2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تتواصل الحقائق التي كان يخفيها “رموز الفساد” الجزائري بالانكشاف في المحاكمات التي يتابعون فيها عقب الحراك الجزائري، إذ اعترف، أمس السبت، الوزير الأول السابق بالجزائر، بتلقيه رفقة مسؤولين جزائريين هدايا من أمراء خليجيين، تمثلت في 60 سبيكة ذهب من أجل تسهيل الحصول على رخص صيد بصحراء الجزائر، وهو ما شكل صدمة لهيئة المحاكمة والحاضرين من خطورة هذا التصريح.
وقال أحمد أويحيى، الوزير الأول السابق بالجزائر، خلال محاكمة “تركيب السيارات وتمويل الحملة الانتخابية” في نسختها الثالثة، إنه “تلقى هدايا من أمراء الخليج الذين استضافتهم الرئاسة في تظاهرة صيد الغزال بالصحراء الجزائرية”.
وحسب ما نقلته صحيفة “الشروق” الجزائرية، فقد أكد أويحيى، في تصريح خطير وهو الأول من نوعه منذ بداية المحاكمات، أن “هؤلاء الأمراء أهدوا لهم 60 صفيحة ذهبية، وقام ببيعها في السوق السوداء”، وهو ما دفع القاضي “دنيا زاد غلاتي”، لسؤاله إن كان هذا بمثابة “اعتراف بتلقي هدايا ومزايا”، رد الوزير الأول السابق على هيئة المجلس بقوله إنه “لو ترك الشفافية تسير لما غرقت الجزائر”.
وحينما سألته رئيسة جلسة المحاكمة عن مصدر الأموال والأرصدة البنكية، وأن هناك عمليات سحب معتبرة من طرف زوجته وابنه وعدة أموال لم يصرح بها، أكد الوزير الأول السابق أحمد أويحيى، على أن “هذه الأموال ليست من نشاطه كوزير أول أو من عائدات الاستثمار”.
مبررا ذلك بقوله إنه “في فترة الصيد الذي نظمتها الرئاسة وحضرها أمراء الخليج، تلقيت هدايا مثلي مثل باقي المسؤولين في تلك الفترة، حيث منحوا لنا سبائك ذهب، أكثر من 60 سبيكة ذهب بعناهم في السوق الموازية من 2014 إلى 2018 بمبلغ 350 مليون دينار جزائري”.
موردا “لوكان بيا ندير الطرافيك” خرجت أكثر من 50 مرة للخارج بسفريات خاصة، كنت قادر نبيعها للخارج، لكنني لم أقم بذلك، وأؤكد أنني لم أتلق الرشوة ولم أعارض في المصالح، والأموال حولتها بنكيا من حسابي لحساب ابني”. يضيف الوزير أويحيي خلال محاكمته.
وشددت القاضي على سؤالها إن كان تصريحه “يعني أنه كوزير أول يصرح بأنه تلقى هدايا من أمراء الخليج”، مذكرة إياه أن “هذه تصريحات لأول مرة”، موردة سؤالها “لماذا لم تتركوا الأمور تسير بكل شفافية؟”؛ والذي قابلها أويحيى بقوله “لو “خليت” الشفافية تمشي لكانت لبلاد غرقت”.
وهو ما دفع النائب العام لاستفساره عن قوله مثل هذا التصريح وهو وزير أول سابق للجمهورية الجزائرية، بأنه يبيع سبائك ذهبية في السوق الموازية”، وهو ما رد عليه أويحيى بأنه “لم يأخذ رشوة ولكن هذه هدية، كان سيبيعها للبنك المركزي، لكن لم يقبلوا ذلك، وباعها في السوق السوداء وهذه الواقعة هي التي تنفي أخذ رشوة أو القيام بالتبييض”.
وما خفي اعظم.
دول الخليج لا تعتمد الا على الشراء لذلك لا ينتظرن احد منها اي امتنان.