لماذا وإلى أين ؟

العروسي يكشف معطيات مثيرة حول أسباب عدم اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء

منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية قرار اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، وإعلان المغرب من جهته، قرار استئناف الإتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل، لم تخرج هذه الأخيرة بموقف واضح رسمي في القضية الأولى للمملكة المغربية.

خلفيات موقف إسرائيل من قضية الصحراء يثير الكثير من التساؤلات، خاصة بعد خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتنياهو، في شريط فيديو تظهر خلفه خريطة المغرب مبتورة. ما يؤشر على أن العلاقات المغربية الإسرائيلية يمكن أن تشهد تطورات في القادم من الأيام، خاصة مع “الموقف الغامض” الذي تتبناه الدولة العبرية بخصوص قضية الصحراء.

إسرئيل لا تهتم بالصحراء:

أستاذ العلاقات الدولية؛ عصام لعروسي، يعتبر أن “إسرائيل لا تعنيها قضية الصحراء المغربية في شيء”، مبرزا أن حشر نزاع الصحراء في خانة الإعتراف الأمريكي بمغربيتها في مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، “يبعد هذه الأخيرة من عملية المقايضة، بالرغم من أنها هي الطرف المستفيد”.

الموقف الإسرائيلي، يقابله المغرب بحسب ما كشفه لعروسي، بـ”عقلانية وبمنطق الإعتدال والترقب، دون الوقوع في ابرام اتفاق سلام مجاني، لن يجني منه إلا وعودا ما تزال حبرا على ورق”. مشددا على أن “إسرائيل برهنت غير ما مرة عن عدم التزامها بالقوانين والإتفاقيات الدولية، والتراجع عن الإلتزامات القطعية، كما هو الشأن بالنسبة لاتفاق أوسلو، والاستمرار في سياسة المستوطنات، والترويج رفقة الراعي الأمريكي لصفقة القرن”.

في حاجة إلى مزيد من المكاسب:

عدم اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، بالرغم من قرار استئناف الإتصالات الرسمية والعلاقات الديبلوماسية مع المغرب، تريد من ورائه “الحصول على المزيد من المكاسب، واستثمار عودة العلاقات مع المغرب بشكل جيد”، خاصة أن المغرب بحسب المتحدث “يحظى بموقع استراتيجي هام، ويعتبر فاعلا أساسا في المنطقة، كما ينتظر أن يكون ملعبا مقبلا للسياسات الدولية وأرضية للتنمية الإقتصادية والإجتماعية”.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن إسرائيل “تتماشى مع الرأي القائل بأهمية حل نزاع الصحراء ضمن الشرعية الدولية وداخل منظمة الأمم المتحدة”، مشددا على أن “إسرائيل تحجم عن الإعتراف بمغربية الصحراء، بغية الاحتفاظ بأوراق لعب أخرى قد تستخدمها في التقارب مع دول أخرى والتطبيع معها”. لافتا إلى أن ظهور نتنياهو في فيديو مع خريطة المغرب مبتورة، “دليل على الإزدواجية في التعاطي مع قضية الصحراء المغربية، بالرغم من اعتذار الخارجية الإسرائيلية عن ذلك”.

إمكانية تعثر التطبيع:

وأشار لعروسي، في حديثه مع “آشكاين”، إلى إمكانية تعثر عملية التطبيع مع إسرائيل، إلى أن تنفذ الإدارة الأمريكية وعودها، وأبرزها تدشين القنصلية الأمريكية في الداخلة والشروع في الإستثمار في الأقاليم الجنوبية، قائلا إن “المغرب لن يتسرع في المضي قدما في التطبيع”.

وخلص المتحدث، إلى أن تقدم العلاقات المغربية الإسرائيلية، رهين بعاملين أساسيين، أولهما؛ تبني الإدارة الأمريكية الجديدة بنفس القوة الإلزامية قرار الإعتراف بمغربية الصحراء، والعمل على تدليل الصعوبات لطي هذا الملف في إطار صيغة تؤكد على السيادة المغربية على الصحراء، وثانيا “عودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات، والتأكيد على حل الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني على أراضيه التاريخية، على خلاف اتفاق ابراهام مع الإمارات والبحرين الذي دشن لعلاقات مع هذين البلدين دون قيد أو شرط”، وفق المصدر ذاته.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
سهيل
المعلق(ة)
7 يناير 2021 00:49

نحن مغاربة لنا التقةً الكاملة في الدبلوماسيين لحل كل مشاكل البلد بطريقة عقلانية ودبلوماسية الى حد الان انهم في الطريق الصحيح نرجو لهم كل التوفيق

عزيز
المعلق(ة)
5 يناير 2021 19:20

هذا إلى المغاربة المتصهينين الذين اصطفوا مع العنصرية والديكتاتورية ضد العدالة الإنسانية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x