاقية هو الخطوة الأولى الضرورية والمهمة في تعزيز تحقيق هذه الإمكانات”.
وفي بيان لوزير المالية الإسرائيلي قال إنه “على مدى سنوات كانت لدينا علاقات مع المغرب، والآن ستستمر هذه العلاقات ببساطة في النمو بشكل أقوى. المغرب انضم إلى سلسلة من دول المنطقة التي وقعنا معها اتفاقيات في مجال الاستثمار والتمويل، وهذه الاتفاقات ستساهم في زيادة إمكانات إسرائيل والمنطقة للنمو. ونعتقد أن هناك إمكانية لزيادة التجارة مع المغرب بنحو 500 مليون دولار في السنة.
من 4 مليون دولار إلى 500؟
حسب آخر تقرير إسرائيلي أنجزه موقع معتمد متخصص، يوجد المغرب في المرتبة الخامسة ضمن زبائن إسرائيل على مستوى القارة الافريقية. ويأتي بعد مصر وموريتانيا وإثيوبيا وأوغندا وغانا.
وذكر الموقع المتخصص في الاقتصاد أن حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل بلغ أكثر من أربعة ملايين دولار شهريا، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، الذي أكد في تقرير له العام الماضي أن العلاقات بين البلدين سائرة في التحسن. وتأتي المنتجات الكيميائية والميكانيكية والأجهزة الإلكترونية والآلات الخاصة بالفلاحة في مقدمة تلك الصادرات.
فهل ستقفز المبادلات التجارية من حوالي 4 مليون دولار شهريا، بحسب آخر تقرير اسرائيلي، إلى 41 (500 مليون دولار سنويا)؟
اتفاقيات في مجالات تُتقنها إسرائيل
من ضمن القطاعات التي شملها الاتفاق الذي وقعه مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي ونظيره الإسرائيلي عمير بيرتس، المغربي الأصل، هناك النسيج والصناعات الغذائية والبحث التطبيقي في الصناعة، التكنولوجيات الخضراء، صناعة الطاقات المتجددة. وهي قطاعات تحتل فيها الدولة العبرية موقع الريادة. حيث تمتاز إسرائيل في مجال التكنولوجيا المتقدمة التقنية الفائقة، الذي يعتبر من الأفضل عالميا من حيث الابتكار، وفي2017 تم عقد أكبر صفقة عالمية تبلغ قيمتها 15 مليار دولار من خلال شراء شركة “إنتل” الأميركية شركة “موبيلاي” الإسرائيلية بهدف تطوير وإنتاج سيارات ذات قيادة ذاتية دون سائق. كما يعتبر مركز الابتكار الإسرائيلي نقطة جذب لشركات التكنولوجيا الأكثر تقدماً في العالم. فعلى مدار العقود الماضية اختارت العديد من الشركات متعددة الجنسيات مثل Intel، Google، Microsoft، Broadcom، Amazon، IBM، Facebookوغيرها إنشاء مراكز بحث وتطوير في إسرائيل، كما أكد تقرير – Meitar IV العالمي.
هل سيتجاوز المغرب مصر؟
في مقابل التوقعات الاسرائيلية بتحقيق 500 مليون دولار سنويا من المبادلات المغربية السرائيلية بعد الاتفاقات التجارية الموقعة، فإن الأرقام الرسمية التي نشرتها تقارير إعلامية مصرية، تشير إلى أن الاستثمارات الإسرائيليّة المباشرة في بلاد الفراعنة توقفت عند حد إنشاء 7 شركات، الخاضعة لإطار المساهمة والمناطق الحرة، فيمنا تراجعت بشكل ملحوظ مشروعات التعاون الزراعي والعلمي في مجال الإنتاج الحيواني.
وتبرز هذه الأرقام الرسمية أن حجم التبادل التجاري بين مصر واسرائيل في تراجع، ففي 2011 استوردت مصر من إسرائيل منتجات بقيمة 236 مليون دولار، وصدرت بقيمة 178 مليون دولار، وفي 2014 استوردت بقيمة 147 مليون دولار وصدرت بقيمة 58 مليونا، وفي 2015 استوردت بقيمة 113 مليون دولار وصدرت بقيمة 55 مليونا فقط، وفي 2016 لفت تقرير وحيد من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن القيمة الإجمالية تراجعت بنحو أربعة ملايين دولار.
عجز تجاري فاقمته أزمة كورونا
وتأتي هده الاتفاقيات في زمن لا يتوقف فيه عجز الميزان التجاري المغربي، إذ بحسب آخر تقرير شهري تراجع 22.2 بالمئة إلى 120 مليار درهم (13 مليار دولار) في الأشهر التسعة الأولى من 2020، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وقلصت جائحة كوفيد-19 تكلفة واردات الطاقة وأبطأت التجارة وأدت إلى انكماش اقتصادي أضر بالطلب. ويتوقع المغرب انكماشا اقتصاديا 5.8 بالمئة هذا العام وعجزا في الموازنة 7.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال مكتب الصرف في آخر تقرير شهري إن واردات المغرب انخفضت 16.2 بالمئة إلى 3.7 مليارات درهم، في حين نزلت الصادرات 11.8 بالمئة إلى 187 مليار درهم في الفترة من يناير إلى نهاية شتنبر مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من 2019. فهل سينعكس هذا على الميزان التجاري المغربي؟