لماذا وإلى أين ؟

صلح الخليج يؤكد انتصار الحكمة الملكية على التقاطبات الإقليمية

بعد ثلاثة سنوات من توالي الأزمة الخليجية، وتدهور العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وقطر، أعلن وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر الصباح، يوم أمس الاثنين، عن اتفاق سعودي قطري يقضي بفتح الأجواء والحدود بين البلدين، وهو ما جعل موقف المغرب الذي ظل محايدا منذ بداية الصراع في سنة 2017، يلوح في الأفق، ويعكس مدى صواب اختياره.

وحرص المغرب، طيلة فترة الأزمة الخليجية، أن يظل ملتزما بموقفه المحايد، والعمل على الوساطة لحل الأزمة، حيث دعا الملك محمد السادس، في عدد من المواقف، مجموع أطراف الأزمة الخليجية، لضبط النفس، والتحلي بالحكمة في حل الخلاف السائد.

وفي هذا الصدد، قال منعم أمشاوي، أستاذ زائر بجامعة محمد الخامس، مختص في الأمن القومي المغربي، إن “المغرب راهن منذ زمن على توطيد العلاقات مع بلدان الخليج العربي، رغم تراجع العمل العربي المشترك، ورغم أزمة النظام الإقليمي العربي على مستوى الجامعة العربية”، مشيرا إلى أن “المغرب اختار الحياد الإيجابي إن صح التعبير والقيام بمبادرات دبلوماسية لإعادة المياه الخليجية إلى مجاريها”.

وزاد أمشاوي، في حديثه مع “آشكاين”، “قاد الملك محمد السادس زيارات شملت بلدان الخليج بما فيها قطر في رسالة واضحة لتمسك المغرب بحياده الإيجابي وبذله جهودا دبلوماسية عالية المستوى لحل الأزمة، وهو موقف بقدر اتسامه بالحكمة السياسية، فإنه موقف وفي لتقاليد ومبادئ السياسية الخارجية المغربية”، مؤكدا “حيث أنه رغم تضرر المصالح المباشرة للمغرب جراء هذا الموقف فإنه ظل متمسك برؤيته، ورغم ضغوط أطراف الأزمة على المغرب لاتخاذ موقف مغاير إلا أنه ظل متمسكا بموقفه الداعي لضرورة تجاوز الأزمة”.

وفي السياق ذاته، أشار أمشاوي إلى أنه  “مع اندلاع موجة الحراك العربي وانزلاق معظم البلدان العربية نحو اللاستقرار السياسي لم تنجو منه سوى بلدان الخليج، وهو ما جعل المغرب وبلدان الخليج يتوجهون نحو تعميق العلاقات التي وصلت الى حد دعوة المغرب الى الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي، وتوج بالقمة المغربية الخليجية 2016 مع بروز ما عرف بالأزمة الخليجية والخلاف الحاد بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين وبروز موجة استقطاب حاد بين الطرفيين اختارت معه بعض الدول حماية مصالحها المباشرة والاصطفاف مع أحد الطرفين، غير أن المغرب اختار الحياد”.

وختم أمشاوي، بالقول “المغرب طبعا خرج مستفيدا من تمسكه بخياره الحكيم، واتفاق العلا للمصالحة الخليجية اليوم هو إعلان رسمي بصواب رهان المغرب وخياره، وأكيد أن الخليج الموحد أكثر قوة سيكون له التأثير الايجابي البالغ على الديناميات التي تشهدها مصالح المغرب في الآونة الأخيرة، وفي النهاية فالمغرب لم يكن تصوره يتخذ موقف غير الذي اتخذه نظرا للروابط الأخوية التي تجمع المملكة مع شقيقاتها الخليجية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x